آراءموضوعات رئيسية
هل ستكون سورية بداية لنهاية عهد السلطان؟/ الدكتور خيام الزعبي
هذا السؤال يفرض نفسه علينا بقوة، نحن الذين نراقب التطورات والأحداث، فالمُطلع على الشأن التركي، يرى بأن مستقبل أردوغان السياسي على المحك، بسبب الإستمرار في سياسة التصعيد في سورية، وتدخلاته المستمرة في المنطقة للحلم بالخلافة المزعومة وذلك عبر مجموعة من المجموعات المسلحة بكافة فصائلها، بالتالي فأن صعوبة حسم هذه الملفات جعلت أردوغان في أضعف فتراته، وأن سفينته ستغرق في الانتخابات المقبلة التي ستجري في حزيران عام 2023م لذلك نحن على أعتاب متابعة مشهد جديد في المنطقة خصوصاً بعد أن استطاعت سورية إزالة أوراق العديد من الأطراف الساعية لفرض دويلات في الداخل السوري.
إن حساسية الانتخابات الرئاسية بالنسبة إلى حزب العدالة والتنمية أنها تجرى في ظل ظروف بالغة الصعوبة، فأجواء الوضع الاقتصادي من تراجع الليرة التركية وزيادة نسبة التضخم و اللجوء إلى العملة الأجنبية وفضائح الفساد التي تهيمن على المشهد التركي، وطريقة تعامل الحكومة التركية مع التظاهرات وغيرها التي أثارت التنديدات، والصراع مع المعارضة ولا سيما حزب الشعب الجمهوري بلغ مرحلة غير مسبوقة، وفي الخارج فإن سياسة أردوغان أمام تحديات كثيرة بفعل التطورات الإقليمية والدولية، حيث فشلت سياسة عدم خلق خلافات مع دول الجوار إذ تعاني تركيا من نوع من العزلة الإقليمية ، وخلافات مع العراق ومصرواليونان، ومشاركة فعالة في ضرب ليبيا وتخريبها، وتورط في تفاصيل الحرب السورية، كل هذه القضايا وغيرها مؤشرات إلى ضراوة المعركة التي يقودها اردوغان شخصياً.
في نفس السياق إن الحرب في سورية لم تعد ذات مردود إيجابي للأنظمة والحكومات التي رعتها، كونها حرب معقدة ذات أبعاد دولية وإقليمية، وتطورت إلى حرب عابرة للحدود يأكل فيها كل طرف خارجي نصيبه من حصاد السم الذي زرعه على مدى السنوات الماضية في سورية، بالرغم من أن تركيا إنخرطت في مشروع إسقاط النظام في سورية، على أمل تحقيق إختراق في الخريطة الإستراتيجية في المنطقة، فإنها تشعر الآن إن إستثمار مليارات الدولارات ووضع ثقل السياسة التركية وراء هذا المشروع معرّض للزوال، على ضوء إعادة العديد من الدول مراجعة سياساتها حيال تطورات هذا البلد، إضافة الى ذلك ثمة تخبط واسع في داخل أنقرة حيال التعامل مع حقيقة تورطها في لعب دور سلبي في سورية، وإنطلاقاً من ذلك فإن حزب العدالة لم يعمل أي عمل من أجل تحسين صورته من أجل كسب المزيد من الأصوات في الإنتخابات القادمة.
ad
من المؤكد أن الرئيس أردوغان يعيش حالة من الارتباك في مواقفه لفشل مشروعه في سورية بعد التدخل العسكري غير المباشر، واتساع دائرة المعارضة داخل تركيا لهذا التدخل، وانهيار طموحاته في تعديل الدستور وتحويل النظام السياسي التركي إلى نظام رئاسي على غرار النظامين الفرنسي والأمريكي، ومنحه كرئيس جمهورية، صلاحيات تنفيذية مطلقة، فلا شك أن استهداف الأكراد في سورية يحرم أردوغان من أصوات أكثر من 20 مليون كردي في تركيا، كل هذه المغامرات ستؤثر سلبياً على شعبية أردوغان في تركيا وبالتالي في انتخابه كرئيس في الانتخابات القادمة.
على الجانب الأخر ثمة اعتقاد في صفوف المعارضة التركية بأن الانتخابات المقبلة باتت محسومة النتائج، وانها بالتأكيد ستضع نهاية لحكم العدالة والتنمية ورئاسة اردوغان للجمهورية، ومن وجهة نظر المعارضة لن تستطيع حكومة أردوغان خلال الوقت المتبقي على موعد الانتخابات ” مهما حاولت” اعادة التوازن الى الاقتصاد التركي لا من جهة الحفاظ على قيمة سعر صرف الليرة ولا من جهة خفض مستوى التضخم.
وإنطلاقاً من ذلك، ثمة سيناريوهات قوية في أن يؤدي تكرار فشل أردوغان في الانتخابات القادمة إلى تصدع كامل في صفوف حزبه الحاكم وخاصة بعد تراجع شعبيته في الانتخابات الماضية، ، لذلك يبدو أن تركيا حالياً على أبواب سيناريوهات مرعبة لما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع في المنطقة، ومن هذا المنطلق يجب على تركيا أن تتأهب لمرحلة جديدة، فاضطراب الأوضاع في تركيا مسألة وقت. لذلك لا بد لتركيا بدلاً من اللعب بكرة النار التي قد تحرق أصابعها قبل غيرها، أن تبتعد عن لغة التهديد والوعيد وشن الهجمات، وأن تجنح إلى لغة العقل والمنطق والسلام التي تدعوا إليها الحكومة السورية باستمرار.
كاتب سوري
لدكتور خيام الزعبي
هذا السؤال يفرض نفسه علينا بقوة، نحن الذين نراقب التطورات والأحداث، فالمُطلع على الشأن التركي، يرى بأن مستقبل أردوغان السياسي على المحك، بسبب الإستمرار في سياسة التصعيد في سورية، وتدخلاته المستمرة في المنطقة للحلم بالخلافة المزعومة وذلك عبر مجموعة من المجموعات المسلحة بكافة فصائلها، بالتالي فأن صعوبة حسم هذه الملفات جعلت أردوغان في أضعف فتراته، وأن سفينته ستغرق في الانتخابات المقبلة التي ستجري في حزيران عام 2023م لذلك نحن على أعتاب متابعة مشهد جديد في المنطقة خصوصاً بعد أن استطاعت سورية إزالة أوراق العديد من الأطراف الساعية لفرض دويلات في الداخل السوري.
إن حساسية الانتخابات الرئاسية بالنسبة إلى حزب العدالة والتنمية أنها تجرى في ظل ظروف بالغة الصعوبة، فأجواء الوضع الاقتصادي من تراجع الليرة التركية وزيادة نسبة التضخم و اللجوء إلى العملة الأجنبية وفضائح الفساد التي تهيمن على المشهد التركي، وطريقة تعامل الحكومة التركية مع التظاهرات وغيرها التي أثارت التنديدات، والصراع مع المعارضة ولا سيما حزب الشعب الجمهوري بلغ مرحلة غير مسبوقة، وفي الخارج فإن سياسة أردوغان أمام تحديات كثيرة بفعل التطورات الإقليمية والدولية، حيث فشلت سياسة عدم خلق خلافات مع دول الجوار إذ تعاني تركيا من نوع من العزلة الإقليمية ، وخلافات مع العراق ومصرواليونان، ومشاركة فعالة في ضرب ليبيا وتخريبها، وتورط في تفاصيل الحرب السورية، كل هذه القضايا وغيرها مؤشرات إلى ضراوة المعركة التي يقودها اردوغان شخصياً.
في نفس السياق إن الحرب في سورية لم تعد ذات مردود إيجابي للأنظمة والحكومات التي رعتها، كونها حرب معقدة ذات أبعاد دولية وإقليمية، وتطورت إلى حرب عابرة للحدود يأكل فيها كل طرف خارجي نصيبه من حصاد السم الذي زرعه على مدى السنوات الماضية في سورية، بالرغم من أن تركيا إنخرطت في مشروع إسقاط النظام في سورية، على أمل تحقيق إختراق في الخريطة الإستراتيجية في المنطقة، فإنها تشعر الآن إن إستثمار مليارات الدولارات ووضع ثقل السياسة التركية وراء هذا المشروع معرّض للزوال، على ضوء إعادة العديد من الدول مراجعة سياساتها حيال تطورات هذا البلد، إضافة الى ذلك ثمة تخبط واسع في داخل أنقرة حيال التعامل مع حقيقة تورطها في لعب دور سلبي في سورية، وإنطلاقاً من ذلك فإن حزب العدالة لم يعمل أي عمل من أجل تحسين صورته من أجل كسب المزيد من الأصوات في الإنتخابات القادمة.
ad
من المؤكد أن الرئيس أردوغان يعيش حالة من الارتباك في مواقفه لفشل مشروعه في سورية بعد التدخل العسكري غير المباشر، واتساع دائرة المعارضة داخل تركيا لهذا التدخل، وانهيار طموحاته في تعديل الدستور وتحويل النظام السياسي التركي إلى نظام رئاسي على غرار النظامين الفرنسي والأمريكي، ومنحه كرئيس جمهورية، صلاحيات تنفيذية مطلقة، فلا شك أن استهداف الأكراد في سورية يحرم أردوغان من أصوات أكثر من 20 مليون كردي في تركيا، كل هذه المغامرات ستؤثر سلبياً على شعبية أردوغان في تركيا وبالتالي في انتخابه كرئيس في الانتخابات القادمة.
