canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
آراءموضوعات رئيسية

 اليمن: لتكن آخر الحروب؟ وهل عادت الحكمة اليمانية.. ونظيرتها السعودية؟/ محمد بوعزارة

خاض اليمنيون على مر التاريخ أكثر من حرب سواء فيما بينهم من حروب أهلية مدمرة في شتى المجالات أو حروب ضد الآخرين .

وقد خلفت مختلف هذه الحروب مآسي كبيرة من قتل للأرواح  البشرية وما تبعها من مخلفات نفسية و  دمار في الممتلكات الخاصة و العمومية ، أو ما خلفته من انتشار أمراض و أوبئة و مجاعات مست مئات الآلاف من أبناء هذه الأرض التي كانت توصف بـ ( اليمن السعيد ) ، مثلما كان ناسها الطيبون يوصفون بالحكماء حتى قيل بأن الحكمة يمانية .

فما الذي غيب الحكمة عن ناس اليمن و ما الذي جعلهم ينتشرون شيعا و مذاهب و يتقاتلون بينهم أو مع الآخرين ؟

في مارس 2015 نشرتُ مقالا في الصحافة الجزائرية بعنوان:

الحكمة التي لم تعد يمانية!

وكان مما ذكرت في ذلك المقال:

ما الذي يحدث الآن في أرض اليمن التي باتت تشتعل بالحرب و الحرائق بين عدد من أبناء اليمن و بين دول عربية و إسلامية متحالفة لضرب الحوثيين ؟

كيف ستكون مآلات الحرب التي أعلنتها السعودية مدعومة بتسع دول عربية وإسلامية من بينها دول الخليج و مصر و المغرب و السودان و الباكستان على تنظيم الحوثيين الزيديين الشيعة .

وهل ستتحول هذه الحرب الجوية إلى اكتساح بري و بحري لاحقا ،و ما مدى تأثير ذلك على الوضع العام في اليمن المنهك من جميع الجوانب و خاصة على الوضع الاجتماعي و الأمني و العسكري في ظل انقسام الجيش اليمني وخصوصا في ظل التحالف الموجود بين الرئيس السابق علي عبد الله صالح و بين مناصريه الذين انحازوا إلى أعدائهم السابقين من جماعة الحوثي و بين نظام منصور هادي و أنصاره الذين انهاروا تحت ضربات الحوثيين؟

وهل أن هذه الحرب ستكون مقدمة لحروب دينية قادمة في العالم العربي وخصوصا في مشرقه بين السنة و الشيعة من خلال تحريك الانقسام المذهبي.

ثم كيف ستكون خارطة العالم العربي الدينية بعد أن أصبح الشيعة يسيطرون على ثلاث دول عربية هي العراق و سوريا و اليمن و لهم تأثيرهم الكبير السياسي و العسكري في لبنان بفعل التأثير الكبير لحزب الله في مجريات الواقع اللبناني و كذا حركة أمل و في فلسطين حيث حركة حماس المدعومة من إيران .

وكيف سيكون موقف إدارة واشنطن من الصراع خصوصا في ظل بوادر اتفاق بين إيران و الغرب و خاصة مع أمريكا بشأن ملف السلاح النووي؟

هل غيَّب اليمنيون الحكمة و الإيمان الذي عُرفوا به عندما وصفهم به رسول الهدى منذ أزيد من أربعة عشر قرنا خلت بأهل الحكمة.

فقد روى البخاري و مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قوله:؟

أتاكم أهل اليمن هم أرقُّ أفْئِدة ًو ألين قلوباً، الإيمان يمان، والحكمة يمانية.

وهل أن ذلك الحديث لم يكن ينطبق على أهل اليمن و أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يعني به أهل البيت الذين كانوا يسكنون الجهة اليمنى من المسجد النبوي كما يرى بعضهم.

أيا كان الأمر فإن ما يجري في اليمن يؤكد ان اليمن لم يعد سعيدا و أن أهله لم يعودوا ينعمون بالسعادة و الاطمئنان و لم يعودوا أصحاب حكمة يحتكم إليهم الآخرون في نزاعاتهم و خصوماتهم .

كانت العاصمة اليمنية صنعاء من بين العواصم العربية الاستثناء التي لم تُحتل على مدى التاريخ.

لكن اليمن اليوم لم يعد عاصمة واحدة ، إنه عاصمتان ممزقتان بالحرب، الأولى سيطر عليها الحوثيون بالكامل بعد تحالف مع عدوهم السابق علي عبد صالح ، و الثانية و هي عدن التي فر إليها الرئيس الشرعي هادي منصور، و إذا به يفر منها ثانية و ينجو بجلده و يتجه رأسا للسعودية بعد أن سُجن في الأولى من طرف الحوثيين.

كانت السعودية باستمرار ترى في اليمن بعدا استراتيجيا لا يمكن التخلي عنه نظرا لوقوع هذا البلد على حدودها الجغرافية،  و نظرا كذلك لتشابك العلاقات بين البلدين ووجود جالية يمنية كبيرة في المملكة العربية السعودية .

ولذلك فعندما سقطت الملكية المتوكلية في اليمن عام 1962 قام الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر بدعم النظام الجمهوري الجديد بقيادة الرئيس الراحل عبد الله السلال،  وتم توجيه الجيش المصري لحماية هذا النظام في حرب طاحنة بين الملكيين و الجمهوريين استمرت لمدة ثماني سنوات.

 وقد ثارت ثائرة السعودية و توترت العلاقات إلى أبعد حد بينها و بين نظام عبد الناصر .

بل إن المملكة العربية السعودية و رغم نجاح الانقلاب و قيام الجمهورية اليمنية فقد ظلت لفترة طويلة تدعم الإمام اليمني محمد البدر حميد الدين الذي كان قد فر هو و عدد من أنصاره للسعودية و ظل يقود من هناك ثورة مضادة باءت بالفشل.

و قد وقفت كل من بريطانيا و الأردن و عدد من القوات المرتزقة التي تم جلبها من عدة أنحاء من العالم تدعم النظام الملكي في اليمن ، لكن الدعم المصري الذي وصل إلى حوالي 70 ألف جندي مصري مكن في النهاية من سيطرة الجمهوريين على حكم اليمن .

ويرى بعضهم أن تلك الحرب كانت واحدة من أسباب فشل الجيش المصري في حرب 1967 مع القوات الصهيونية..

وإذا كنت هنا لا أريد العودة للتاريخ بعد الانفصال و قصة الحرب التي خاضها نظام الرئيس السابق المغتال علي عبد الله صالح الذي ظل يحكم اليمن من 1990 إلى 2012 من أجل الوحدة ، و لا تلك الحرب التي خاضها منذ 2004 ضد الحوثيين الذين كانوا يطلقون على أنفسهم أنصار الله ، و التي أدت إلى مقتل زعيمهم في منطقة صعدة آنذاك حسين الحوثي فإن آخر التطورات توحي بأن هناك مؤشرات تنبئ بنهاية آخر الحروب التي تشهدها اليمن منذ 2015 ،  وأن الأشقاء السعوديين و في مقدمتهم الأمير محمد بن سلمان باتوا ينطرون بعين الحكمة و التبصر بأن حرب اليمن حرب خاسرة و خصوصا بعد التطورات السياسية المتلاحقة في العالم من جراء الحرب الروسية الأوكرانية.

إذ يبدو أن القادة السعوديين باتوا ينظرون بعد مرور سبع سنوات من حرب مدمرة و خاسرة في اليمن أن الحل العسكري لن يؤدي إلى أية نتيجة ، و أن تلك المقولة التي رددها في 2015 أحد المحللين السياسيين و العسكريين بأن ما يجري في اليمن من قصف جوي بأنه عمل جيد يجب أن يُدَرَّسَ في المدارس العسكرية مجرد خرافة.

لقد كان من بين ما كتبتُه في السابق بأن تقسيم اليمنيين بين سنة و شيعة ستكون له أوخم العواقب على مستقبل شعب اليمن بالنظر إلى مجموعة من العناصر أبرزها أنه لا يوجد شعب على الأرض إطلاقا أكثر تسليحا من الشعب اليمني، كما أن الاستيلاء على مخازن سلاح الجيش اليمني الموزع بين الولاءات السياسية و القبلية سيضيف للظاهرة اليمنية المسلحة متاعب جديدة ، و سيجعل هذا المجتمع القبلي أصلا في تكوينه لا يعيش حرب جماعات مسلحة فقط،  بل حرب قبائل و حرب مذاهب و حرب مناطق،  و حربا ضد الأشقاء،  و حربا من الأشقاء ضدهم   .

وهذا ما عاشه اليمنيون خلال السنوات الماضية .

فالراجح أن الحوثيين عندما ثاروا عام 2004 لم يثوروا لنصرة مذهبهم الزيدي الشيعي الذي كان أقل المذاهب تطرفا، لكن التطرف قد يتم غرسه و استحداثه بفعل العديد من التفاعلات الداخلية و الأجنبية لأسباب لا داعي للدخول في متاهاتها.

وكان مما كتبته أن الصراع في اليمن سيتحول إلى صراع إقليمي بين دول المنطقة التي تنهج المذهب السني ، و بين إيران الداعمة للحوثيين والتي تنهج المذهب الشيعي الذي يتمدد في المنطقة.

وكان مما قلته بأن من شأن هذا أن يُفَعِّل حربا دينية واسعة بين الإخوة الأعداء في الدين الواحد و سيجعل الغرب و الصهيونية يهللون لهذه الحرب بين أعدائهم المسلمين، وهي الحرب التي ستريحهم و تجعلهم لا يبيعون السلاح فقط ، و لكنها ستجعلهم يتخلصون للأبد من كل المكونات التي كانت تهدد حليفتهم إسرائيل بما فيها المكونات الأمنية.

الأمر الثاني أن هذه الحرب لم تلهب الصراع بين بعض دول المنطقة خاصة بين المملكة السعودية وبين إيران،  و لكنها كادت تغرق المنطقة كلها في مشاكل جديدة وتنسىها القضية الجوهرية قضية فلسطين،  حيث كاد الصراع  و العداء يتحول من صراع و عداء للصهيونية إلى عداء إسلامي إسلامي مذهبي بين السنة و الشيعة ، و يصير بؤرة للفتن و الصراعات بين أبناء الدين الواحد.

و لذلك فقد كنت واحدا ممن غمرتهم الفرحة و هللوا لعودة العلاقات بين الشقيقة المملكة العربية السعودية و بين إيران بعد سبع سنوات من القطيعة،  و كان مما عبرت في هذا الصدد عبر منشور لي تحت عنوان :

عودة الوعي..

فهذا القرار ستكون له تداعيات إيجابية مستقبلا ليس على القضية الفلسطينية فقط، و لا على  الوضع في اليمن، و لكن على مستقبل السلم و الاستقرار و التنمية في تلك المنطقة بالنظر إلى الدور المحوري الاستراتيجي لكل من المملكة العربية السعودية و ايران  في المستقبل، و تداعيات هذا الحدث الهام على مؤشرات النظام الدولي الجديد الذي بات يتشكل الآن على ضوء الحرب الروسية الأوكرانية التي أفرزت كثيرا من المعطيات السياسية و الاقتصادية و الأمنية خصوصا في ظل التحالفات و التحالفات المضادة التي بدأت تظهر غربا و شرقا..

إن نهاية الحرب في اليمن و عودة العلاقات الديبلوماسية بين السعودية و إيران ستبين أن الشرق شرق ، و أن الغرب غرب ، و أن سلام و اتفاقيات ( ابراهام ) التي رعاها ترامب و صهره رجل الأعمال جاريد كوشنر ، و هللت لها في ذلك الوقت تل أبيب و دوائر الأيباك المتحكمة في قرار البيت الأبيض ليست سوى مجرد وهم و سراب في علم السياسة و في  الممارسات اليومية للحكم …

لذلك فإن كل ما أتمناه أن يكتسب التقارب  في العلاقات السعودية الإيرانية صفة الدفء الدائم ، و أن لا يتأثر مستقبل العلاقات السعودية الإيرانية مستقبلا بالسلب بفعل ما قد يتعرض له من مكائد حتى يكتسب المناعة و يصنع القوة في جسم العالمين العربي و الإسلامي،  و يكون عنصر تفعيل لعالم جديد ينهي القطبية الاحادية و يبشر بعالم متعدد الأقطاب لا يهمين فيه من شبعوا حد التخمة، و يموت فيه جوعا و حروبا من يمتلكون الثروات الطائلة ..

وسأبقى مقتنعا بأن أن إيران التي كانت في عهد الشاه عبارة عن دركي أمريكا في المنطقة يمكن لها الآن أن تنجح في علاقاتها مع العالم العربي والإسلامي، و أن تكون قطبا سياسيا مهما مع جيرانها ،  و لكن بشرط أن لا تنقل تأثيرها المذهبي الشيعي بالقوة أو بالتدخل لدول وشعوب أخرى و خاصة المجاورة لها،  و أن لا تتدخل في شؤون الآخرين لما يثيره ذلك من حساسية و فتن و مشاكل.

 عودة العلاقات الديبلوماسية بين السعودية و إيران مؤشر كبير يوحي بعودة الوعي و بعالم جديد نتمنى أن يتشكل لفائدة بلداننا الطامحة للاستقرار و النمو و التقدم  بعيدا عن التكتلات العسكرية التي ترهق ميزانيات بلداننا و تحاول أن تغرقها في حروب لا طائل من ورائها .

فالثورة الجزائرية كانت لها تأثيراتها الكبيرة خاصة لدى دول الجوار و في القارة الإفريقية خصوصا التي استقلت العديد من بلدانهم بفعل هذه الثورة لم تعمل على تصدير الثورة و لا بث أفكار مبادئها للآخر ين لا بالقوة و لا بشراء الذمم لا خلال سنوات الثورة و لا عقب استعادة الاستقلال و ما أعطاها القوة و المناعة و أكسبها الاحترام .

عودة العلاقات الديبلوماسية بين السعودية و إيران مؤشر كبير يوحي بعودة الوعي و بعالم جديد .

ثم إن الحديث الآن عن اتصالات بين السعودية و بين مختلف أطراف الصراع في اليمن بما فيهم جماعة الحوثي من شأنه أن يبشر كذلك بنهاية الحرب في اليمن،  و من ثمة نهاية الصراع السياسي حول الحكم في هذا البلد الذي مزقته الحرب و الصراعات السياسية و المذهبية .

ذلك أن أعلان قادة الحوثيين عن نيتهم للمشاركة في الحكم باليمن مع باقي الفرقاء مؤشر إيجابي من شأنه أن يطمئن الجميع و يجعلهم يدخلون في حوار جاد  و هادئ ينهي الصراع و يعيد اليمن ليعيش الأمن و الاستقرار و الهدوء .

فالشعب اليمني لم يجن من هذه الحرب الأخيرة التي عاشها اليمن منذ مارس 2015 سوى الويلات و المآسي :

فإلى جانب آلاف القتلى من الجانبين و الدمار الذي لحق بمختلف البنى و انتشار و تفشي الأمراض و الأوبئة و ظهور مجاعة وسط الشعب اليمني و اعتبار هذا البلد من أكثر البلدان تخلفا في العالم ، فإن التقرير الذي كشفت عنه الأمم المتحدة من خسائر الحرب في اليمن قدم صورة قاتمة في حال استمرار الصراع مما سيُودي بحياة 1.3 مليون شخص بحلول  خلال العشرية القادمة ،ذلك أن تلك الوفيات لن تحدث بسبب القتال، ولكن بسبب الآثار المترتبة عنها بخصوص العيش وأسعار المواد الغذائية وتدهور الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم.

ناهيك عن الخسائر المختلفة التي تسببت فيها الحرب طيلة ست سنوات فقط و التي قدرت بـ 126 مليار .

فلتكن هذه الحرب في اليمن آخر الحروب لتعود الحكمة يمانية،  و يعود اليمن سعيدا كما كان، و لتكن كل هذه المؤشرات باعثا لعودة الوعي إلى منطقة أنهكتها الحروب الخاسرة و صراعات المذاهب و الزعامات  .

كاتب من الجزائر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى