canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
آراءموضوعات رئيسية

كيف ساهمت الصين في لم شمل العرب؟/ دكتورة تمارا برّو

بمناسبة انعقاد القمة العربية 32 في مدينة جدة السعودية ، بعث الرئيس الصيني شي جين بينغ برسالة تهنئة للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، هنأه فيها بنجاح انعقاد القمة العربية. وأشار الرئيس الصيني في رسالته إلى أن الجامعة العربية ملتزمة منذ فترة طويلة بتعزيز الوحدة وتحسين الذات في العالم العربي وتعزيز السلام والاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط. وتطرق الرئيس الصيني إلى الصداقة التي تجمع الصين والعرب، وأكد على دور السعودية في العالم متعدد الأقطاب، وأعرب عن تقديره لمساهمات الرياض الإيجابية في تعزيز وحدة وتعاون الدول العربية والحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وأعلن عن استعداد الصين لدفع العلاقات بين الجانبين العربي والصيني إلى الأمام، وبناء مستوى أعلى من الشراكة الاستراتيجية الصينية والعربية، والاستمرار في كتابة فصل جديد من الصداقة بين الطرفين.

لم تحظ القمم العربية السابقة بالاهتمام الذي حصلت عليه قمة جدة، فما ميز هذه القمة ليس كلمات الرؤساء التي لم تأت بأي شي جديد أو البيان الختامي الذي كان قد أعد مسبقاً، بل بحضور الرئيس السوري بشار الأسد، بعد تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية منذ العام 2011، وقبول السعودية ، تحت ضغط الولايات المتحدة الأميركية، حضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي والقاءه كلمة لعب فيها على الوتر الطائفي لاستمالة مشاعر المسلمين الذي يفوق عددهم الملياري مسلم حول العالم ، حيث بدا الرئيس زيلنسكي نصير مسلمي أوكرانيا في جزيرة القرم.

لفترة طويلة كانت الصين تتجنب الدخول في صراعات الشرق الأوسط، وتصب اهتمامها على تعزيز العلاقات الاقتصادية مع دول المنطقة لأنها كانت تعتبر أن الشرق الأوسط منطقة نفوذ أميركي، لذلك حاولت تجنب الصدام مع واشنطن فيه. ولكن مع تراجع الدور الأميركي في المنطقة، وتقرب دول الخليج ،لاسيما السعودية، من الصين وجدت الأخيرة أن الجو أصبح مؤات كي تزيد من حضورها في منطقة الشرق الأوسط التي تشكل أهمية كبرى لها. فبكين هي أكبر مستورد للنفط في العالم وتستورد أكثر من نصف احتياجاتها النفطية من الشرق الأوسط، وتريد أن تضمن استمرار تدفق النفط من المنطقة إليها وحماية الممرات المائية، ومن جهة أخرى لمنطقة الشرق الأوسط موقع استراتيجي في مبادرة الحزام والطريق التي تنفق عليها الصين مليارات الدولارات، ويعمل الرئيس الصيني جاهداً على تحقيق وإنجاح هذه المبادرة، التي أعلن عنها في العام 2013 ،خلال عهده. لكن الصين رأت أن توسيع نفوذها الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط يحتاج إلى توفر الأمن في منطقة تشهد حروب وصراعات تنتقل من منطقة إلى أخرى، فعملت على حل الخلاف الأبرز في المنطقة فقامت بلعب دور الوسيط بين الرياض وطهران، فبكين رأت أن المصالحة بين إيران والسعودية ستؤثر إيجاباً على مناطق أخرى في المنطقة لها دور محوري في مبادرة الحزام والطريق كاليمن وسوريا ولبنان. فضلاً عن أن مفاوضات حل الخلافات بين السعودية وإيران كانت تجري بوساطة عراقية وعمانية والأمر يحتاج إلى وساطة دولة أخرى لها تأثير قوي على كل من السعودية وإيران ولا تخضع للإملاءات الأجنبية فحاولت الصين تذليل الخلافات بين الجانبين السعودي والإيراني. وشكلت زيارة الرئيس الصيني إلى السعودية أواخر العام الماضي نقطة تحول في المنطقة إذ عاد الرئيس الصيني وعرض رغبة الصين في أن تلعب دور الوسيط بين السعودية وإيران وقدم مبادرة حول ذلك. وعندما زار الرئيس الإيراني الصين خلال شهر شباط/ فبراير الماضي طرح الرئيس الصيني المبادرة على الرئيس إبراهيم رئيسي. وفي الشهر التالي تحديداً في 10 آذار / مارس، اليوم الذي أعيد فيه انتخاب الرئيس شي جين بينغ رئيساً للصين، أُعلن عن الاتفاق على استئناف العلاقات السعودية الإيرانية. وكما كان متوقعاً أثرت المصالحة السعودية الإيرانية في دول أخرى في المنطقة العربية كاليمن التي زارها وفد سعودي رسمي برفقة وفد رسمي من سلطنة عمان وأجرى محادثات مع أنصار الله للعمل على وقف اطلاق النار وإحياء عملية السلام. كما انعكست المصالحة السعودية الإيرانية على سوريا إذ أنه بعد أيام قليلة منها أعلن عن إعادة العلاقات الدبلوماسية بين دمشق والرياض التي سعت إلى إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية. ولعبت بكين أيضاً دور في ذلك حيث كان الملف السوري من ضمن المباحثات التي أجراها الرئيس الصيني في القمة الصينية السعودية التي عقدت في أثناء زيارته الممكلة السعودية، وأيضاً كانت سوريا حاضرة في المباحثات التي أجراه الرئيس شي جين بينغ مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي عندما زار بكين، وفي أواخر شهر نيسان/ إبريل الماضي زار المبعوث الصيني الخاص لشؤون الشرق الأوسط تشاي جوان سوريا والتقى بالرئيس السوري بشار الأسد الذي أعرب عن تقديره لأداء الصين دوراً إيجابياً في تعزيز العلاقات السورية مع الدول الأخرى. وقد ساهم حضور الرئيس السوري القمة العربية في مصافحته أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حيث يجري العمل حالياً على إعادة العلاقات بين مصر وسوريا، وسيرعى العراق في شهر تموز/ يوليو المقبل جولة من المباحثات الثنائية بين البلدين.

ad

يبدو أن الصين في الولاية الثالثة لشي جين بينغ أخذت تغيير من ديبلوماسيتها المعهودة وتنخرط في الأزمات العالمية وتركز على الطابع الأمني وتلعب دوراً أكبر على الساحة العالمية كدولة عظمى لها نفوذ تسعى إلى زيادة انتشارها في مختلف دول العالم. وبالنسبة إلى الشرق الأوسط ، ظلت الصين لفترة طويلة تركز في علاقاتها مع دول المنطقة على الجانب الاقتصادي، ولكنها اليوم بدأت تعطي أهمية للطابع الأمني لعدة أسباب فقد وجدت بكين أن نجاح مبادرة الحزام والطريق يحتاج إلى توفر الأمن فبكين تعتبر أن الأمن هو مفتاح التنمية والازدهار، كما أنها تريد ضمان أمن الطاقة وسلاسل التوريد لكونهما يعدان أولوية لها لحماية مصالحها الاقتصادية. ومن جهة أخرى، للصين استثمارات كبيرة في دول المنطقة تريد حمايتها وزيادتها ولا سبيل لذلك إلا بتوفر الأمن. وفي إطار آخر، وفي ظل التوتر المتصاعد بين بكين وواشنطن، فإن تمدد الصين في الشرق الأوسط ضربة قوية لأميركا التي أعلن رئيسها بايدن عندما زار السعودية أن واشنطن لن تترك المنطقة لروسيا والصين، ولكنه يعمل على تطويق الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ويوتر الأجواء في بحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان، بينما اتجهت الصين نحو الشرق الأوسط الذي ظل خاضعاً للنفوذ الأميركي فترة طويلة. وعلى الرغم من توسع حضور بكين في المنطقة العربية، إلا أن واشنطن ما زالت تلعب دوراً فيه لاسيما من الناحية الأمنية عبر مبادرتها مع السعودية لإجراء مباحثات بين طرفي النزاع في السودان، ومن جهة أخرى لن تترك أميركا “إسرائيل” بمفردها في المنطقة.

باحثة لبنانية في الشأن الصيني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى