هدوء حذر في غزة التي و برغم نزيفها المستمر ما انفكت تقدم للعالم اروع الملاحم في الصمود و الصبر و تحمل المظالم من ظلم الاحتلال الى ظلم الاقربون بعد نجاح مصر في التوصل الى هدنة لحقن دماء الابرياء و الضحايا ..هدنة قد توقف مؤقتا العدوان مع الذكرى ال75 للنكبة ولكنها لن تضمن باي حال من الاحوال تحقيق السلام… اسبوعان من العدوان الاسرائيلي الهمجي على غزة, عدوان مفتوح يتابع العالم بأسره تطوراته و حصيلته الدموية في حق الشعب الفلسطيني المحاصر في القطاع منذ عقد و نصف, و هو عدوان لم يتردد جيش الاحتلال عن استعمال كل الاسلحة المتاحة بين يديه من اعدامات ميدانية على المباشر و اخرها ما حصل في مخيم بلاطة بالضفة الغربية أو هذا ما يعتقد بالنظر ال أن الة القتل الاسرائيلي لا تتوقف بما يعني توقع المزيد من الضحايا مع كل يوم جديد من العدوان …اعدامات لم تستثني النساءو لا الاطفال و اعتداءات شملت المستشفيات و سيارات الاسعاف الى جانب تدمير البيوت على رؤوس اصحابها في عمليات اقتناص قيادات حركة الجهاد المطلوبة للاحتلال الذي اعلن بصفاقة عودته الى سياسة الاغتيالات ..
لا خلاف اليوم أن الاحتلال تجاوز كل الخطوط الحمراء في اعتداءاته اليومية و ما كان له مواصلة الامر لولا التواطؤ و الصمت البغيض و النفاق الدولي العلني الذي يعني الاشتراك في الجريمة بمنح الضوء الاخضر لحكومة ناتنياهو لمواصلة خطتها التدميرية الدموية …الاكيد أن ما حدث و يحدث في غزة و قبل ذلك في الضفة من اقتحامات و اغتيالات و اعتقالات و أسرتأتي بالتزامن مع محاولات سلطات الاحتلال الهروب من أزمتها الداخلية و الاحتجاجات المليونية اليومية على الاصلاحات القضائية و البحث عن مخرج لاستمالة اليمين المتطرف في هذه المرحلة …و هي أسباب داخلية معلومة و لا تخفى على مراقب و لكنها لا تخل ايضا من محاولات و رسائل استفزازية تاتي قبل اسبوع على موعد القمة العربية في الرياض و اصرار سلطات كيان الاحتلال على المضي قدما في عمليات القتل اليومي الذي و رغم أنه تجاوز كل الخطوط لحمراء فانه لم يجد له صوتا أو موقفا و محاولة للجم العدوان الذي استباح الارض و العرض ..
الاكيد أيضا و كما في كل الاعتداءت السابقة أن حكومة الاحتلال وجدت لها في الانقسام الحاصل في المشهد الفلسطيني ما جعلها تستهدف الجهاد وتقتنص ستة من قياداته العسكرية داخل بيوتهم و بين اطفالهم و عائلاتهم و عينها موجهة الى حماس و لسان حالها يقول ي حال تدخلكم سينالكم نف المصير …
صحيح ان صواريخ المقاومة تستمر في التهاطل على كيان الاحتلال و قد وصلت و لاول مرة الى حدود القدس و قد افزعت الاسرائيليين و دفعت بهم للاختفاء و اللجوء الى المخابئ ..و لكن الحصيلة النهائية مقابل نحو اربع و ثلاثين شهيدا فلسطينين بين اطفال و نساءو شباب دون اعتبار للخسائر المادية والدمار الحاصل كانت اسرائيلي …
لا احد بامكانه ان يعرف كيف و متى سينتهي العدوان و لا متى سيتجدد و لكن ما نعرف أن الصمود الفلسطيني في غزة و في الضفة صمود اسطوري يعكس عمق ايمان هذاالشعب بحقه المشروعه على ارضه و لكن في المقابل فان موقف المجتمع الدولي كما الموقف العربي الذي لا يمكنه ان يخرج عن اطار الادانات او البيانات الاحتجاجية الغاضبة لن يغير القليل او الكثير حتى ورقة المقاطعة و تجميد التطبيع في هذه المرحلة مستبعدة و ليس من المتوقع ان تلوح بها الاطراف المعنية …حجم الرياء و النفاق الغربي و سياسة الكيل بالمكيالين ليست قريبة من نهايتها و لا شك أن في اقدام الاتحاد الاوروبي قبل أيام على الغاء احتفالات الاتحاد الاوروبي بيوم اوروبا قبل ايام في تل ابيب بسبب اصرار وزير الامن المتطرف بن غفير على المشاركة في الاحتفال محاولة مكشوفة لتطويق تداعيات تصريحات اورسلا فان دير لاين رئيسة المفوضية بالتزامن مع الذكرى الخامسة و السبعين للنكبة و تنكرها لكل الحقائق التاريخية و اشادتها بالسياسة الاحتلالية وزعمها نجاح اسرائيل في بناء الديموقراطية الوحيدة في الصحراء و تحويلها الى واحة … بعيدا عن الاوهام و لغة العواطف التي لن تغير الواقع الفلسطيني يبقى السيناريو الوحيد القائم أنه مهما كانت نتائج هذه المعركة في غزة و مهما كان حجم الشهداء و الخسائر و مهما حدث من اعدامات فان الواضح أن الطريق أمام الفلسطينيين بمختلف مكوناتهم ليس قريبا من نهايته و أن الوحدة الفلسطينية مهما تأخرت أو تأجلت تبقى المفتاح الذي يمكن ان يمهد الطريق امام اصحاب الحق في استعادة البوصلة و انه سيكون لزاما على كل الفصائل في غزة و نظيراتها في الضفة بما في ذلك فتح التي يعود له شرف اطلاق اول رصاصة للمقاوم ةالفلسطينية المسلحة و لانتفاضة الشعبية أن تتجند لكسر كل الحواجز بينها و تضييق الحد الذي يفصل بين قياداتها و تاجيل ما لا يمكن الاتفاق بشانه اليوم لا سيما ما يتعلق بالتنافس حول سلطة وهمية تحت مظلة الاحتلال و ان تكون الاولوية و الهدف الاول و الاخير مواجهة الاحتلال …و عدا ذلك فان أي هدنة او اتفاق لوقف اطلاق النار او لجم العدوان سيعود لاي سبب كان …