canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
آراءموضوعات رئيسية

الوسيط الصيني في المصالحة السعودية الإيرانية… وانغ يي “الثعلب الفضي”/ د. تمارا برّو

ما زالت أصداء المصالحة السعودية الإيرانية تدوي في العالم نظراً لأهميتها في إمكانية إحداث تغيير في منطقة الشرق الأوسط ، ولأنها أتت في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة الأميركية ، التي تعتبر منطقة الشرق الأوسط منطقة نفوذ لها، إلى خنق الصين ومحاصرتها وتطويقها.

سيذكر التاريخ السياسي أن الصين رعت استئناف العلاقات السعودية الإيرانية المقطوعة منذ سبع سنوات، والتي أثرت سلباً على المنطقة، وستظل صورة الوسيط الصيني وانغ يي ، رئيس مكتب لجنة الشؤون الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ووزير خارجية الصين سابقاً، وهو يتوسط رئيسي الوفدين السعودي مساعد بن محمد العيبان، مستشار الأمن الوطني السعودي، والإيراني علي شمخاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ، شاهداً على الدور الذي لعبته بكين في إتمام المصالحة بين طهران والرياض، ومساعي المسؤولين الصينيين، لاسيما الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي حمل معه مبادرة الاتفاق بين إيران ودول الخليج إلى الرياض التي زارها أواخر العام الماضي ، وكبير دبلوماسي الصين وانغ يي الذي أعلن منذ العام 2017 عن رغبة الصين في لعب دور الوسيط لتقريب وجهات النظر بين السعودية وإيران، وعاد وكرر رغبة الصين أمام مسؤولي البلدين في أثناء الاجتماعات التي كانت تجمعه بهم.

تصف وسائل الإعلام الصينية وانغ يي بأنه ثعلب فضي بسبب نظراته ودفاعه القوي عن الصين. ويتمتع وانغ بسمعة طيبة كدبلوماسي لامع ومهذب ومفاوض ماكر وقادر على تحمل الضغوطات.

ولد وانغ يي في بكين في العام 1953، وبعد تخرجه من الثانوية العامة في العام 1969 ، أرسل إلى شمال شرق الصين، مثل العديد من أبناء جيله الذين صعدوا إلى قمة السياسة الصينية، ومن بينهم الرئيس الصيني الحالي شي جين بينغ ، حيث قضى هناك ثماني سنوات، يعمل في مزرعة ويتعلم من الفلاحين.

ad

درس وانغ يي اللغة اليابانية في كلية اللغات الآسيوية والإفريقية بجامعة الدراسات الدولية ببكين وتخرج منها في العام 1982، كما حصل على شهادة الماجستير في العلوم الاقتصادية.

بعد تخرجه من الجامعة انضم وانغ يي إلى وزارة الخارجية وعمل في قسم الإدارة الآسيوية، ثم انتقل بعدها للعمل في السفارة الصينية في طوكيو وبقي في عمله لمدة خمس سنوات. وعندما عاد الى الصين في العام 1994، عين وانغ يي نائباً لرئيس القسم الآسيوي بالوزارة، وتمت ترقيته إلى منصب رئيس القسم في العام التالي.

وفي العام 2004 عيّن وانغ يي سفيراً للصين في اليابان واستمر في منصبه حتى أيلول/ سبتمبر 2007. وفي حزيران/ يونيو 2008 تولى منصب مدير مكتب شؤون تايوان بمجلس الدولة وبقي حتى 17 آذار/ مارس 2013. وفي العام نفسه عيّن وزيراً للخارجية في فترة حكم شي جين بينغ الذي انتخب رئيساً للبلاد في آذار/ مارس 2013.

وفي العام 2018 أعيد تعين وانغ يي وزيراً للخارجية وعضو بمجلس الدولة، وكان من غير المعتاد أن يشغل الفرد كلا المنصبين. وفي أواخر العام الماضي عين تشين غانغ وزيراً جديداً للخارجية ووانغ يي مديراً لمكتب الشؤون الخارجية للحزب الشيوعي الحاكم، والذي أنشئ في العام 2018 ،خلال انعقاد المؤتمر الوطني لنواب الشعب الصيني.

يجيد وانغ يي اللغتين اليابانية والانجليزية، وهو دبلوماسي محنك ومفاوض بارع، حيث شارك في المفاوضات التي جرت حول ملفي كوريا الشمالية والمفاوضات الصينية الأميركية ومفاوضات الاتفاق النووي الإيراني.

يذكر المؤلف الياباني يويتشي فوناباشي، في كتابه “سؤال شبه الجزيرة”،  أنه في أثناء المفاوضات بين الولايات المتحدة الأميركية وكوريا الشمالية حول البرنامج النووي لــ بيونغ يانغ، كان وانغ يي يحاول اقناع الأميركيين بالجلوس على طاولة الحوار مع الكوريين بمفردهم، كما أرادت كوريا الشمالية. لكن واشنطن رفضت وأصرت على أن تكون الصين حاضرة. فما كان من وانغ يي إلا ان أقام مأدبة عشاء للأطراف الثلاثة المتفاوضة (الولايات المتحدة الأميركية، كوريا الشمالية، الصين) وفي منتصف العشاء خرج وانغ يي ونائبه ولحق بهما جميع الدبلوماسيين الصينيين خلسة فوجد المفاوضون الأميركيون أنفسهم في اجتماع ثنائي مع الكوريين الشماليين.

وعلى الرغم من أن وانغ يي لم يكن مختصاً بالعلاقات الصينية الأميركية عند توليه منصب وزير الخارجية على عكس من سبقه في تولي المنصب، مع أنه كان باحثاً زائراً في جامعة جورج تاون في العام 2007، إلا أنه كان مفاوضاً شرساً مدافعاً عن الصين خلال اللقاءات التي جمعته بالمسؤولين الأميركيين.

خلال توليه منصب وزير خارجية الصين جاب وانغ يي الكثير من دول العالم للدفاع عن مصالح الصين، وإثبات وجودها عالمياً ، وتطوير علاقاتها مع مختلف دول العالم. وبالنسبة إلى الشرق الأوسط فقد نمت علاقات دول المنطقة مع الصين خلال فترة وانغ يي حيث انضمت 21 دولة إلى مبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس الصيني في العام 2013، آخرها كانت فلسطين العام الماضي. وفي أثناء زيارة وانغ يي إلى إيران في العام 2021 وقع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة لمدة 25 عاماً بين الصين وإيران، كما شارك في المباحثات التي جرت في فيننا للتوصل إلى اتفاق يتعلق بملف إيران النووي.

زار وانغ يي العديد من دول الشرق الأوسط، وكان له نشاطات مكثفة خلال السنوات الأخيرة في المنطقة . وخلال زياراته عرض وانغ يي مبادرات لتخفيف التوتر فيها حيث عرض خلال لقائه الرئيس السوري بشار الأسد عام 2021 مبادرة صينية من أربع نقاط لحل المسألة السورية. وفي السياق نفسه عرض مبادرة صينية لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط خلال الدورة التاسعة للاجتماع الوزراي لمنتدى التعاون العربي الصيني. كما أعلن عن استعداد الصين لاستضافة مباحثات سلام بين الفلسطينيين و ” الإسرائليين” . وفي العام 2016 طرحت الصين ورقة تتضمن سياستها تجاه الدول العربية بهدف تعزيز التعاون مع دول المنطقة. وبنظرة فاحصة نرى أن حجم التبادل التجاري بين الصين والشرق الأوسط قد ارتفع بنسبة كبيرة منذ عام 2013 ليصل إلى 507 مليار دولار أميركي في العام 2022.

حرص وانغ يي خلال زياراته إلى دول المنطقة ضمان وقوفها إلى جانب الصين في قضية مسلمي الإيغور. فوانغ كان مدافعاً شرساً عن الاجراءات التي اتخذتها بلاده بحق مسلمي الإيغور وقال ” إن الإدعاءات القائلة بأن بلاده ترتكب عمليات” إبادة جماعية” بحق أقلية الإيغور المسلمة هي ضرب من العبث”، كما صرّح في العام 2019 أن مراكز التثقيف والتدريب والتأهيل في شينجيانغ هي عبارة عن مدارس تساعد الناس على تحرير أنفسهم من التطرف.

حمل وانغ يي مؤخراً خلال زيارته إلى روسيا مقترحاً من 12 نقطة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية ، ويجري الحديث عن زيارة مرتقبة للرئيس الصيني إلى موسكو لمناقشة هذه الورقة من ضمن عدة مواضيع أخرى، ومن المحتمل أن يعقد لقاء مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي عبر الفيديو، ويزور عدة دول أوروبية أيضاً . إن إيفاد وانغ يي إلى موسكو حاملاً الورقة التي تعبر عن رأي الصين تجاه الأزمة الأوكرانية ربما هي دلالة على أنه هو الذي سيتولى عملية المفاوضات إن وافقت الأطراف المعنية نظراً لحنكته الدبلوماسية وقدرته على المناورة والتفاوض.

باحثة لبنانية في الشأن الصيني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى