حببوا الصلاة في المساجد إلى الناس يرحمكم الله.. / المرتضى محمد اشفاق
أظن أن علماءنا غائبون تماما عن وسائل التواصل الاجتماعي، وهي منابر يمكن أن تستغل للدعوة، والإفتاء، والتعليم، والتوجيه؛ هي مدينة لا ينبغي أن تترك للغوغاء، والجاهلين..
عليهم أن يتابعوا ما يتطلب الرد، والإنارة، والتصحيح…
أليس مفيدا أن تكون للعالم والفقيه صفحة حية، دائمة التحديث، يعلم فيها بطريقة تربوية، كتابة، وخطابا، وحسب مستويات مختلفة، وبوسائل إيضاح مفهومة، ولغة بسيطة، وقد يتطلب ذلك التمثيل…
*من الظواهر المنتشرة في المساجد تطويل الأئمة للخطب، بلغة مكسرة، فاش فيها اللحن، فاسد فيها التركيب، وبمستوى خطابي متدن..
ما معنى أن يبالغ الإمام في جمع ما سمع من شوارد القصص، وكلام المتقدمين، واستعراض عضلاته الخطابية وهي في الغالب لا تصلح للنزال، أمام أمة من الأميين، وأشباههم، وحتى المثقفين، والمتمكنين من اللغة، المتأذين من اللحن..والإطالة ولو فصحت…
*ما معنى أن يقرأ الإمام كل محفوظاته من الأدعية، نظما، ونثرا، وفي الناس ذو الحاجة، والشيخ، والمريض، والميكانيكي الذي ترك السيارة مفتحة، وغيرهم…
*ملاحظات: .يقال إن من فقه الإمام أن (يَحُوصَ) أي يسرع بلفظ تكبيرة الإحرام، ولفظ السلام عليكم من المأمومين، حتى لا يسبقوه، أو يشاركوه، فتبطل صلاتهم..*بعض الأئمة يطيل الركوع فتضطر إلى الاستراحة على رجل لراحة الأخرى، وبعضهم يطيل السجود حتى إذا رفعت وجهك شعرت بالدوار والظلام على العينين..
وبما أن العلم (مافيه سحوه)، فقد ذكر لي أحدهم أن شيخا قال له إنه يعرف أن خروج الريح مبطل للصلاة، فهل دخولها أثناء السجود إذا طال مبطل..وعلق قائلا إن سؤال الشيخ وارد، لأن الاحتمال قد يقع إذا أهمل الاحتياط…
عليهم أن يعلموا أدب الصف، ودخول المسجد..
هل يجوز للمريض مرضا معديا أن يذهب إلى المسجد، أليس في ذاك قدوم الممرض على المصح؟
أحيانا يسعل جارك في الصف، ويعطس أثناء السجود فينفخ الحصى ووسخ الفراش إلى وجهك، وأنفك، وقد يدخل بعض رذاذ ريقه في فمك أثناء دعائك ساجدا..
الالتصاق اليوم ينبغي أن يراعى فيه أن حجم الرجل واقفا ليس حجمه جالسا، لذلك نشهد تضايقا شديدا في الجلوس حتى يركب بعضنا فوق بعض…
*أشعر أحيانا بصعوبة في تحرير ذراعي من ذراع جاري في الصف كأنهما التصقتا بغراء، ولا غراء إلا طبقات الوسخ المتراكمة، والمتعرقة..
وكأن عامة الناس وخاصتهم لم يتعلموا من أداء الصلاة إلا سد الفرج…
وكلما سيفكر فيه البعض من تراص الصفوف، والمنكب بالمنكب، والساق بالساق، أعرفه(للحزم)، ولا اعنيه هنا لمن يفهمون…
*التجشأ قبيح خارج الصلاة، ومؤذ أثناءها لما يجلب من الضرر، والغثيان للمصلين، مرة شممت رائحة(لَرْيَهْ) عندما تجشأ جاري في الصف، وذكرتني بإعدادية بوكى عام 1978..
وبعضهم تخرج روائح عملية الهضم كلها مع تجشئه، بزخات ريق تبلل المجاورين، وتكشف أن المعدة تسلم الحمولة تأشرة الخروج..
*أما حك الأذن، والبطن الأكبر، والبطن الأصغر، ودفعك بالمرفق، والمنكب، والتغيير المستمر لطريقة الوقوف، ودخول لباس الإمام بين إليتيه حتى تراودك نفسك على نتره، فأمور منتشرة نحتاج فيها إلى زاد غير يسير من التوجيه..ناهيك عن فوضى الأطفال في المساجد، وصياحهم، ومعاركهم، الصارفة عن المتابعة والخشوع…
الجمعة شعيرة مدنية لذلك لم تشرع في البادية..
حببوا الصلاة في المساجد إلى الناس يرحمكم الله…علمونا مقاصد الشرع يرحمكم الله..
جيئ برجل ضرب الإمام إلى المتوكل، فقال المتوكل إن لم تذكر لي مبررا مقبولا لضربك الإمامَ عاقبتك، فقال الرجل، أيها الأمير خرجت قبل الفجر مسافرا، فأقيمت الصلاة في المسجد فذهبت إليها، ولما قرأ الإمام الفاتحة في الركعة الأولى قرأ بعدها سورة البقرة كاملة، فقلت لعله يقرأ بسورة قصيرة في الثانية، لكنه لما قرأ الفاتحة قرأ آل عمران، ولما سلم، وكان حاجب الشمس قد ارتفع، وقف وقال: أعيدوا صلاتكم، تذكرت أني لست على طهارة، فضربته…
قال المتوكل لو كنت حاضرا لضربته معك..