canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
آراءموضوعات رئيسية

هل سُقوط أردوغان وفوز المُعارضة التركيّة يخدم قضيّتنا المركزية؟/ فؤاد البطاينة

بداية تركيا ليست عابره في المنطقة ولا في هذا العالم، واستطاعت بشعبها الذي امتاز بمقداميته الجبلية كشعب محارب تأسيس امبراطورية بعنوان الخلافة. ولكن بسقوطها في الحرب العالمية الأولى الذي سُلب في محصلته لؤاء الإسكندرون، استحالت لجمهورية بجغرافيتها الأناضولية في إطار معاهدة لوزان عام 1923 بعد معاهدة سيفر لا تتمتع باستقلال حقيقي. حيث أصبحت مكبلة وواقعة تحت تأثير الغرب الصهيوني ووصايته باسم الحليف. وكانت ظاهرة أربكان في انقاذ تركيا واستعادة ثقافتها الإسلامية واستقلالها عن الغرب والصهيونية، وبدعوته لتقنين محاربة الماسونية في تركيا وتقنين قطع علاقاتها مع “اسرائيل” قد دفنت من العسكر. وخرج من رحمها أو على ظهرها أردوغان بسؤ إخراج أو استخدام جعلت منه جدليا ً.

مشكلة أردوغان العويصة أنه يريد أن ينهض بتركيا كدول مستقلة وكبرى وصاحبة قرار وطني أو قومي حر وينهض بنفسه كمخلِّص، ولكنه بنفس الوقت يريد تحقيق كل ذلك بخطوة للأمام وخطوتين للخلف باتجاه حضن الصهيونية. فهو يعبر عن تمرده على أمريكا وأوروبا بمواقف سياسية واقتصادية صحيحة ومستقلة، ولكنه يفرغها من مضمونها عندما يمرر لأمريكا والغرب رسالة بأنه صديق وحليف لهم عبر تقربه من الكيان الصهيوني وتعاونه معه في العمقين الاقتصادي والأمني. وباختصار هذا تناقض قاتل لفكرة ولموروث أربكان أو خيانة له . فكيف لنا أن نفسر مصداقية طموحاته لتركيا من دون ابتعاده عن حضن الصهيونية وهو يعرف نواياها ومخططها. وهل هناك عاقل أو جاد يفصل بين الكيان الصهيوني وبين أمريكا أو الغرب عامة؟

السؤال ماذا يريد أردوغان من محاولات تمرده على الغرب بحركاته نحو الشرق ؟ وكيف نُفسر مثلا تسيير تركيا الأطلسية لدور الحياد في الحرب الأكرانية الحساسة جدا، وكيف نفسر تعاونه مع روسيا وتسليح تركيا بمنظومة صواريخها المتقدمة، بل وكيف تحدى وأسقط ديمقراطية عسكر الدونمه المنتمية للغرب والصهيونية، وهناك الكثير من التساؤلات لدوره المتناقض مع رغبة الغرب في إطار سياسته الدولية والشرق أوسطية بما فيه رفض الانضمام للعقوبات على ايران. فهل سلوكه تكتيكياً من قبيل الابتزاز للإنضمام للاتحاد الأوروبي، أم هو من قبيل الضغوطات لتغيير موقف امريكا واسرائيل من الأكراد، أم أنها العين الحمراء لطموحات قادمة بعد مئة عام على قيود اتفاقية الهزيمة، أم هي للحصول على شعبوية إسلامية تركية ظهر ضعفها، أم أن الرجل يبحث عن الشعبوية التركية للبقاء في الحكم على قاعدة التجربة والخطأ، وأخيراً هل يُمكن أن يكون رجلاً عبثياً .

الآن، تركيا مقبلة على انتخابات داخلية، ونحن معنيين في نتائجها بقدر ما نتوقعه من تأثير إيجابي أو سلبي على الصراع العربي الصهيوني وعلى قضيتنا المركزية، لا أكثر. ودعونا لعدم وجود مؤشرات، نستبعد أن يكون لهذه النتائج أثر إيجابي في حالة فوز أي من الفريقين سواء حزب العدالة برئاسة أردوغان أو تكتل المعارضة برئاسة حزب الشعب الجمهوري. ولكنا بالتأكيد لا نستطيع استبعاد أثار سلبية لنتائج هذه الإنتخابات، أو على الأقل الأكثر سلبية علينا في حالة فوز أي من الفريقين.. فالفائدة من حديثنا في الموضوع، محصورة بوعينا كشعب عربي على الحقيقة كما أراها تالياً

ad

وبهذا أقول أن في تركيا ما يزيد على 120 حزباً سياسيا مرخصاً مشتتة وليس منها حزب واحد يتخذ من القضية الفلسطينية أو من الإحتلال الصهيوني قضية مركزية لتركيا كدولة اسلامية. وقد لا نحصي منها أكثر من 10 الى 15 حزبا لها إمكانية الوصول للبرلمان . وصحيح أن لدينا حزب الشعب الجمهوري الأتاتوركي الأقدم في تركيا ويمتلك برنامج حكم وطني متكامل الرؤية وله جمهور كبير وحضور في البرلمان، إلّا أنه لم يعد يمتلك الثقل الذي يؤهله للمنافسة الجدية لحزب العدالة برئاسة أردوغان، وهذا لا يخدم ترسيخ الديمقراطية وتداول السلطة في تركيا. بمعنى أن الهوة الجماهيرية بين حزب الشعب الجمهوري برئاسة كمال كليجدار وحزب العدالة برئاسة أردوغان كبيرة وتعادل بمدلول البرلمان ما نسبته 1 – 3. بينما الغرب وأمريكا لا يتحملون سياسة أردوغان ولا تركيا خارج وصايتهم. مما حدا بتقديم بعض رؤساء الأحزاب المعارضة التي لها تمثيل في البرلمان لعرض أنفسهم في خدمة أمريكا للوصول للسلطة.

فالهدف لرؤساء هذه الأحزاب معلن وهو التخلص من أردوغان للوصول للسلطة وتقاسم كعكعتها، ولأمريكا فهو إعادة تركيا لبيت الطاعة والوصاية. ومحاولات التكتل لهذا الغرض بين الأحزاب المعارضة قائمه منذ أكثر من عام تحت اسم التحالف القومي بقيادة حزب الشعب الجمهوري وبتواصل ( حسب التسريب الإعلامي ) من رئيسة حزب الجيد مع أمريكا وبدعم من الأخطبوط الصهيوني فتح الله كولن. إضافة لانضمام حزبي السعادة والشعوب الديمقراطي وحزبان من انفصاليين عن حزب العدالة ( المستقبل والديمقراطي ).

نحن لسنا في وارد دعم أو مديح تحالف الشعب بزعامة أردوغان، ولكنا بوارد التأشير على السيء والأسوأ علينا وعلى قضيتنا كعرب في معادلة تركية قائمة بطرفيها كشأن تركي. وفي هذا أوضح بأن البرنامج السياسي المعلن لهذه المعارضة بقيادة حزب الشعب الجمهوري الوثيق العلاقة بالعسكر المتقاعدين، قد اختُصر بجملتين كقاسم مشترك بين أطرافها، وهما السلام في الداخل وفي العالم، والثانية الحفاظ على علاقة تركيا بالولايات المتحدة. وأترك العنان للقارئ لتصور ما ينطوي على هذا.

أما البرنامج الداخلي فهو بحزمتين الأولى لها تأثير سلبي علينا وعلى قضيتنا المركزية وهي، برمجة تجذير العلمانية التي عايشنا نسختها التركية لتسعة قرون وكانت محصورة بالهجمة على الدين الإسلامي وشعائره وعلى حرية وحقوق المتدينين وصولاً لاخراج تركيا من إطارها الاسلامي وثيق الصلة بالقضية الفلسطينية، ولا أستبعد أن تُعطى تركيا دور الإمارات كمركز للديانة الإبراهيمية اللاغية للإسلام لحساب الرواية التوراتية التلمودية، وفي هذا ضربة صهيونية لعصفورين بحجر واحد. أما الحزمة الثانية فهي في تعديلات دستورية بغية إعادة النظام البرلماني ومنصب رئيس الوزراء، ورمزية رئاسة الجمهورية. ولا شك أن النظام البرلماني هو أضمن للديمقراطية من الرئاسي، ولكن في وضع تركيا وطبيعة معارضتها فالهدف لن يكون إلّا لتميع القرار التركي لاستعادة سلطة عسكر الدونشمة كدولة عميقة في تركيا.

وملاحظة أخيرة، فإني أرى بأن الظرف الزمني لعقد الإنتخابات في أيار القادم هو لصالح أردوغان بما يزيد عن ارتباك المعارضة وهزالة أسس تحالفها، وذلك عندما سارع أردوغان واستثمر الزلازل بطريقة ذكية جداً وقرر وتعهد بإعادة بناء كافة المنازل التي هدمت أو حتى تضررت خلال عام واحد. وهو الأمر الذي يجعل ملايين الأتراك من شتى الاتجاهات السياسية يتعلقون بالحرص على إعادة انتخابه، ناهيك عن أنه موعد يسبق الذهاب للحج.

كاتب وباحث اردني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى