canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
آراءموضوعات رئيسية

الشعوب العربية و الإسلامية ينبغي أن تتهيأ لأزمة عالمية قادمة.. وترامب قدم للعرب الكثير دون ان يقصد/ الدكتور طارق ليساوي

نزولا عن رغبة أستاذي الفاضل البروفيسور كمال مجيد ، و الذي دعاني أكثر من مرة في تعليقاته إلى إبداء الرأي و تحليل المتغيرات الدولية الجارية و دورها في كسر شوكة الحلف الصهيو-أمريكي ، فإني سأحاول تنفيذ رغبته تقديرا لجهوده القيمة و جريدة رأي اليوم شاهد على إسهاماته ، فقد قال في تعليقه مشكورا: “عزيزي البروفيسور طارق المحترم نشرت رأي اليوم الغراء هذا اليوم (2023/4/1) السياسة الخارجية الجديدة لحكومة روسيا الاتحادية والتي اعلنها الرئيس فلادمير بوتين. جاء فيها النص التالي: (( تعتزم روسيا الاتحادية استنادا للمفهوم الجديد للسياسة الخارجية توجيه أولوية اهتمامها لتطوير الشراكة مع العالم الاسلامي ومكافحة كراهية الاسلام. )) أرجو منك بكل جد ان تستخدم قابلياتك الممتازة لتوثيق العلاقة النضالية بين العالم الاسلامي ودولة روسيا الاتحادية للكفاح ضد العدو الصهيو امريكي المحتل للعديد من بلدان العالم الاسلامي وشكرا ً جزيلا ً.” ..

فشكرا للبروفيسور كمال مجيد الذي أتاح لي فرصة تغيير بوصلة تركيزي ..

ad

لكن بداية لابد لي من التأكيد على جزئية مهمة ، فاقتناص الفرص و جني الثمار التي تتيحها المتغيرات الدولية غير وارد بالنسبة لأغلب بلداننا العربية التي لا زالت تقاد بأنظمة ديكتارورية عميلة للغرب و لأجندات مشبوهة، أنظمة و لاءها للخارج و لمصالحها الخاصة، تغلب مصالحها و أمنها و استقرارها على مصالح الوطن و استقراره و أمنه ، عندما نتجاوز منطق أن مصلحة الوطن هي أمن  الحاكم و المستبد ، عندما نتعلم أن مصلحة الوطن في مصلحة الغالبية الساحقة ، و ندرك أن السيادة للشعب ، يمكن في حينه تلمس طرق الخلاص و فهم أن ما نملكه من خيارات للمناورة و فرص تتيحها الظرفية الحالية لتوسيع خيارات الناس و  بناء القدرات  و توسيع دائرة الاستقلال  و التقليص  من حدة التبعية..

و الواقع أني تناولت سلسلة من المقالات المتخصصة التي  أشرت فيها إلى أن الرهان على الصين و على القوى الدولية لتحقيق التنمية أو الاستقرار رهان يحتاج لمزيد من التأصيل و التفصيل و التحلي بقدر من العقلانية و البرغماتية ، فالدول ليست مؤسسات خيرية و إنما تسعى لتحقيق مصالحها و توسيع نفوذها و مكاسبها الاستراتيجية ..  و يذكر قراء جريدة رأي اليوم اللندية مقال  “لا تلوموا ترامب فإنه يمارس السياسية بدون نفاق..”، و الواقع أني لا أدافع عن الرجل فقد رحل إلى مزبلة التاريخ، فأنا ضد سياساته على طول الخط، و خاصة قراره المشؤوم بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، لكن علينا الإقرار بأن قراراته كان وسيكون لها أثر كبير في مستقبل الأمة، فعلى سبيل المثال إذا نظرنا بعمق للأثار التي أعقبت قراره المتصل بالقدس ،  سنلاحظ أنه قدم للشعب الفلسطيني أكبر خدمة، فقد تم إحياء القضية الفلسطينية، بعدما بدأت تختفي على الساحة الدولية، وتم إخراجها من دوامة وفخ المفاوضات العبثية من الكيان الصهيوني، فبفضل قرارات هذا الرجل تم  إقبار مسلسل أوسلوا عمليا، و الذي لم تستطع قيادة سلطة رام الله أن تعلن انسحابها منه منذ زمن خوفا من الراعي الأمريكي، لكن جاء قرار ترامب وغير المعادلة و أحدث تغييرا في تكتيك المواجهة، فظهرت  مسيرات العودة المباركة، و معركة سيف الأقصى و ملحمة حي الشيخ جراح والتي تعد من دون شك البداية السليمة  في مسار تحرير كامل فلسطين إن شاء الله…

