“مكتبتي ..” اختيار وتعليق المهندس باسل قس نصر الله
مذكرات جيمي كارتر “كامب دافيد”: حرب على الحرب – رهائن طهران والحسابات الخاسرة – MEMOIRES D’UN PRESIDENT – تأليف جيمي كارتر – JIMMY CARTER – ترجمة شبيب بيضون – دار الفارابي – بيروت – لبنان – 1985
جيمس إيرل كارتر الإبن ولد في 1 تشرين الأول 1924، وهو سياسي أمريكي سابق شغل منصب الرئيس التاسع والثلاثين للولايات المتحدة في الفترة من 1977 إلى 1981. وكان عضواً في الحزب الديمقراطي، وكان يشغل سابقاً منصب الحاكم السادس والسبعين لجورجيا في الفترة من عام 1971 إلى عام 1975، ونائباً بمجلس الشيوخ عن ولاية جورجيا في الفترة من عام 1963 إلى عام 1967. ومنذ ترك كارتر منصبه، ظل منهمكا في مشاريع سياسية واجتماعية، فحصل على جائزة نوبل للسلام في عام 2002 بسبب عمله الإنساني.
ولد كارتر وترعرع في بلاينز بولاية جورجيا، وتخرج من أكاديمية الولايات المتحدة البحرية في عام 1946 وحصل على درجة البكالوريوس في العلوم وانضم إلى البحرية الأمريكية التي تعمل في غواصات عديدة. وبعد وفاة والده في عام 1953، غادر حياته المهنية البحرية وعاد إلى بلاينز، حيث تولى السيطرة على أعمال عائلته في مجال زراعة الفول السوداني. ومع ذلك، فقد تم تحقيق طموحه إلى توسيع زراعة الفول السوداني في الأسرة ونموها. وخلال هذه الفترة، تم تشجيع كارتر على معارضة التمييز العنصري ودعم حركة الحقوق المدنية المتنامية. وأصبح ناشطاً في الحزب الديمقراطي. ففي الفترة من 1963 إلى 1967، خدم كارتر في مجلس الشيوخ بولاية جورجيا، وفي عام 1970 انتُخب محافظاً لجورجيا، فهزم الحاكم السابق كارل ساندرز في الانتخابات الديمقراطية الأولية. وظل حاكما حتى عام 1975. وفاز بترشيح الحزب الديمقراطي لمنصب الرئاسة في عام 1976. ففي انتخابات 1976 الرئاسية، خاض كارتر الانتخابات كدخيل ثم هزم بفارق ضئيل الرئيس الجمهوري الحالي جيرالد فورد.
وفي يومه الثاني في المنصب، أصدر كارتر عفواً عن كل المتهربين من حرب فيتنام بإصدار الإعلان 4483. وخلال فترة ولايته، تم إنشاء إدارتين جديدتين على مستوى مجلس الوزراء، هما وزارة الطاقة ووزارة التعليم. فقد أنشأ سياسة وطنية في التعامل مع الطاقة شملت الحفاظ على الطاقة، والسيطرة على الأسعار، والتكنولوجيا الجديدة. وقد تميزت نهاية فترة ولايته الرئاسية بأزمة الرهائن في إيران بين عامي 1979 و 1981، وأزمة الطاقة في عام 1979، والحادث النووي الذي وقع في جزيرة ثري مايل، وثورة نيكاراغوا، والغزو السوفيتي لأفغانستان. وردّاً على الغزو، صعّد كارتر الحرب الباردة عندما أنهى الانفراج، وفرض حظر الحبوب على السوفييت، وأعلن مبدأ كارتر، وقاد مقاطعة الألعاب الأوليمبية الصيفية في عام 1980 في موسكو. وقد خسر كارتر الانتخابات الرئاسية في عام 1980 بأغلبية ساحقة لصالح المرشح الجمهوري رونالد ريجان.
كتب “كارتر” أكثر من 30 كتاب، تتراوح بين المذكرات السياسية والشعر، في حين يواصل التعليق النشط على الشؤون الأميركية والعالمية الجارية، بما في ذلك الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وفي سن 97 عاما، وبعد تقاعد دام 41 عاما، يعد كارتر الرئيس الأقدم عمراً وأطول فترة حياة، فضلاً عن الرئيس الأطول عمراً في فترة ما بعد الرئاسة، وزواجه الذي دام 75 عاما يجعله أطول رئيس متزوج. وهو أيضا خامس أقدم شخص حي خدم كزعيم للدولة.
اخترت هذه المقتطفات من كتابه:
-ادخلت في اعتباري (أيار 1977) بعد اكتشافي للقادة العرب، أنهم جميعهم تقريبا يتكلمون بلهجتين اثنتين: فهم، عند اللقاء بهم منفردين، يبدون القبول بالسلام، ولا يتوقفون عن الترحيب بالجهود المبذولة من اجله وإبداء التشجيع لها. أما في المحافل العامة فلا يجرؤ أي منهم – بإستثناء (الرئيس المصري انور) السادات – ولا تؤاتيه الشجاعة على التسليم بأنه مستعد على مواجهة الشروع في المفاوضات مع اسرائيل.
-استقبلتُ (9 ايار 1977) السفير آرثر غول برغ، الذي رئِسَ الوفد الأميركي إلى الأمم المتحدة لدى التصويت على القرار رقم 242. وكان في تقديره … أن عليّ أن أُظهر المزيد من الشدة وأن أستخدم كل ما لدي من تأثير، بأوسع ما في الكلمة من معنى، بغية إكراه الزعماء العرب والإسرائيليين على الإلتقاء في جنيف، في مؤتمر يتولى رئاسته (زعيم الإتحاد السوفياتي) ليونيد بريجينيف وأنا شخصياً.
-أجابني (وزير خارجية اسرائيل موشي دايان) بأنني واهم، وأكّد لي بأن الاستيطان في الأراضي المحتلة لن يكون من الآن وصاعداً إلا إنشاءات عسكرية تقام.
-في التاسع من تشرين الثاني (1977) فجّر (الرئيس المصري أنور) السادات قنبلة حقيقية، بإعلانه في البرلمان المصري أنه يرغب في الذهاب إلى القدس. وفي الخامس عشر من الشهر نفسه أرسل اليّ (رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم) بيغن الجواب الذي ردّت به حكومته: إن السادات مدعوّ بصفة رسمية للكلام أمام الكنيست “البرلمان الاسرائيلي”.
-إن الأقوال الحسنة التي يقولها (رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم) بيغن لا تتبعها الأفعال الحسنة في كل المرات.
-حدّثني (كانون الثاني 1978 – الرئيس الفرنسي) فاليري (جيسكار ديستان) بالإنكليزية، مستذكراً أن النورماندي تحرّرت على أيدي الجنود الأميركيين – وان على (الرئيس الفرنسي الحنرال شارل) ديغول أن يستدير نحوها في قبره.
-كان (وزير الخارجية الاميركي الأسبق هنري كيسنجر) يعتقد أن عليّ قبلَ كل شيء أن اُطمئنَ الرئيس (المصري أنور) السادات عن طريق اإقناعه بأننا لن نتركه وحيداً في وجه خصومه في أي ظرف من الظروف. وكان يُقدِّر فضلاً عن ذلك، بأن (رئيس وزراء اسرائيل مناحيم) بيغن ليس لديه أية نية لا في إعادة الضفة الغربية، ولا في الطلب من المستوطنين الإسرائيليين أن يغادروا سيناء، لكن هؤلاء الأخيرين سوف يغادرونها من تلقاء أنفسهم عندما تُعاد شبه الجزيرة إلى المصريين.
-قال (21 أذار 1978 – رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم) بيغن بأن زيارة (الرئيس المصري انور) السادات للقدس ليست إلا حركة مسرحية
-إن (الرئيس المصري أنور) السادات لم يُدخِل (في المحادثات الخاصة في كامب ديفيد) رئيس وزرائه ولا نائبه في الوفد الذي معه، ولا يعمل إلا لوقت قليل مع مساعديه، ولا يُحب أن يتواجدوا معه عندما يتباحث وإياي، ولا تبدو عليه الراحة عندما يكونون في صحبته. أما (رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم) بيغن فهو بالعكس، لقد كان يتعاون مع فريقه الذي معه تعاوناً وثيقاً، ولم يكن يكف عن النظر إلى المحيطين على اختلافهم، فيرى فيهم في نهاية المطاف، نعمة من نعم السماء.
-إن تقريراً وارداً عن الـ CIA، مؤرخاً من شهر آب (1978)، أشار إلى أن إيران لا تعيش “لا في وضع ثوري ولا في وضع ممهد للثورة”. ولقد أوضح هذا التقرير نفسه، بأن الجيش يدعم الملكية وبأن معارضي نظام الشاه (محمد رضا بهلوي)، العنيفين منهم والمسالمين، لا يمكن اعتبارهم بأي حالٍ من الأحوال، يشكّلون خطراً.
-كل ما يمس بالشرق الأوسط له طابع متفجر ولا يجب التصدي له الا بأكبر مقدار من الحذر