أحييكم جميعاً من شواطئ المحيط الأطلسي وأطالب بشاطئ لاتجرح فيه قدم
أحييكم جميعاً من شواطئ المحيط الأطلسي حيث كان من المفروض أن يلذ التواصل بين أخمص القدم و الرمال الصقيلة لولا وجود أشياء حادة أصابت قدمي الحافية بجرح، ترك هناك أثره إن لم يمحوه المد.
تخليتُ عن حذائي لأمتع قدمي برمال كنتُ واثقة من أنها آمنة كالسلام، لا تحتاج مني أن أتفحصها بالأعين الحريصة، الشاردة في تأمل أسراب طيور النورس المهاجرة في نفس الاتجاه مع قوارب تمخر عباب بحر كالمرآة يعكس أشعة الشمس كما تعكس قنينات الماء الفارغة- المتراقصة على إيقاع المد و الجزر-العامل السلوكي المتوارث لأمة تحاشيتُ كثيراً أن أقارنها بالأمم الأخرى خوفا من أن تسقط من عيني أمتي.لا أظن أن جرحاً بسيطاً أصاب باطن قدمي الصغيرة سيجرح الذائقة العامة و رغم ذلك فإني لن أقبل بتعويض أقل من جعل هذا الشاطئ الرملي مكان جذب للسياح، بتجريم رمي الأوساخ على الأرض للمحافظة على نظافته و غرس أشجار المانغروف و جوز الهند على امتداده حتى يختلط أخضر الغطاء النباتي بلون الرمال الذهبي و زرقة البحر و حينها سترون كيف سينعكس امتزاج هذه الألوان على مزاجي.