هل اقترب موعد انتهاء عُزلة صنعاء؟ وماذا يحتاجه اليمنيون اليوم؟/ رشيد البروي
14 أبريل 2023، 18:31 مساءً
شاخت هموم اليمنيين وغلف اليأس حوائط أرواحهم طوال 8 سنوات، حتى قال قائلهم لن تتوقف الحرب ولن تحدث مفاوضات وقد زُهقت أرواح الكثير من الأبرياء «أطفال نساء رجال وحتى الحيوانات» وفي أيام قليلة يجد اليمنيون أنفسهم وبأغلبية ساحقة يعبرون بتفاؤلهم واستبشارهم بالتطور السياسي لسيناريو المفاوضات الذي وصل إلى حد جلوس الأطراف المتصارعة «السعوديون» و «الحوثيون» على طاولة واحدة وفي العاصمة اليمنية الأولى والأخيرة صنعاء.
إن كُلفة الحرب البشرية والمادية التي قدمها الشعب اليمني تحتاج رجالا أولو قوة وحكمة وحنكة بالغة كي يتمكنوا من ردم كل ما خلفة الحرب من جراح عميقة في كل بيت وأسرة وقرية وقبيلة وشارع ومدينة، ورغم حجم الدماء والخسائر والتضحية وتراكمات الحرب التي أثقلت كاهلهم طوال كل تلك السنوات، إلا أن نظرتهم لتطورات المفاوضات جعلتهم يتناسون سنوات الحرب ويعبرون في مواقع التواصل الإجتماعي والشوارع والمجالس والمقاهي وحتى على حافلات النقل عن مدى تفاؤلهم بمسارات التفاهم بين الطرف السعودي والطرف الحوثي على وجه الخصوص والأطراف اليمنية الأخرى التي ستنخرط عما قريب في مستجدات حوارية قادمة من دون شك.
إن الأطراف اليمنية المتصارعة لم تكن لتصل إلى وضع حد لإنهاء الحرب لو لم تكن السعودية هي المبادرة الأولى لصنع السلام في اليمن، فضلاً عن كونها الطرف الأول فيه بقيادتها تحالفًا عدوانيًا على صنعاء الواقعة تحت حكم الحوثيين، ولا شك في أن الاتفاق وعلاقات حسن الجوار بين إيران والسعودية ألقى بظلاله على المتغيرات السريعة في كلٍ من سوريا واليمن، ومهما كانت حجم التناقضات والإشكاليات التاريخية والعقائدية في التركيبة السياسية والاجتماعية اليمنية إلا أن للسعودية المقدرة الكبرى في إصلاح ما أفسدتهُ بسياساتها الخاطئة في اليمن طول السنوات الماضية.
وإذا كان اليمنيون المتصارعون لا يستطيعون تغيير الأدوار الجغرافية والمفاهيم العقائدية والمذهبية، خصوصا أولئك الذين أسهموا في حشر البلدان العربية والخليجية على وجه الخصوص في تفكيك اليمن وتمزقه، فإن بإمكانهم تصحيح الخطيئة التاريخية بحق اليمن الكبير ومحاولة إلمام الشمل وتقبل الآخر وتفهم طبيعة ما خلفته طبيعة الصراع من تموضعات جديدة على أرض الواقع، فبذلك يستطيعون صيانة وطنهم من الوقوع في الحروب الأهلية والمناطقية التي ستؤثر على الأجيال القادمة وتنخر في أمن واستقرار اليمن أرضًا وإنسانًا.