على الجانب الأخر ثمة اعتقاد في صفوف المعارضة التركية بأن الانتخابات المقبلة باتت محسومة النتائج، وانها بالتأكيد ستضع نهاية لحكم العدالة والتنمية ورئاسة اردوغان للجمهورية، ومن وجهة نظر المعارضة لن تستطيع حكومة أردوغان خلال الوقت المتبقي على موعد الانتخابات ” مهما حاولت” اعادة التوازن الى الاقتصاد التركي لا من جهة الحفاظ على قيمة سعر صرف الليرة ولا من جهة خفض مستوى التضخم.
وإنطلاقاً من ذلك، ثمة سيناريوهات قوية في أن يؤدي تكرار فشل أردوغان في الانتخابات القادمة إلى تصدع كامل في صفوف حزبه الحاكم وخاصة بعد تراجع شعبيته في الانتخابات الماضية، ، لذلك يبدو أن تركيا حالياً على أبواب سيناريوهات مرعبة لما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع في المنطقة، ومن هذا المنطلق يجب على تركيا أن تتأهب لمرحلة جديدة، فاضطراب الأوضاع في تركيا مسألة وقت. لذلك لا بد لتركيا بدلاً من اللعب بكرة النار التي قد تحرق أصابعها قبل غيرها، أن تبتعد عن لغة التهديد والوعيد وشن الهجمات، وأن تجنح إلى لغة العقل والمنطق والسلام التي تدعوا إليها الحكومة السورية باستمرار.
كاتب سوري
لدكتور خيام الزعبي
هذا السؤال يفرض نفسه علينا بقوة، نحن الذين نراقب التطورات والأحداث، فالمُطلع على الشأن التركي، يرى بأن مستقبل أردوغان السياسي على المحك، بسبب الإستمرار في سياسة التصعيد في سورية، وتدخلاته المستمرة في المنطقة للحلم بالخلافة المزعومة وذلك عبر مجموعة من المجموعات المسلحة بكافة فصائلها، بالتالي فأن صعوبة حسم هذه الملفات جعلت أردوغان في أضعف فتراته، وأن سفينته ستغرق في الانتخابات المقبلة التي ستجري في حزيران عام 2023م لذلك نحن على أعتاب متابعة مشهد جديد في المنطقة خصوصاً بعد أن استطاعت سورية إزالة أوراق العديد من الأطراف الساعية لفرض دويلات في الداخل السوري.
إن حساسية الانتخابات الرئاسية بالنسبة إلى حزب العدالة والتنمية أنها تجرى في ظل ظروف بالغة الصعوبة، فأجواء الوضع الاقتصادي من تراجع الليرة التركية وزيادة نسبة التضخم و اللجوء إلى العملة الأجنبية وفضائح الفساد التي تهيمن على المشهد التركي، وطريقة تعامل الحكومة التركية مع التظاهرات وغيرها التي أثارت التنديدات، والصراع مع المعارضة ولا سيما حزب الشعب الجمهوري بلغ مرحلة غير مسبوقة، وفي الخارج فإن سياسة أردوغان أمام تحديات كثيرة بفعل التطورات الإقليمية والدولية، حيث فشلت سياسة عدم خلق خلافات مع دول الجوار إذ تعاني تركيا من نوع من العزلة الإقليمية ، وخلافات مع العراق ومصرواليونان، ومشاركة فعالة في ضرب ليبيا وتخريبها، وتورط في تفاصيل الحرب السورية، كل هذه القضايا وغيرها مؤشرات إلى ضراوة المعركة التي يقودها اردوغان شخصياً.
في نفس السياق إن الحرب في سورية لم تعد ذات مردود إيجابي للأنظمة والحكومات التي رعتها، كونها حرب معقدة ذات أبعاد دولية وإقليمية، وتطورت إلى حرب عابرة للحدود يأكل فيها كل طرف خارجي نصيبه من حصاد السم الذي زرعه على مدى السنوات الماضية في سورية، بالرغم من أن تركيا إنخرطت في مشروع إسقاط النظام في سورية، على أمل تحقيق إختراق في الخريطة الإستراتيجية في المنطقة، فإنها تشعر الآن إن إستثمار مليارات الدولارات ووضع ثقل السياسة التركية وراء هذا المشروع معرّض للزوال، على ضوء إعادة العديد من الدول مراجعة سياساتها حيال تطورات هذا البلد، إضافة الى ذلك ثمة تخبط واسع في داخل أنقرة حيال التعامل مع حقيقة تورطها في لعب دور سلبي في سورية، وإنطلاقاً من ذلك فإن حزب العدالة لم يعمل أي عمل من أجل تحسين صورته من أجل كسب المزيد من الأصوات في الإنتخابات القادمة.
ad