اقل ما يقدمه العرب من تضامن مع المقاومة الفلسطينية بشهادة قادتها الثلاثة جهاد شاكر الغنام(٦٢عاما) امين سر المجلس العسكري من سرايا القدس و خليل صلاح البهيتي (٤٤عاما) عضو المجلس العسكري قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس،و طارق محمد عزالدين (٤٩ عاما) احدقادة العمل العسكري مع زوجاتهم و ابنائهم – هو ان يوقفوا مهزلة التطبيع، فهل هناك مبرر للتطبيع مع عدو غادر قاتل النساء و الاطفال في الليل البهيم؟.
فان كان للبعض ثمة حجة بالقول بان اسرائيل قد غيّرت سياستها واصبحت دولة متحضرة وباتت تستحق تطبيع العلاقات فها هی الیوم قد كشرت عن انیابها کالذئب المفترس الذي ينتظر ساعات الظلام الدامس ليغدر بالضحية.
واذا كان هناك من يريد للعلاقات الاسرائيلة الفلسطينية أن تتسالم وتتكامل، فها هو العدو المتغطرس قد كشف عن نواياه وأظهر محتواه العدواني وإنه لازال ذلك الصهيوني الذي أوغل في عدوانه على الشعب الفلسطيني في مجزرة طولكرم وكفر قاسم، وإنه لا يعرف الحضارة ولا المدنية وأن وسيلته الوحيدة في فرض ارادته على الشعب الفلسطيني والشعب العربي هو استخدام القوة الجائرة في ظلام الليل وليس في وضح النهار.
ومهما كانت الأسباب المعلنة وراء العدوان، فان للمحللين السياسيين كلمتهم وهي؛ ان اسرائيل ربما ربحت الجولة في القضاء على ثلاثة من قادة المقاومة الفلسطينية لكنها خسرت أكثر مما ربحت هذه المرة.
ارادت اسرائيل ان تستفرد بحركة الجهاد وتعزلها في هذه المعركة، واذا بصوت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) يهدر من رام الله؛ بان اسرائيل فقدت عقلها وانها تمارس القتل لعلمها المسبق بانها امام مجتمع دولي صامت ودائم لجرائمها.
وهاتف من القطاع هو رئيس المكتب السياسي لحركة الحماس اسماعيل هنية يزمجر بصوته: ان العدو اخطأ في تقديراته وسيدفع ثمن جريمته مؤكداً ان المقاومة وحدها من سيحدد الطريق التي تألم العدو الغادر. فلم تشهد الساحة الفلسطينية تضامناً مثل ما تشهده هذه الايام، وربما كانت الحركات والمنظمات الفلسطينية بحاجة الى دم طاهر حتى تصفي جميع خلافاتها وتوحد كلمتها وتقف صفا واحدا امام عدو شرس لا يفرق في “سهمه الواقعي” كما سمى عمليته الجبانه بين الرجل والمراة والطفل، فاربعة اطفال مع اربع نساء مع خمسة رجال هم ضحايا غطرسته يوم الثلاثاء الدامي وسوف لايكتفي بهذا القدر من اراقة الدم الفلسطيني اذا لم يواجه بالرد الذي يُدخل الرعب والفزع في كل شبر من الارض المحتلة ويزلزل الارض من تحت اقدام الصهاينة. وتلك هي مسؤولية المقاومة الفلسطينية التي ننتظر ردها، وقد اقسمت ان يكون الرد موحداً متكاملاً شاملاً مفاجئاً للعدو.
اما العرب فردهم سيكون في القمة العربية التي ستنطلق في الرياض في 19 (مايو) والذي سيشهد تغييراً ملموساً لعودة سوريا الى الحضن العربي بعد غياب طويل ليزيد في رصيد المقاومة العربية. فاقل ما سيقرره العرب في هذه القمة هو؛ ايقاف مهزلة التطبيع.