لا غرابة أن يتصدى أحفاد مانديلا لعنصرية اسرائيل/ اسيا العتروس
24 فبراير 2023، 16:58 مساءً
خطوة مهمة ما في ذلك شك في توقيتها وفي رمزيتها و ربما تداعياتها مستقبلا تلك التي أقدمت عليها القمة الافريقية في دورتها السادسة والثلاثين التي اختتمت أشغالها نهاية الاسبوع الماضي في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا بطرد ممثلة تل ابيب من حضوراشغال القمة كعضومراقب والتي اكد مجلس القمة انه لم يتم دعوتها وان هناك تحقيق جارلفضح ملابسات التحاقها بالقمة لا سيما وان عضوية الكيان الاسرائيلي كعضو مراقب معلقة منذ أن اتخذ رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي موسي فقيه قرارا بمنح اسرائيل هذه العضوية التي لا تستحقها ..
وقد أقرت المتحدثة باسم رئيس المفوضية الإفريقية إيبا كالوندو، أنه لم توجّه للدبلوماسية الإسرائيلية أي دعوة لحضورالاجتماع, وهوالامرالذي أغضبت تل ابيب التي رفضت هذه الخطوة و هي التي كانت تعول على الانتصاب داخل الاتحاد الافريقي …
-القرارالافريقي يكتسي أهمية مضاعفة لعدة اعتبارات أنه ياتي في ظل ذكرى تاسيس الاتحاد المغاربي الذي خرج من التاريخ و الجغرافيا و ياتي ايضا في غياب أي دور فاعل للجامعة العربية التي فشلت في كل الاختبارات ..
ad
-وهوخطوة مهمة باعتبارأنه يتزامن مع الضغوط الامريكية لاسقاط مشروع قرارادانة الاستيطان في مجلس الامن وسحب المشروع الذي كان يفترض أن تقدمه الامارات العضوغيرالدائم أمس وما اثاره ذلك من غضب شعبي فلسطيني ازاء التواطؤ المفضوح مع جرائم الاحتلال والانتصارللجلاد على حساب الضحية ..
-وهومهم لانه يمكن أن يكون منعرجا لتصحيح بوصلة الاتحاد الافريقي الذي تضمن بيانه الختامي قرارين أساسيين أولهما رفض الاعتراف بالانقلابات العسكرية و تعزيزمكانة الديموقراطية في القارة السمراء والثاني يتعلق بالتمسك بموقفه بأن الاحتلال الاسرائيلي يظل نظام ابرتتيد عنصري ولا يمكن قبوله عضوا مراقبا في صفوفه. ولاشك أن لدولة جنوب افريقيا ولاحفاد مانديلا دورفي هذه الخطوة نحواستعادة الاتحاد الافريقي موقعه في مرحلة باتت كل أنظارالقوى الدولية و الاقليمية تتجه الى القارة السمراء لتتنافس على موطئ قدم في القارة بكل ما تمثله من موقع استراتيجي وجسر بين القارات وهي التي ستكون خلال سنوات سوقا بأكثرمن مليون نسمة دون اعتبارلما تمتلكه من ثروات طبيعية وطاقات بديلة …ولاشك ان هذه القارة التي تستقطب التي تستقطب الاعضاء الدائمة في مجلس الامن الدولي تستقطب ايضا اهتمام اسرائيلي الحليف الدائم لهذه الاعضاء ..ومن هنا كان الاختراق الحاصل و تسلل اسرائيل تحت عنوان امتلاك الخبرة والكفاءة في مجال التعليم و الري و الزراعة والتكنولوجيا والسلاح لاغراء دول افريقية بطريقة انطلقت باحتشام و لكنها اتسعت و باتت معلنة بعد أن شملت اربع واربعين بلدا افريقيا بين خمس و خمسين بلدا واخرها التشاد التي اقامت علاقات مع الكيان الاسرائيلي ..
النقطة الاحقة فتتعلق بالحضور الفلسطيني في القمة الافريقية و تولي رئيس الحكومة الفلسطينية اشتية القاء كلمته في الوقت الذي كان يتم طرد ممثل الكيان الاسرائيلي ..وهذا ليس من باب الشعبوية البغيضة التي لا تصنع البديل ولا يمكن أن تغيرالواقع الفلسطيني في شيء ولكنها تبقى رسالة سياسية وديبلوماسية واعلامية وقانونية مهمة مفادها انه لا يمكن اختراق كل المنظمات ولا يمكن الاستهانة ببعض القوى وبعض الاصوات عندما يتعلق الامربالظلم وبسقوط العدالة الدولية وتطويع القانون الدولي ليكون أداة في خدمة وبقاء وتفوق نظام عنصري يحظى بحماية ودعم القوى الدولية ليواصل ممارسة جرائمه اليومية من توسيع للاستيطان ومن تهويد للمقدسات ومن تشريد للاجيال ومن اغتيال وقتل للنساء والاطفال وهدم للبيوت وحرق للشجر …
النقطة التالية أن منع ممثل سلطة الاحتلال من حضور أشغال قمة اديس أبابا كان بجهود جوهناسبوغ و معها الجزائر و دول افريقية تحركت قبل القمة بشكل مكثف لمحاصرة الامتداد الاسرائيلي في الاتحاد الافريقية …و قد كان من الطبيعي ان تتجه جنوب افريقيا مهد الزعيم الافريقي الراحل نلسون مانديلا الذي قضى اكثر من ربع قرن في سجون نظام الابرتييد في جنوب افريقيا التي امتهنت حقوق الاغلبية من السود في الحياة و الكرامة و المساواة والحرية …وكان موقف حزب المؤتمرالافريقي واضحا و صريحا في دعمه للشعب الفلسطيني ولحقه في الحرية ..والارجح أن الكيان الاسرائيلي كان يعول قبل طرد ممثلته الى تصويت يخترق الاتحاد الافريقي و يكشف الانقسام الحاصل بين أعضاءه في هذا الشأن لا سيما في ظل مسارالتطبيع الذي مزق القارة ..
أخيرا وليس اخرا فقد أقر الاتحاد الافريقي اجراء تحقيق دولي في اغتيال شيرين أبو عاقلة لكشف اطوار الجريمة والاهم محاسبة الاطراف المتورطة في الاغتيال …
و ربما سيكون الاهم ان يعود التصويت الافريقي الى ما كان عليه في دعم القضايا الافريقية والعربية وتحديدا القضية الفلسطينية في مختلف المنابرالاممية و ربما العودة الى صوت افريقيا الداعم دوما للحق الفلسطيني قبل ان يصيبه داء التطبيع والتسويف …