canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
آراءموضوعات رئيسية

لماذا عمدت واشنطن إلى تضخيم حادثة المنطاد الصيني؟/ د. تمارا برّو

طغت أخبار المنطاد الصيني الذي حلّق فوق الأراضي الأميركية والبالونات الثلاث الأخرى” الغامضة” التي أكتشفت لاحقاً في كندا والولايات المتحدة الأميركية على الأخبار الأخرى، وكي يجذب خبر المنطاد عقول الناس ويشتتها دار الحديث عن أطباق طائرة ومخلوقات فضائية حتى بتنا نظن أننا على موعد جديد مع سلسلة أفلام حرب النجوم التي تنتجها استديوهات هوليود ولكن هذه المرة نحن أبطالها.

يبدو أن الخيال الأميركي واسع فيما بتعلق بالصحون الطائرة والمخلوقات الفضائية، فقد أثار ظهور أجسام غريبة في سماء الولايات المتحدة الأميركية منذ سنوات حيرة الأميركيين، ودار الحديث عن زيارة الفضائيين للأرض حتى أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما قال ممازحاً عام 2021 ” عندما وصلت للمنصب تساءلت هل هناك مختبر موجود في مكان ما نحتفظ فيه بعينات لكائنات فضائية وسفينة فضائية”. وفي العام 2013 نشر مكتب التحقيقات الفيدرالية مذكرة “الصحون الطائرة” المؤرخة في العام 1950 أرسلها مدير مكتب واشنطن إلى مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي حينها ادغار هوفر وتتضمنت المذكرة العثور على ثلاث صحون طائرة بداخلها مخلوقات فضائية في ولاية نيو مكسيكو عام 1950.

 ومؤخراً بعد اكتشاف الأجسام الغامضة في كندا وأميركا قال الجنرال غلين فانهيرك قائد قيادة الدفاع الجوي لأميركا الشمالية أنه لا يستبعد أن تكون الأجسام الطائرة من الفضاء الخارجي، بالمقابل أعلن البيت الأبيض أنه لا وجود لأي دليل على أن الأجسام الثلاثة الغامضة التي أسقطت لها علاقة بأي نشاط خارج كوكب الأرض.

تزايد عدد الأجسام الطائرة المجهولة التي رصدت في سماء الولايات المتحدة الأميركية خلال العشرين سنة الأخيرة وسببت هذه الأجسام أرقاً للإدارة الأميركية والأميركيين، فقد طلب الكونغرس من البنتاغون إعداد تقرير حول هذه الأجسام وبحسب التقرير الذي أصدره في العام 2021 أنه من بين 143 مشاهدة لأجسام غريبة في السماء بين عامي 2004 و 2021 لا توجد مؤشرات واضحة على وجود تفسير مرتبط بأشخاص من خارج كوكب الأرض ، وأضاف التقرير أن هذه الأجسام قد يكون بعضها مرتبطاً بتكنولوجيا تابعة لدول أخرى مثل الصين أو روسيا أو تكون مرتبطة بظواهر جوية أو مرتبطة ببرامج تكنولوجية سرية تابعة لمؤسسات أميركية. ووفقاً للمسح الذي أجراه مركز   Research Center Pew للأبحاث قبل إصدار التقرير فإن ثلثي الأميركيين (65%) يعتقدون ان الحياة موجودة على كواكب أخرى. وفي العام الماضي عقدت لجنة المخابرات في مجلس النواب الأميركي أول جلسة استماع للكونغرس لدراسة الأجسام مجهولة الهوية التي تحلّق في سماء الولايات المتحدة وقال نائب مدير مكتب الاستخبارات البحرية سكوت براي أن عدد الطائرات أو الأجسام غير المحددة يتزايد منذ أوائل القرن الحادي والعشرين، وأشار إلى أن البنتاغون لم يتوصل إلى أي تفصيل من شأنه أن يوحي بأن الأجسام الطائرة آتية من خارج الأرض لكنه لم يستبعد هذا الاحتمال . كما أسس البنتاغون مكتباً خاصاً لتلقي البلاغات حول وجود أجسام طائرة مجهولة . وأظهر استطلاع أجري في الفترة من 9 إلى 12 سبتمبر/ أيلول العام الماضي على 1000 مواطن أميركي بالغ أن 24% منهم يؤمنون بوجود مخلوقات فضائية، بينما 33% يعتقدون أنه من المحتمل أن يكون هناك مخلوقات فضائية و12% يؤمنون بأنه لا وجود للمخلوقات الفضائية. وصدر الشهر الماضي تقرير عن البنتاغون أشار إلى تسجيل مئات المشاهدات الجديدة لأجسام طائرة فخلال العام 2022 تم تسجيل 400 مشاهدة إضافية.

ad

وقد أثار المنطاد الصيني أزمة دبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة الأميركية حيث أجل وزير الخارجية الأميركي انطوني بلينكن زيارته إلى الصين التي رفضت طلباً أميركياً لإجراء محادثات مع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، واحتفظت بحق الرد على إسقاط المنطاد وعلى العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على شركات صينية بسبب المنطاد.

والسؤال الذي يطرح لماذا أثارت واشنطن كل هذه الضجة حول المنطاد الصيني والبالونات الثلاث الأخرى؟

يبدو أن واشنطن حاولت تضخيم قضية المنطاد الصيني لحجب النظر عن أحداث أخرى لعبت دوراً في وقوعها وستسبب لها إحراجاً أمام شعبها وأمام الدول الأخرى، وأيضاً حاولت تسخير موضوع المنطاد لتحقيق مصالحها.

ومن الأحداث التي حاولت الولايات المتحدة الأميركية غض النظر عنها انحراف قطار شحن عن مساره في 3 فبراير/ شباط الجاري في ولاية أوهايو يحمل مواداً كيميائية ضارة. ونتج عن حادثة القطار كارثة بيئية كبيرة تهدد حياة الكائنات الحية هناك. وأثارت هذه الكارثة موجة من الغضب تجاه المسؤولين المحلين والفيدرالين. وبسبب المنطاد وتصريحات المسؤولين الأميركيين ركزت الأخبار الأميركية على المنطاد الصيني والصحون الطائرة وأهملت حادثة المنطاد.

عدا عن ذلك فقد ذكر موقع بوليتكو الأميركي أن صقور الكونغرس يستغلون قضية المنطاد الصيني بهدف الحصول على المزيد من التمويل لميزانية الدفاع بحجة مواجهة التهديدات الصينية ورفض أي تخفيض للإنفاق الدفاعي في مفاوضات رفع سقف الديون.

ومن ناحية أخرى اتهم الصحافي الأميركي سيمور هيرش الإدارة الأميركية بالوقوف وراء تفجير خطي أنابيب الغاز الروسي نورد ستريم 1و2 في بحر البلطيق في سبتمبر/ أيلول الماضي، وذلك لأن الرئيس بايدن كان يخشى من أن تتوقف ألمانيا وأوروبا الغربية عن تزويد أوكرانيا بالأسلحة التي تريدها وقد تعيد ألمانيا تشغيل خط الأنابيب. ودعم إدوراد سنودن موظف الإستخبارات الأميركي السابق ذلك واعتبر أن الهدف من الذعر الذي تثيره واشنطن حول إسقاط الأجسام الطائرة المجهولة هو صرف أنظار الصحفيين عن التحقيق في تفجير السيل الشمالي.

ومن الأسباب الأخرى لتضخيم الولايات المتحدة الأميركية قضية المنطاد الصيني فرض عقوبات على الشركات الصينية. وفي هذا الإطار أعلنت بكين أن واشنطن تستخدم المنطاد الصيني كذريعة لفرض عقوبات على الكيانات الصينية. فقد أقدمت الإدارة الأميركية على فرض عقوبات على 6 كيانات صينية تساهم في تطوير صناعة الطيران الصينية بما في ذلك صناعة المناطيد. تقوم واشنطن بفرض عقوبات على شركات صينية وبتقييد صادرتها إلى الصين، كما هو الحال في تقييد تصدير الرقائق الإلكترونية والضغط على الدول الأخرى لعدم التعامل مع الصين في موضوع الرقائق الإلكترونية، بهدف كبح صعود الصين وتطورها.

بعد إعلان البنتاغون رصده للمنطاد الصيني فوق الأراض الأميركية قدمت بكين اعتذارها عن خروج المنطاد عن مساره ودعت واشنطن إلى معالجة الموضوع بهدوء وحذر، لكن الأخيرة أصرت على إسقاط المنطاد باستخدام طائرة مقاتلة F-22 في محاولة لعرض قدراتها العسكرية واستفزاز الصين وإسكات الجمهوريين الذين اتهموا الرئيس جو بايدن بالتقصير في التعامل مع المنطاد الصيني.

وفي محاولة لتخفيف التوتر مع بكين قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أنه لن يتوقف عن مطالبة الصين بإعادة فتح خطوط الاتصال. كما أن الرئيس الأميركي جو بايدن قال أنه لا يريد حرباً باردة مع الصين ولكن أميركا ستدافع عن سيادتها ضد أي انتهاك، وأقر بأنه لا شيء يدل إلى الآن على أن الأجسام الطائرة الثلاثة التي أسقطت مرتبطة ببرنامج صيني للتجسس ورجح أن تكون هذه الأجسام مرتبطة بشركات خاصة أو بأنشطة ترفيه أو بمؤسسات بحث علمي ، وأضاف أنه يعتزم التواصل مع الرئيس الصيني للحديث عن موضوع المنطاد ، وربما التحضير للاتصال بين الزعيمين كان من ضمن المباحثات التي أجراها وزير الخارجية الأميركي انطوني بلينكن مع كبير المسؤولين الدبلوماسيين وانغ ي في ميونيخ على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن.

باحثة لبنانية في الشأن الصيني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى