“افلاس سياسي” يقف خلف شعارات بعض رؤساء وزراء الأردن/ سهير فهد جرادات
يبدو واضحا أن السلطة التنفيذية في الأردن وصلت منذ زمن طويل الى حالة من (الإفلاس السياسي )، بعد ان أصبحت ( الحكومات ) عاجزة عن مواجهة التحديات، وتقديم الحلول، والقيام بواجباتها ومهامها المناطة بها، وفي الوقت ذاته حققت المزيد من الإخفاقات في تحقيق الأهداف المطلوبه منها.
وهذا (الإفلاس السياسي ) دفع بعض رؤساء وزراء الأردن الى طرح ( شعارات رنانة) في محاولة لحصد التأييد الشعبي لهم، الا ان مفعولها كان عكسيا، حيث أثارت هذه الشعارات الحكومية سخرية الشارع الأردني وتهكمه، وبعث الخيبة بين الأردنيين، التي ولدت لديهم حالة من الإحباط والاشمئزاز..
وأصبح هم كل رئيس وزراء في الأردن بعد افلاسهم السياسي البحث عن شعار يمثل مدة حكمة وحكومته.. كلنا يذكر الشعار الشهير ( كل مر سيمر ) لصاحبها عمر الرزاز.. وما زلنا تحت تأثير صدمة شعار رئيس الوزراء الحالي بشر الخصاونة (أجمل أيام الأردن هي التي لم تأتِ بعد، واجمل احلامنا لم تتحق بعد ).. ودعوني أذكركم بشعار أبو ( البولبيف ) و( السردين ) الذي تحول الى طرفة وأصبح مصدرا للتهكم بعد ان تحدث عن خروج المواطن الأردني من (عنق الزجاجة)، داعيا إلى محاسبة حكومتة إذا فشلت فيما التزمت به، إلا أن المواطن الأردني حتى يومنا هذا ما زال عالقاً في (عقر الزجاجة)، ويبحث عن (عنق الزجاجة) ليخرج منها حسب رأي حكومة هاني الملقي..
الشعارات الحكومية التي اطلقها رؤساء الوزراء ليست نهجا جديدا، انما هي قديمة واذكركم بشعار المرحوم الشريف عبدالحميد شرف الذي اطلق شعارا لبرنامجه الإصلاحي الثوري واستشرف فيه الواقع وهو ( سياسة شد الاحزمة ) لترشيد الاستهلاك، والتي من يومها والمواطن مستمر في احداث (ثقب جديد في الحزام ) ليزيد الشد على بطنة لمواجهة الضائقة المالية التي يعانيها..ولا ننسى صاحب شعار ( الثورة البيـضاء) لتحقيق الأمن الغذائي، ومن يومها أدرك الأردني بأن صاحب الشعار فيصل الفايز غير قادر على التمييز بين الألوان.
لنكمل، وبالتأكيد ما زال أفخم شعار هو ذلك الشعار الذي أطلقته حكومة عبد الكريم الكباريتي ( الدفع قبل الرفع )، والذي اطلقة لتغيير أسلوب الدعم للتخفيف عن المواطن وطأة قرار رفع أسعار الخبز، مما أثار استهجان المواطن وغضبه بعد معاملته معاملة ( الرقاصة والطبال )..
من الواضح أن الحكومات الأردنية أصبحت تبحث عن الشعبوية على حساب الوطن ومستقبل أبنائه، بعد ان وصلت الى حالة من ( الإفلاس السياسي والفكري والاجتماعي والشعبي ).. وأصبح كل رئيس حكومة في الأردن يبحث عن ( النجومية في عالم السياسة ) و الشارع الأردني يتفنن في انتقاده، ويهزأ منه ليل نهار..
كاتبة وصحافية اردنية