 الحمد لله أصبحنا اليوم نرى أن الكيان يتفتت من الداخل ، فالكيان منقسم على نفسه، و ما يحدث بداخل الكيان الصهيوني خسارة كبرى و مجانية للمطبعين الذين إرتموا في الحضن الصهيوني حماية للمناصب و المكاسب و لو على حساب مصالح الوطن و الأمة ..

و بنفس الأسلوب قدم الرجل  للأمة العربية والإسلامية خدمة جليلة، فقد مكنها من معرفة  و كشف نفاق حكام و حكومات عربية و إسلامية، طالما تاجرت بقضايا الأمة العربية والإسلامية، و أمنت  الكثير من الشعوب بحسن نواياها و صدقها و غيرتها على الحق والكرامة العربية والإسلامية، لكن إِنكشف المستور، وظهر بداخل الأمة  حزب الله كما ظهر حزب الشيطان، وبرز أهل الحق و إِصْطَفَ أهل الباطل فمن منا كان يعتقد أن الشعوب العربية سيسفك دمها بمال خليجي، لا لشيء سوى أنها عبرت عن رغبتها في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية..

جاء “ترامب” و كشف خداعهم و نفاقهم ، وأزاح الأقنعة عنهم و إنكشفوا أمام شعوبهم، ومانراه من موجة حراك على وسائل التواصل الإجتماعي -على الأقل بفعل سطوة الأجهزة القمعية-، مؤشر على هذا الإنكشاف وتعبير الشعوب عن رفضها وفقدان الثقة بحكامها …

كما أن هذا الرجل قَدَم لشعوب العالم فرصة للخروج من هيمنة النظام المالي و الإقتصادي العالمي، و إنتصر لمناهضي العولمة و التجارة الحرة، الذين طالما رفعوا شعارات مناهضة لمنظمة التجارة و البنك الدولي وصندوق النقد، في كل مناسبة إجتماع دولي في دافوس أو نيويورك..

فهذه المنظمات الدولية أسست لمنظومة مالية وإقتصادية مُتوحِشة، أفقرت فئات واسعة من شعوب الأرض و أسست لمجتع20/80 و أحيانا مجتمع 5/95، فالنظام الرأسمالي وفق الأسلوب المتبع يوسع من حدة التفاوت الإجتماعي و الطبقي بداخل المجتمع الواحد و بين بلدان الجنوب و الشمال، فالبلاد الغنية تستنزف ثروات البلدان الفقيرة، و بداخل البلد الواحد تشكلت أوليغارشية حاكمة متحكمة في المناصب و المكاسب..

 وتبعا لذلك، أصبحت مكاسب النمو الإقتصادي تصب في حساب أوليغارشية دولية و محلية،  بينما قطاعات واسعة من الشعب معرضة للفقر والتهميش، وذلك عبر تبني أرثوذكسية تنموية تتبناها المؤسسات السالف ذكرها، و عبر فلسفة حرية التجارة و سياسات الإنفتاح من غير قيود، والتي تدعمها و تروج لها منظمة التجارة العالمي  دولي …

و ما يحدث منذ 2018  شبيه بصراع بين الفيلة الأقوياء، لكن حتى لا يكون عالمنا العربي و الإسلامي العشب الذي سيدفع ثمن هذا العراك، ينبغي تبني سلسلة من الإجراءات و التذابير لحماية بلداننا و مصالحنا و ثرواتنا من الأزمة العالمية التي تدق على الأبواب…

وإذا كانت الصين وروسيا تحاولان تقوية تحالفاتهما في إطار التكتلات الإقليمية شانغهاي و BRICS، و تَعُد العِدَة للسيناريو القائم، وتحاول تأمين بلدانها و إقتصادياتها من الأزمة الإقتصادية القادمة لامحالة، و هذا التوجه   بدأ بعد الأزمة المالية 2008، لكن وثيرة التدابير الوقائية تسارعت مع صعود ترامب، خاصة وأن إتجاهه نحو رفع الرسوم الجمركية في تعارض تام مع مبادئ التجارة الحرة، جعل مصالح البلدان الصناعية الصاعدة تتشابك في مواجهة التهديد الأمريكي…

و بنظرنا فإن الشعوب العربية ينبغي أن تتهيأ  لأزمة عالمية قادمة  و نهب ثرواتها من قبل حكامها لحماية السادة الغربيين، فمن دون شك أن أغلب بلداننا تعيش أزمات دائمة ومستمرة بفعل أنظمة سياسية فاسدة تأكل الأخضر و اليابس، لكن حتى لا تكون بلداننا كالعشب تحت أقدام الفيلة، أصبح من الضروري البحث عن بدائل لمواجهة التحولات المدمرة في القادم من السنوات ، فالنظام الدولي لاسيما في جانبه الإقتصادي و المالي مقبل على تحولات عميقة، و تدابير دولية وأقليمية ذات منحى حمائي و إنعزالي إلى حد ما مع الابتعاد عن منظمة التجارة العالمية و التوجه نحو التوسع في التكتلات الإقليمية  وفق ما يعرف “بمبدأ الدولة الأكثر رعاية” و “مبدأ المعاملة بالمثل” فالإمتيازات لن تعود تمنح للدول جزافا كما هو معمول به بداخل منظمة التجارة العالمية ، و إنما عبر اتفاقات وتكتلات إقليمية و هو ما يعني التخلي عن منظمة التجارة العالمية ..

وإذا كانت الصين و روسيا تسعى لتقوية تحالف الشرق في مواجهة تحالف الغرب الذي تقوده أمريكا، فإن البلدان العربية والإسلامية مطالبة بدورها بدعم التبادلات التجارية البينية و رفع القيود على حركة السلع و رؤوس الأموال و الأشخاص بين بلدان العالم العربي والإسلامي و السعي نحو الإتفاق على عملة موحدة ولما لا الدينار الإسلامي، خاصة وأن هذه البلدان لها مقومات إقتصادية و جغرافية وبشرية جد مهمة، تجعل من العملة الموحدة ذات غطاء موثوق به، نظرا لتوفر هذا الفضاء على مخزون هائل من الموارد الطاقية والمعدنية ..وهو ما يجعلها تتوفر على إقتصاد حقيقي بعيد عن إقتصاد الفقاعات..

فالتحدي الذي أمام الأمة العربية و الإسلامية، هو تحقيق إستقلالها الحقيقي عبر تحرير الإرادة الوطنية من قبضة الأنظمة الإستبدادية، التي لا تعبر عن إرادة الناس، ووضعها في يد أنظمة منتخبة بصورة ديموقراطية و نزيهة ، بدلا من أنظمة فاسدة  تخدم مصالحها و مصالح من يحميها، و أيضا تحرير ثروات البلاد من الهيمنة الأجنبية عبر مزيد من الرقابة الشعبية على الثروات المحلية إنفاقا و تحصيلا … و حتى لا أطيل عليكم أضرب لكم موعدا في المقال الموالي إن شاء الله تعالى .. تقبل الله منا و منكم الصيام و القيام و صالح الأعمال و لا تنسونا من صالح دعواتكم.. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون …

إعلامي وأكاديمي متخصص في الإقتصاد الصيني والشرق آسيوي، أستاذ العلوم السياسية والسياسات العامة..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى