بوتين يضع الحدود لمستقبل روسيا والعالم/ رامي الشاعر
3 يناير 2023، 02:18 صباحًا
حرص الرئيس الروسي أن يهنئ الشعب الروسي في نهاية العام المنصرم وبداية العام الجديد على خلفية مجموعة من العسكريين (رجالاً ونساءً) وأن يرسم بدقة حدود مستقبل الأمة الروسية والوطن الروسي بكل وضوح وصراحة ودون تجميل أو مواراة.
اعتاد الشعب الروسي ومن قبله السوفيتي إلى الاستماع إلى رئيس الدولة/سكرتير عام الحزب الشيوعي السوفيتي مهنئاً الأمة بقدوم العام الجديد، في رسالة مقتضبة مدتها حوالي خمس إلى عشر دقائق يتحدث فيها رأس الدولة عادة باختصار شديد عن نتائج العام الماضي، وخطط العام المقبل، متطلعاً بتفاؤلٍ نحو المستقبل، متغاضياً في رسالته على الأغلب عن الأحرف الحادة، التي يمكن أن تفسد ليلة رأس العام، أهم الأعياد في روسيا ومن قبلها الاتحاد السوفيتي. كذلك اعتاد الرؤساء من قبل أن يكون في خلفية الرئيس صورة للكرملين، رمز السلطة في البلاد.
لكن بوتين هذه المرة، تعمّد أن يكون في الخلفية الجيش الروسي، الدرع الحامية للوطن، إعلاناً عن تقديره، وتقدير الشعب الروسي لما تقوم به القوات المسلحة الروسية على أرض المعارك في إطار العملية العسكرية الروسية الخاصة، ورصداً منه لحالة الحرب التي تمرّ بها الأمة الروسية، دون مواربة، مع “الناتو” والغرب الجماعي.
ولم يبتعد الغرب عن رسالة بوتين للشعب الروسية تهنئة منه بالعام الجديد، فذكر بوتين أن النخب الغربية “أكدت لسنوات على نواياها السلمية نفاقاً، بما في ذلك في حل أصعب نزاع في دونباس، فيما كانت تشجع النازيين الجدد بكل طريقة ممكنة”، وكان أولئك، وفقاً لبوتين، “يستمرون في ارتكاب أعمال إرهابية عسكرية وعلنية ضد المدنيين في جمهوريات دونباس الشعبية”.