canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
آراءموضوعات رئيسية

القمة الروسية الإفريقية فرصة أمام بوتين.. واختبار مؤجل للنوايا الروسية/ اسيا العتروس

تبقى القمة الروسية الأوكرانية التي تفتتح أشغالها اليوم الخميس بمدينة سان بطرسبرغ فرصة أمام بوتين لاختراق سياسي استراتيجي يحتاجه في هذه المرحلة في خضم الحرب في أوكرانيا وتفاقم القيود والضغوط والعقوبات المفروضة عليه من الغرب ولكنها تبقى أيضا، وهذا المهم، المشاركة بالنسبة للدول الإفريقية اختبارا مصيريا للنوايا الروسية قد تتضح نتائجها بعد القمة ..

وقد استبق الرئيس الروسي بوتين افتتاح أشغال القمة الروسية الإفريقية بمقال مطول على أعمدة صحيفة الأهرام المصرية ضمنه نظرته للعلاقات الروسية الإفريقية وتطلعاته المستقبلية لهذه العلاقات إلى جانب تطمينات لدول القارة بتزويدها بما تحتاجه من القمح دون حاجة للقمح من أوكرانيا فضلا عن تنديده بما وصفه بضغوط أمريكية لحث دول إفريقية على عدم المشاركة في النسخة الثانية من المنتدى الروسي الإفريقي الذي يعقد في مدينة سان بطرسبرغ الروسية على مدى يومين. ولعله من المهم وقبل الوقوف عند الاجندا المعلنة لهذه القمة الإشارة إلى أن القمة تأتي في خضم الحرب المسعورة بين روسيا وأوكرانيا بعد نحو أسبوعين على قمة الحلف الأطلسي المنعقدة في العاصمة الليتوانية فيلنيوس وبيانها الختامي الذي جعل روسيا على رأس المخاطر التي يواجهها الغرب وإعلان موسكو بعد ساعات من ذلك عن التوقف عن العمل باتفاقية تصدير القمح بكل ما يعنيه ذلك من تداخل وتشابك في لعبة المصالح ومن تنافس لا يخفى على مراقب بين القوى الكبرى وتحديدا روسيا وأمريكا والصين على القارة السمراء حيث يمثل تواجد قوات فاغنر هاجسا إضافيا للغرب ..

-قبل قمة “البريكس”

ولاشك أن قمة سان بطرسبرغ وهي الثانية من نوعها بعد قمة سوتشي الأخيرة في أكتوبر 2019 ستكون بمثابة المحرار للعلاقات الروسية الإفريقية مع تواتر بعض الأنباء عن تخلف جنوب إفريقيا عن القمة لاسيما وأن جوهانسبورغ يفترض أن تحتضن قمة “البريكس” المنتظرة نهاية شهر أوت القادم ويبدو أن جنوب إفريقيا اختارت تجنب الإحراجات وأوعزت لموسكو بعدم مشاركة الرئيس بوتين في قمة “البريكس” لتفادي المواجهة مع الجنائية الدولية التي أصدرت قرارا بملاحقة بوتين بتهمة ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا في حق الأطفال.. ورغم أن جنوب إفريقيا ليست عضوا في الجنائية الدولية فقد استشعرت ربما ضغوطا امريكية وأوروبية وأبدت بشكل أو بآخر عدم استعدادها لاستقبال الرئيس بوتين الذي أعلن أنه يشارك في القمة “البريكس” عن بعد ..

وبالعودة إلى قمة سان بطرسبرغ التي تأتي أيضا بالتزامن مع أنباء عن انقلاب عسكري في النيجر احد أفقر هذه الدول، فان الدول التي ستتخلف عن اللقاء بدأت تتضح، ولكن في المقابل فان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي تربطه علاقات متينة بواشنطن أكد مشاركته في القمة.

-أكثر من رسالة لأكثر من طرف

وتعول روسيا على الحدث لتوجيه أكثر من رسالة لأكثر من طرف في الداخل وخاصة في الخارج بان موسكو ورغم كل ضغطات الحرب لديها شركاؤها وحلفاؤها في إفريقيا وآسيا، وبالتزامن مع افتتاح القمة اختارت موسكو توجيه وزير دفاعها إلى بيونغ يانغ للتأكيد على أهمية الشراكة مع كوريا الشمالية التي تبقى في خط المواجهة مع واشنطن وكوريا الجنوبية واليابان بسبب برنامجها العسكري النووي الذي تعتبره دول المنطقة خطرا قائما على شعوبها، ويعد المنتدى الاقتصادي الروسي الإفريقي حدثا فريدا من نوعه في علاقات روسيا مع دول القارة الإفريقية، والأرجح أن ملفات عديدة اقتصادية وتجارية وأمنية أيضا ستكون أمام الزعماء الأفارقة في القمة، في مقدمتها تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على بلدان القارة، حيث تعقد القمة في توقيت بالغ الحساسية، وتلقي الحرب بظلالها على الدول الإفريقية والدول الأكثر احتياجا منها حيث أدت لارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود، فضلا عن إنهاء روسيا العمل بصفقة الحبوب في 18 جويلية وسحب ضماناتها بسلامة الملاحة في البحر الأسود وإغلاق الممر الإنساني البحري لمرور الحبوب الأوكرانية.

وعشية افتتاح القمة الروسية الإفريقية أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تمسّك روسيا بمواصلة تطوير العلاقات مع البلدان الإفريقية، وحفز التجارة والاستثمار معها، ومساعدتها في مكافحة الفقر وتعزيز سيادتها.

وحسب روسيا اليوم قال بوتين في كلمة ترحيبية بالمشاركين والضيوف في المنتدى الاقتصادي والإنساني الروسي – الإفريقي في سان بطرسبرغ: “التعاون مع إفريقيا بلغ في السنوات الأخيرة مستوى جديدا، وتعتزم روسيا تطويره لحفز التجارة والاستثمار والعمل معا على حل قضايا بينها مكافحة الفقر، وضمان الأمن الغذائي، ومحاربة التغير المناخي”. كما أكد أن روسيا ستواصل مساعدة البلدان الإفريقية في تعزيز سيادتها ومشاركتها النشطة في حل القضايا الإقليمية والدولية.

وقال: “بالطبع، سنواصل مساعدة الشركاء الأفارقة بكل الطرق الممكنة في تعزيز السيادة الوطنية والثقافية لبلدانهم، وتطوير مشاركتها في حل القضايا الإقليمية والدولية”. وأشار بوتين إلى أن إفريقيا أصبحت اليوم أحد أقطاب العالم المتبلور متعدد الأقطاب، مؤكدا دعم موسكو لتطلعات الدول الإفريقية نحو الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والتقدم.

شعار القمة سيكون تحت شعار “التنمية السيادية” بحلقة نقاش بعنوان “روسيا وإفريقيا: شراكة من أجل السيادة الغذائية”. الجانب الروسي يحاول استباق الأحداث وطمأنة الدول الإفريقية بأن بلاده تعتزم تقديم حلول لمشاكل الغذاء للدول الأفريقية في ظل إنهاء العمل بصفقة الحبوب وهو الملف الأكثر حساسية والأكثر أهمية للدول المشاركة التي تعاني أزمات مالية واقتصادية متفاوتة حيث صدرت روسيا في الأشهر الستة الأولى من هذا العام قرابة 10 ملايين طن من الحبوب رغم العقوبات المفروضة على صادراتها وفى عام 2022 نحو 11.5 مليون طن من الحبوب إلى إفريقيا.

بلغة الأرقام فان المبادلات التجارية بين روسيا والدول الإفريقية ارتفعت في 2022 إلى قرابة 18 مليار دولار، رقم متواضع يراهن الجميع على تعزيزه ومضاعفته وفتح شراكات جديدة لتجاوز الأزمات القائمة بعد تداعيات أزمة كوفيد وما أفرزته الحرب الروسية في أوكرانيا..، يقول بوتين عشية افتتاح القمة “أن الشركات الروسية تولي اهتماما كبيرا للعمل في القارة الإفريقية ضمن مجالات عديدة بينها التكنولوجيا المتطورة والاستكشاف الجيولوجي، وكذلك قطاع الوقود والطاقة، بما فيها النووية”.

-ضغوط أمريكية فرنسية لإعاقة القمة

ولا يخفي الكرملين امتعاضه من الضغوط الأمريكية والأوروبية على القمة وفي هذا الصدد أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أن كل الدول الإفريقية تعرضت لضغوط غير مسبوقة من الولايات المتحدة وفرنسا ودول غربية أخرى لإعاقة القمة الروسية – الإفريقية في سان بطرسبرغ.

وقال بيسكوف للصحفيين “إن جميع الدول الأفريقية تقريبًا تعرضت لضغوط غير مسبوقة من الولايات المتحدة وفرنسا ودول غربية أخرى وهو أمر مدان، فالسفارات الفرنسية لا تزال تحاول منع هذه الدول من حضور القمة، والبعثات الغربية الأخرى تساهم بنصيبها في هذا الجهد لإعاقة هذه القمة، وخفض تمثيل الدول الأفريقية فيها. وترفض روسيا الاتهامات الفرنسية لها بمعاداة فرنسا وتعتبر أن ضعف فرنسا وتراجع موقعها ونفوذها في إفريقيا مرده سياستها الاستعمارية وفقدانها نفوذها السياسي والاقتصادي. المسؤول الروسي يقول “إن لم تستطع التعامل مع المشاكل الأمنية ومحاربة الإرهاب في هذه القارة وهذا هو السبب الرئيسي لضعف موقفها هناك. وأن الدول الإفريقية تبحث عن شركاء أكثر موثوقية ليس فقط من الناحية السياسية، ولكن أيضا من الناحية العسكرية للمساعدة في حل المشاكل الأمنية ومحاربة الإرهاب في إفريقيا”، وهو ما يعكس أيضا الصراع الروسي الغربي على إفريقيا والتنافس القائم لفرض موطئ قدم في القارة التي تمثل سوقا واعدة بحول 2050 تمثل مليار ونصف ساكن فضلا عن ثروات باطنية تغري القوى الإقليمية والدولية للتنقيب عنها والاستثمار فيها …

والقمة الإفريقية الروسية على غرار القمة الأمريكية الإفريقية والقمة الصينية الإفريقية والقمة اليابانية الإفريقية والتركية الإفريقية تأتى في سياق سباق القمم الأفريقية لتنويع وتوسيع الشراكات تحسبا للتحديات المستقبلية وذلك رغم أن القارة السمراء تظل عنوان للكثير من المآسي والحروب والصراعات والمجاعات التي تدفع بالآلاف إلى قطع الصحاري والبحث عن طريق للوصول إلى الضفة الأخرى للمتوسط من أجل فرصة للحياة.. كما تأتى في سياق تداعيات الصراع بين روسيا والغرب واستمرار المخاض المعقد للنظام العالمي الجديد الذي تتناحر على رسمه واشنطن وموسكو باعتماد حروب بالوكالة …

ويمكن أن تكون إفريقيا فرصة أمام بوتين للهروب من العزلة والعقوبات الدولية، وموطئ قدم، في ظل تداعيات الحرب على الدول الإفريقية التي تجد نفسها ضحية لهذا الصراع.. وربما يدفع الصراع بين روسيا والغرب أفريقيا أن تتحول إلى ساحة بديلة لفرص الاستثمار وشريكا استراتيجيا مطلوبا لروسيا والصين، واستبدال إفريقيا بأوروبا بسبب العقوبات المفروضة عليها على وقع العقوبات الاقتصادية الغربية على روسيا وتجميد الأموال والاستثمارات الروسية ومنع روسيا من المشاركة في الدورات الرياضية الكبرى ..

 ويبدو أن روسيا تريد تعزيز موقعها في إفريقيا عبر استثمارات ضخمة في الغاز والنفط مع مصر والجزائر ليبيا علما وأن روسيا لديها عقود مهمة لاستخراج الذهب من السودان، ولديها قاعدة عسكرية في هذا البلد الذي تمزقه حرب الجنرالات منذ مائة يوم .

-القمح الروسي لإنقاذ إفريقيا …

 لاشك أن المحور الأساسي في القمة والذي يدفع الدول الإفريقية ويغريها بالمشاركة يرتبط أساسا بالأمن الغذائي والتزام روسيا بما وعدت به من تقديم لصفقات القمح للدول الإفريقية التي تراهن بذلك على تجاوز مجاعة وشيكة وهي مسالة إن تحققت فستمنح الشراكة الإفريقية الروسية دفعا مهما وتعزز موقع روسيا في القارة التي تستورد بـ50 مليار دولار غذاء في العام.

وحسب ما تم تسريبه فان القمة ستعمل على وضع خطة عمل للفترة 2023/2026 لمجالات التعاون ذات الأولوية، حيث تهدف هذه الوثيقة إلى تطوير إمكانات التصدير لمنتجي السلع والخدمات الروس في سياق التعاون الروسي الإفريقي.

كاتبة تونسية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى