محرقة الدفاتر/ المرتضى محمد أشفاق
فاجأتني أسراب من الأوراق الطائرة، تحملها الرياح صباحا، يقع بعضها على الشارع مشكلة خيطا أبيض طويلا..تفحصحت ورقات منها، فوجدتها دفاتر دروس التلاميذ، وبدا أنهم مزقوها، وتخلصوا منها في الشوارع..
بعد ذلك بيوم، لفت انتباهي تجمع من الأطفال يحملون عصيهم، ويضربون الأرض عند جذوع بعض أشجار العشر، فملت إليهم، وقد خشيت أن يكونوا مجهزين على صغار القطط، ولما اقتربت منهم، رأيت دخانا ولهبا، وقبل أن أستوضح منهم، تسابقوا إلي مرددين بصوت جماعي، نحن نحرق دفاترنا، لأن العطلة بدأت..
واكتشفت أنهم جلبوا معهم العصي ليردوا بها الورق الذي تبعده الرياح عن اللهب إليه حتى لا تنجو منه واحدة..طفل واحد حاول أن يتبرأ مما يصنعون، فقال إنه احتفظ بالأوراق التي يوجد فيها القرآن الكريم، وأحرق البقية..فاستخلصت أن أوراق أمس، الطائرة، والمنتشرة في الشوارع هي صور من ابتهاج التلاميذ بنهاية السنة اادراسية..وتذكرت أني قرأت يوما أن وزير التعليم في اليابان شاهد بعض التلاميذ يحتفلون بنهاية السنة الدراسية، فاستقال، وقال إن هذا المشهد دليل على فشل التعليم.