canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
آراءموضوعات رئيسية

الجامعة العربية تعود إلى سوريا/ فاطمة عواد الجبوري

كتب في عشقها سعيد عقل ولحنها الأخوين الرحباني وغنت لها فيروز قائلةً: “شام يا ذا السيف لم يَغِيب .. يا كلام المجد في الكُتُبِ.. قَبْلَكِ التاريخُ في ظُلْمَةٍ .. بَعْدَكِ استولى على الشُهُبِ”. إن التاريخ قبل دمشق هو تاريخ مظلم وهذا ما أثبتته أقدم عاصمة في التاريخ. وهذا ما أكده بالطبع غيابها عن الساحة العربية لمدة تزيد عن 12 عاماً إثر تدخل أخوتها العرب في المشروع الصهيو-أمريكي لتدميرها وإخراجها من معادلة الصراع مع إسرائيل.

يخطئ المحللون والصحفيون عندما يقولون بأن سوريا عادت إلى الجامعة والقمة العربية، العكس صحيح يا سادة فالجامعة العربية هي من عادت إلى سوريا وهذا بالطبع المسير الصحيح إذ أن سورية هي مؤسس لهذه الجامعة العربية ولم يكن من الممكن حذفها. ما حدث هو تراجع عن خطأ تاريخي أضر بالعرب أكثر ما أضر بسوريا.

ad

يصف البعض خطاب الرئيس الأسد خلال قمة جدة بالقاسي، ولكن نحن لا نراه كذلك فالخطاب هو عبارة عن نصائح مجانية قدمها الأسد للدول العربية. هذه النصائح التي جاءت بعد تجربة طويلة في مقاومة الإرهاب وقدرة الحكومة السورية على بناء تحالفات مستدامة وقوية. ذكر الأسد خلال كلمته بأن على الدول العربية أن تبحث عن العناوين الكبرى لحل الأزمات وأشار إلى ظهور عالم متعدد الأقطاب. ترى ما الذي قصده الأسد بعالم متعدد الأقطاب؟

لقد شكل الفراغ الذي خلفه انهيار الاتحاد السوفيتي في 1991 حالة استثنائية في موازين القوى العالمية وظهور الولايات المتحدة بوصفها القوى المهيمنة على المشهد السياسي والعسكري حول العالم. والحالة العادية هي وجود قوى مختلفة تتقاسم مناطق النفوذ والسيطرة وهذه هي الحالة السائدة عبر قرون من الزمن. لم تقف الدول العظمى كالصين وروسيا مكتوفة الأيدي أمام هذا المد الأمريكي الذي لم ينجم عنه سوى تدمير الدول وشعوبها وتحويلها إلى دول فقيرة والسيطرة على الثروات المحلية عبر القوة. لقد فهمت الدول الإقليمية وعلى رأسها إيران وسوريا بشكل مبكر تغير موازين القوى وتراجع الولايات المتحدة ولذلك قامت هذه الدول بخلق تحالفات شبكية بين إيران وسوريا على المستوى الإقليمي وبينها وبين الصين وروسيا على المستوى الدولي. هذه التحالفات التي جاءت بالنتائج على الأرض بشكل مباشر في الساحة السورية ونتج عنها انتصار لسورية أمام المؤامرة التي تعرضت لها ودحرت على إثر هذه التحالفات الإرهاب من على أراضيها.

ما فعله الأسد خلال قمة جدة هو أنه ذكر الجميع بأن يستغلوا هذه الفرصة وأن يتخلوا عن الهيمنة والإمبرالية الأمريكية. وهذا ما فعلته السعودية (وإن بشكل متأخر) بالمصالحة مع إيران وبناء علاقات مع الصين. على الجميع أن يدرك تغير هذه المعادلات كي لا يبقى على دكة البدلاء كما حدث في لبنان عندما قام بعض الفرقاء اللبنانيون بإنشاء ما يسمى “المجلس الأعلى لرفع الاحتلال الإيراني”. اليوم على الجميع أن يستخلص الدروس من خطاب الأسد ويوظف المعادلات الإقليمية والدولية لصالح تنمية اقتصاد دولنا بما يحقق أوضاع اقتصادية أفضل لشعوب المنطقة.

على سبيل المثال لا الحصر، يجب على اللبنانيين استغلال التقارب الإيراني السعودي لحل الأزمة الداخلية التي تشهدها البلاد لأكثر من 6 أشهر، وعلى السودان الحبيب عدم تكرار السيناريو السوري من خلال تغليب المصلحة القومية على المصالح والأطماع الشخصية.

حنكة الرئيس السوري وحكمته تأتي من صبر وحكمة الشعب السوري الذي انتظر هذه اللحظة لسنوات، انتظر كي يعتذر الأخوة العرب عما فعلوه ببلد مستقر وشعب قانع. أمنيتنا الوحيدة بعد هذه المصالحة هو ألا يكرر أخوتنا العرب التجربة السورية في أي مكان حول العالم.

كاتبة وباحثة عراقية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى