canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
آراءموضوعات رئيسية

الخلاف الأمريكي الصيني: أسبابه وتداعياته المستقبلية/ محمد حسنة الطالب

لطالما نعتت جمهورية الصين الشعبية، بالعملاق النائم، ولقد أثبتت الأيام بالفعل أن لها حظ من هذا الوصف، بالنظر الى تعداد سكانها الذي تجاوز المليار نسمة، ولمساحتها الكبيرة التي تبلغ 9,596,960 كم²، ولقوتها العسكرية المتصاعدة، ولاقتصادها المتنامي الذي يحل في المرتبة الثانية بعد إقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية، هذا فضلا عن ثورتها الباهرة في مجال التكنولوجيا، والتي أمنت لشركاتها مكانة مرموقة بين أقوى وأعرق الشركات في مجال الإتصال في العالم.
ad
لهذه المزايا المتعددة كلها، التي تنذر بمنافسة قوية وتهديد واعد لأقوى دولة في العالم، تفطنت الولايات المتحدة الأمريكية لمكانتها العالمية التي أصبحت على المحك، وحاولت إستدراك الأمور قبل فوات الأوان، وهو التصرف الذي تبلورت على إثره مجموعة من الخلافات المختلفة، نسردها تباعا بقدر من الإيجاز لتوضيح صورة هذه الندية المتصاعدة بشكل أكبر ، وسنبدأ من الأحدث فالأقدم:
1_ العلاقات الصينية الروسية في ظل الحرب على أوكرانيا : لم تعرف العلاقات بين هذين البلدين توترا يذكر وخاصة في ظل الهيمنة الأمريكية التي أدت إلى إمتعاض العديد من دول العالم من سياساتها الظالمة ، لا بل وأذكت نار الكراهية لأمريكا وللغرب عموما، وعلى هذا الأساس كان التقارب الإستراتيجي الصيني الروسي يتعاظم بطريقة ذكية ، هدفها رسم معالم لنظام دولي جديد يكون أكثر عدلا وتوازنا في إدارة السياسة الدولية ، هذا في الوقت الذي كانت فيه الولايات المتحده الامريكية وحلفاؤها يتورطون في حروب ظالمة في العديد من بقاع العالم بهدف توسيع نفوذهم العسكري والإقتصادي ، حروب أفقدتهم في نهاية المطاف قدرا كبيرا من قدراتهم العسكرية والإقتصادية ونالت من هيبتهم وغطرستهم ومرغت ما تبقى من سمعتهم بالتراب ، وهو الشئ الذي كان يصب في مصلحة كل من الصين وروسيا ، وجعل الولايات المتحدة الأمريكية اليوم تحاول جاهدة تدارك أفول نجمها على الساحة الدولية وسقوط أوراق عرشها الذابل في أوروبا ، ويحدث هذا في وقت تكاد فيه الحرب الروسية على أوكرانيا القضاء على آخر مخططات حلف الناتو الجهنمية ، وتنذر بسقوط مدوي للهيمنة الغربية عموما ، وهو ما تشي به التحولات والتحالفات الدولية الجديدة التي كرهت من طغيان الغرب وهيمنة القطب الواحد على كل دول العالم .
2 – جائحة كورونا : لقد تضاربت الأخبار وأقوال بعض السياسيين حول مصدر فيروس كورونا، وحامت الشكوك وإحتدمت النعوت في هذا الشأن بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، إلى أن أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ووزير خارجيته مايك بومبيو غضب الصين، بإشارتهما المتكررة إلى الفيروس كورونا باسم “الفيروس الصيني” أو “فيروس ووهان” ودفعهما في ما بعد بفرضيات تقول إنه تسرب من مختبر صيني، وهكذا أصاب هذا الفيروس العلاقات بين البلدين، وسيظهر الزمن القادم مدى مناعتهما على مقاومة إنتقاداتهما لبعضهم البعض.
3 – التجارة : حيث اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، أن الصين تحظى بميزة تجارية غير عادلة على حساب الولايات المتحدة الأمريكية، متهما بيجين أيضا بعدم التحرك حيال ما اعتبره سرقة الملكية الفكرية، حيث أطلق ترمب حربه التجارية على الصين في أوائل عام 2018 في محاولة لإنهاء ما اعتبره صفقات تعرض بلاده “للسرقة” من جانب الصين، كما صعد حرب الرسوم الجمركية التي انتهت بفرض رسوم بقيمة مئات المليارات من الدولارات على السلع المستوردة بينهما. وعلى الرغم من اتفاق “المرحلة الأولى” الذي تم توقيعه في يناير الماضي، لم يحل الجانبان بعد نزاعاتهما التجارية بالكامل، الأمر الذي أثار المخاوف على الاقتصاد العالمي قبل وقت طويل من تلقيه ضربة موجعة بسبب كورونا.
4 – شركة هواوي : كانت شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة “هواوي” هدفا لحملة أمريكية متصاعدة لعزلها دوليا، إذ اتهمت واشنطن الشركة بسرقة أسرار تجارية أمريكية وحذرت من أن بيجين قد تستخدم معداتها للتجسس على الاتصالات العالمية. ورفضت شركة هواوي بشدة هذه الاتهامات، لكن الولايات المتحدة فرضت عقوبات تمنع الشركة من الوصول إلى تصميمات أشباه الموصلات التي تم تطويرها باستخدام البرامج والتكنولوجيا الأمريكية في أحدث ضربة من واشنطن ضد الشركة.
وتسعى واشنطن أيضا لدى كندا لتسلمها منغ وانتشو، المديرة التنفيذية للشركة، بموجب مذكرة اعتقال أمريكية، لتقحم بذلك أوتاوا في خلافها مع بيجين.
5 – قضية هونغ كونغ : حيث ألغت وزارة الخارجية الأمريكية الوضع التجاري الخاص، الذي كانت تتمتع به هونغ كونغ كمركز مالي عالمي، قائلة إن المدينة لم تعد مستقلة بما فيه الكفاية عن الصين. وكان وراء هذا الإجراء خطة، أقرها مجلس الشعب الصيني، لفرض قانون للأمن الوطني على المدينة، في ما ترى الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من الحكومات الغربية أن هذه الخطوة تسحق الحريات الفردية للمدينة، ولهذا السبب تعهدت واشنطن بمعاقبة بيجين.
6 – قضية الإيغور : حيث وجهت إدارة ترمب انتقادات مباشرة للصين واتهمتها باعتقال أكثر من مليون مسلم من الإيغور والأقليات الأخرى في مقاطعة شينجيانغ الصينية. وقال نشطاء وشهود من الإيغور إن الصين تحاول دمجهم بالقوة من خلال منع ممارسة الشعائر الإسلامية الأساسية ومحو ثقافتهم. ولهذا عزز الكونغرس الأمريكي الضغط على بيجين من خلال السماح، بدعم من الحزبين الديموقراطي والجمهوري، بفرض عقوبات على المسؤولين الصينيين بسبب عمليات الاعتقال الجماعي التي تمارسها السلطات الصينية ضد الإيغور.
7 – قضية تايوان : إذ تعتبر الصين تايوان الديموقراطية التي تتمتع بالحكم الذاتي، جزءا من أراضيها التي ستستعيدها يوما ما بالقوة إذا لزم الأمر، في ما تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بدعم جزيرة تايوان بالأسلحة، وهو ما تستنكره الصين إضافة إلى الاتصالات الرفيعة المستوى بين الولايات المتحدة وتايوان، لا سيما عندما هنأ بومبيو رئيسة تايوان المناوئة للصين تساي إنغ-ون على إعادة انتخابها، وهي مسألة خطيرة للغاية في نظر بيجين.
8 – بحر جنوب الصين : إذ أن هناك خلاف بين الولايات المتحدة والصين حول بحر جنوب الصين، وهو ممر مائي غني، تؤكد الصين أحقيتها به، وهي التي بنت فيه جزرا اصطناعية لتعزيز قوتها في المنطقة، وهو ما ترفضه الولايات المتحدة الأمريكية، التي تنشر سفنها الحربية على مقربة من تلك الجزر تحت مسمى “حرية الملاحة”
تداعيات كل هذه الخلافات السالفة الذكر، فاقمت من تأزم العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين أكثر من ذي قبل، وأدت إلى إصدار الولايات المتحدة أمرا بإغلاق القنصلية الصينية في هيوستون في 22 يوليوز 2020، وإعطاء مهلة يومين لإخلائها، ويعود سبب إتخاذ هذا القرار حسب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إلى أن القنصلية الصينية كانت ”مركزا للتجسس وسرقة الملكية الفكرية”. هذا وردت السلطات الصينية على هذه الخطوة الأمريكية بالمثل يوم 24 يوليوز 2020، حيث أصدرت أمرا بإغلاق القنصلية الأمريكية بمدينة تشنغدو الواقعة جنوب غرب الصين، داعمة أسباب ردها حسب المتحدث باسم الخارجية الصينية وانغ ون بين، إن بعض الموظفين في القنصلية الأمريكية في تشنغدو كانوا ”يقومون بأنشطة لا تتناسب مع هوياتهم“ لا بل أنهم تدخلوا في شؤون الصين وأضروا بمصالحها الأمنية.
وعليه فإن هذا الإغلاق المتبادل لقنصليتي البلدين، يأت ليكمل التدهور الحاصل في العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم، وهو ما أفرز تداعيات جديدة وواضحة تجلت في التحالفات التي بدأت تتشكل والتي قد تبلغ أوجها في المنظور المحدد لها ، والذي ستنهار على إثره بنية النظام العالمي القديم الذي تسيد فيه الغرب بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية على العالم ، وخاصة بعد سقوط المعسكر الشرقي الذي كان يتزعمه الإتحاد السوفيتي ، الذي تفككت جمهورياته الخمس عشرة بسبب سياسة البيروسترويكا التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية أنذاك ، ولعلها من أسباب الثأر التي حركت روسيا مؤخرا وجعلتها تفعل علاقاتها المختلفة وبقوة مع الصين في المجالين العسكري والإقتصادي خاصة ، والدليل على ذلك المناورات العسكرية الضخمة التي أجريت بين البلدين وجنوب أفريقيا في المياه الإقليمية لهذه الأخيرة ، والتي كانت رسالة واضحة المعالم الى الغرب بالنظر إلى نوعية العتاد العسكري الصيني المتطور المشارك فيها والتي تفيد بعدم تراجعها عن الإستيراتجية المرسومة بينها وبين روسيا ، والتي ستكون تايوان عنوانا لحلقتها القادمة لا محالة ، وسيكون ذلك مرهونا بتأزم العلاقات السياسية والأوضاع الإقتصادية للغرب جراء الحرب الروسية الأوكرانية التي تستنزف الغرب يوميا وتكشف عورته وتظهره مع كل تقدم روسي مدروس على أنه مجرد نمر من ورق لا حول له ولا قوة ، بحيث لم تجد العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا في ثنيها عن مواصلة الحرب ، ولا الدعم العسكري والسياسي المتواصل لأكرانيا ساعد في تقدم جيشها وتحريرها من قبضة الروس المسيطر على العديد من المناطق والمواقع الهامة لأوكرانيا وللغرب الذي يسعى من خلالها إلى تهديد الأمن القومي الروسي .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى