canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
آراءموضوعات رئيسية

الغزو من الداخل واستراتيجية “الإلهاء”..  من عبدالله البردوني الى نعوم تشومسكي! / الياس فاخوري:

ابدأ بالآية الكريمة 9 – سورة المنافقون: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ” ..

 لقد نهى الله في هذه الآية الكريمة عن الانشغال بأمر الأموال والتصرف فيها والسعي في تدبير أمرها، والانشغال بأمر الأولاد إلى حد الفعلة عن ذكر الله، وإيثار ذلك عليه ومن يفعل ذلك كان خاسراً خسارة عظيمة. هذا معنى الآية على وجه الإجمال، إلا أن هناك أسراراً تعبيرية تدعو إلى التأمل منها: 1ـ إنه قال: (لا تلهكم أموالكم) ومعنى (لا تلهكم): لا تشغلكم وقد تقول: لماذا لم يقل: (لا تشغلكم)؟ والجواب: أن من الشغل ما هو محمود فقد يكون شغلاً في حق كما جاء في الحديث: “إن الصلاة لشغلاً” وكما قال تعالى: “إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ” [يس – 55] أما الإلهاء فمما لا خير فيه وهو مذموم على وجه العموم، فاختار ما هو أحق بالنهي.

ad

في 80 القرن 20 شاعت قصيدة “الغزو من الداخل” للشاعر اليمني الراحل عبد الله البردوني .. وفي العام 2011 تناقلت عدّة مواقع عالميّة قائمة أعدّها عالم اللسانيات المفكّر الأمريكي نعوم تشومسكي واختزل فيها الطّرق التي تستعملها الحكومات والانظمة الحاكمة للسيطرة على الشّعوب وتدجين الجماهير. إستند تشومسكي في هذا المقال على” وثيقة سرية للغاية” يعود تاريخها إلى العام 1979 وكان قد تم العثور عليها صدفةً سنة 1986 بعنوان : “Silent Weapons For Quiet War – الأسلحة الصامتة لخوض حرب هادئة” .. وهي عبارة عن كتيب أو دليل للتحكم في البشر والمجتمعات، ويرجح المختصون أنها تعود إلى بعض دوائر النفوذ العالمي التي عادة ما تجمع كبار الساسة والرأسماليين والخبراء في مختلف المجالات .. وفي هذا المقال ”استراتيجيات التحكم والتوجيه والتضليل العشر“، يقدم شومسكي ألطرق الذكية التي تعتمدها دوائر النفوذ في العالم عبر وسائل الإعلام من أجل التلاعب بجموع الناس وتوجيه سلوكهم والسيطرة على أفعالهم وتفكيرهم في مختلف بلدان العالم. وفيما يلي قائمة بهذه الاستراتيجيات استناداً لبعض المصادر والموسوعات، كما أضع الخلاصة في الملحق بين يديكم:

١- إستراتجية الإلهاء أو التسلية (The strategy of distraction)

٢- إستراتجية إفتعال المشاكل وتقديم الحلول (Create problems, then offer solutions)

٣- إستراتجية التدرج (The gradual strategy)

٤- إستراتجية التأجيل (The strategy of deferring)

٥- مخاطبة الجمهور على أنهم أطفال (Go to the public as a little child)

٦- مخاطبة العاطفة بدل العقل (Use the emotional side more than the reflection)

٧- إغراق الجمهور في الجهل والغباء (Keep the public in ignorance and mediocrity)

٨- تشجيع الجمهور على استحسان الرداءة (To encourage the public to be complacent with mediocrity)

٩- تحويل مشاعر التمرد إلى الإحساس بالذنب (Self-blame Strengthen)

١٠- معرفة الأفراد أكثر من معرفتهم لأنفسهم (Getting to know the individuals better than they know themselves)

اما في قصيدة “الغزو من الداخل”، فيبدو ان البردوني قد اتّكأ على سداد الحجة ان الإلهاء مما لا خير فيه، بل هو مذموم على وجه العموم .. وهو، كالتسلية والضحالة والجهل والاداء الباهت، أحق بالنهي لانه “يـــحــجــر مــــولـــد الآتــــــي”، ويديم “الحاضر الــمـزري” .. ومــــن دمــنــا عــلـى دمــنـا .. يتموقع بهم “جيش الإرهاب”، “وفـــوق وجـوهـهـم وجــهـي .. وتــحــت خـيـولـهـم ظــهـري” .. انهم “غـــــزاة الــيــوم كـالـطـاعـون .. يــخـفـى وهـــو يـسـتـشري” ..

فــظـيـعٌ جــهـلُ مـــا يــجـري .. وأفـــظــعُ مـــنــه أن تــــدري

وهــــل تــدريــن يـــا صـنـعـاء .. مـــن الـمـسـتعمر الــسـرّي

غـــــــــزاة لا أشـــاهـــدهــم .. وسـيـف الـغـزو فـي صـدري

فـــقــد يــأتــون تــبـغـا فــــي .. ســجــائــر لــونــهــا يـــغــري

وفـــي أهـــداب أنـثـى فــي .. مــنـاديـل الــهـوى الـقـهـري

وفـــــي ســـــروال أســـتــاذ .. وتــحــت عــمـامـة الـمـقـري

وفــي أقــراص مـنـع الـحمل .. وفـــــــي أنـــبــوبــة الــحــبــر

وفــي عَـود احـتلال الأمـس .. فــــــي تـشـكـيـلـه الــعــصـر

وفــــي قـنـيـنـة الـويـسـكي .. وفــــــي قــــــارورة الــعــطــر

ولعلكم تذكرون إشارة “ديانا فاخوري” لِقمّة شرم الشيخ العربية (27/2/2002) وما تم مؤخراً في قمة جدة العربية (19/5/2023) من تعرّية لتلك المصطلحات والعبارات الرنانة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والتنمية أو التنمية باستخدام الحرب التي كانت تتوسلها دول المحور الصهيوامريكي .. كما جرى كشف الاقنعة عن خططهم لإخضاع العالم بالسيطرة على المنطقة العربية، ونهب ثرواتها النفطية والغازية والمعدنية، وإعادة رسم الخريطة كما يناسبهم بدءاً من احتلال العراق وتدمير بنيته التحتية وصولاً لكل الدول العربية وان على مراحل ..

وكم من دولٍ اعتدوا على سيادتها، وكم من قوانين واتفاقات دولية انتهكوا بحجة “توزيع الديموقراطية” فالمال “ربهم الأعلى” و”وول ستريت”  “كاتدرائيتهم العظمى”؟!

 ثم انظروا الى ما يجري في دنيا الفضائيات من تسليع للمرأة واستغلال الصورة على حساب الموهبة .. واليوم ينشطون في نشر “المثلية” والترويج للشذوذ الجنسي!

وكم يبالغ اعلامهم (اعني دول المحور الصهيوامريكي) وتسترسل بروباغندتهم الفجة هذه الأيام في الحديث عن هزائم روسيّة ومرض الرئيس بوتين حتى حسبنا أنّ الدولة الروسية برمتها قاب قوسٍ (لا قوسين) او أدنى من الانهيار.

خلقوا تنظيمَيْ داعش والقاعدة ومشتقاتهما، ثم أبادوهم فماتوا ثم بعثوهم احياء علّهم يطيحون بالعقائد الوطنية للجيوش العربية (إسرائيل هي العدو) ضرباً للمقاومة باستبدال الْعَدُو الحقيقي بعدوّ من صنعهم تارةً يسمونه الإرهاب، وطوراً هو الربيع (اسقط الحرف “ر” ان شئت) العربي، ودائماً ايران!

هذا غيض من فيض لِيُلهِنا اعلامهم ووسائل الترفيه عن المسائل الحقيقية والقضايا الهامة غزواً داخلياً ومستعمِرّاً سرّياً كما أسهب البردوني، ومن بعده تشومسكي .. اما ايمان “ديانا” المطلق: ” اسرائيل الى زوال” فيبقى منقوشاً على ظهر الدهر لتهزم الموت روحا نقيّا كالسَّنا .. نعم، “ديانا”، ما زلنا نصغي لصدى خطواتِكِ فى أرض فلسطين ونردد مٓعٓكِ:

الدائم هو الله، ودائم هو الأردن العربي، ودائمة هي فلسطين ..

نصركم دائم .. الا أنكم أنتم المفلحون الغالبون ..

كاتب عربي أردني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى