تأملات في الشأن العام قومياً وعالمياً..العرب وجوارهم كيف يجب ان تكون العلاقات ؟ / عمر الحامدي
العرب وجوارهم كيف يجب ان تكون العلاقات ؟
العلاقات العربية الإيرانية نوهت في مقال سابق الى أن هذا الموضوع شغلني سابقاً وبدأت الكتابةفيه لتأليف كتاب حول الموضوع الا ان ظروف عدوان الناتو على الجماهيرية 2011 وما ترتب عليه من دمار وتهجير وانشغال حال دون ذلك .
العلاقات العربية الايرانية قبل كامديفيد والزلزال الي ضرب المنطقة بأحداث جسام ذات تأثير ثلاثي 1979 كامديفيد وتوقيع السادات لاتفاق السلام مع الكيان الصهيوني تزامن مع قيام الثورة في ايران بقيادة الامام الخميني وأسقاط نظام الشاه عميل الغرب الأول في المنطقة وقيام الحرب في افغانستان ضد الاتحاد السوفيتي بدعم دول الخليج بقيادة السعودية وتجنيد الشباب العربي والإسلامي ترتب على تلك المرحلة التي شهدت هجوم امريكي صهيوني رجعي انقسام الدول العربية بين مؤيد للسادات والصلح مع الكيان الصهيوني وقيام جبهة الصمود والتصدي في مواجهة ذلك واندلاع الحرب في افغانستان ضد الاتحاد السوفييتي .
تلك المرحلة تتطلب الوقوف عندها لتأملها وفهمها وتأويلها ويمكن القول * ان ايران اتخذت قراراتها في التدخل في المنطقة العربية حسب رأي النظام الجديد ورؤيته لمصالحهم من وجهة نظر الثورة الاسلامية بقيادة الامام الخميني – كان يمكن للتاريخ ان يأخذ مساراً أخر له تأثير إيجابي في العلاقات العربية الايرانية لو تيسر أمر التنسيق مع كل من جبهة الصمود والتصدي ومؤتمر الشعب العربي وايران الثورة .لا نقول ذلك فقط الان لكن الواقع كان يفترضه حينئذ لأسباب كثيرة منها :
– ان الراي العام العربي والثورة العربية بقيادة عبدالناصر كان متعاطفاً ومؤيداً لقوى الثورة ضد الشاه .- ان دول عربيه منها سوريا وليبيا والجزائر قد رحبت وتعاونت مع ايران بعد الثورة الاسلامية .- ان مؤتمر الشعب العربي وهو أهم منظمه شعبيه عربية في ذلك الوقت ارسل وفدا برئاسة الامين العام في 20/4/1979 والتقى بالإمام الخميني * لكن الاحداث أخذت توجها اخر وتفجرت الحرب بين ايران والعراق ورغم ذلك ورغم ان دول الخليج بقيادة السعودية كانت تدعم العراق لكن الدول الاخرى كانت تحاول انهاء الحرب .* بعد ذلك تورطت الامور وعلى الرغم من انهاء الحرب الا ان العلاقات العربية الايرانية تضررت منها وقامت بعدها حروب اخرى مزقت المنطقة وحالت دون الوحدة العربية وسمحت لدول الجوار خاصة ايران وتركيا ان تنفذ برامجها لخدمة مصالحها وهو أمر يجب فهمه والوعي به وتقييمه .لذلك أشرت في المقال السابق انني أكتب عن إيران بموضوعية لست مؤيدا ولا معارضا ولكن في إطار خدمة المصالح المشتركة
* أكتب اليوم بمناسبة ذكرى إنتصار المقاومة والاحتفالات في لبنان فأحي المقاومة والشعب الفلسطيني وكل الامة العربية وهنا لابد أن نتوقف لنرى الامور على حقيقتها ومن جهة اخرى لنفهم اللبس في العلاقات العربية الايرانية ومن يدعم المقاومة فمن يدعم المقاومة ياترى ولماذا وكيف ؟لابد أن نعترف ان إيران هي اليوم ومنذ سنوات من يقدم الدعم للمقاومة وقد أعادت تسميتها بالإسلامية خاصة في لبنان وفلسطين وهو موقف جدير بالشكر مهما كان الرأي والسؤال أين العرب ولماذا انفردت إيران بهذا الدور علماً بأن المقاومة بدأت عربية بدعم قومي عربي خاصة من مصر وسوريا والعراق والجزائر واليمن وليبيا الحماهيرية – هنا مكمن اللبس والحرج وسوء الفهم للدور الايراني حيث سبق أن تدخلت خلال غزو الامريكان للعراق ولاتزال بصماتها هناك ثم واكبت الربيع العربي وأيدت عدوان الناتو ضد الجماهيرية كما تدخلت في اليمن وان كان تدخلها في سوريا مفهوما ومحمولا على التعامل مع الدولة طبقا للقانون الدولي .- ذلك وغيره خلق التوترات واللبس في العلاقات العربية الايرانيةوتأسيسا على ما تقدم فان العلاقات العربية الايرانية تحتاج الى الاهتمام وتستأهل ذلك والكلام هنا على صعيد القوى الشعبية القومية والاسلامية التي يجب ان تتحاور على صعيد حضاري يصحح الاخطاء الماضية ويلزم تقييم العلاقات من منظور حضاري يأخذ بمفهوم الاسلامي القرآني الموضوعي وليس الطائفي يحترم الجانبين كما يحترم المشروع الحضاري العربي الاسلامي وعدم اختصار الوطن العربي في الأنظمة .
* المرحلة الراهنه هامة جدا للجانبين اذ يلزم تقييم المرحلة السابقة على كل الاصعده والاستفادة منها في النظر للظروف والمتغيرات اقليميا وعالميا.* لكل ذلك تتحمل القوى العربية والايرانية خاصة القومية والاسلامية الدخول في حوار استراتيجي حضاري يأخذ بعين الاعتبار المتغيرات وضرورة استعداد العرب والايرانيين وكل المسلمين لحوار جاد موضوعي وعلمي على كل الاصعدة بما يمكنهم من استعادة المشروع الحضاري العربي الاسلامي المقاوم والاستعداد لامتلاك المبادرة التاريخية للمساهمة في تقديم حل حضاري ديمقراطي وتقدمي لمشاكل العالم .ونسأل الله الهداية التوفيق