canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
آراءموضوعات رئيسية

المغرب والجزائر في أمس الحاجة لإستحضار ومحاكاة إستراتيجية “ديغول” و”أديناور”/ الدكتور طارق ليساوي

خلصت في مقال الخلاف بين المغرب والجزائر تدمير للحاضر وإضرار بالمستقبل، ومصلحة البلدين تتطلب تبني خطوة شجاعة إلى الأمام” إلى أن الخلاف بين المغرب والجزائر تدمير للحاضر وإضرار بالمستقبل، ومصلحة البلدين الأنية والمستقبلية تتطلب التنازل المتبادل وتبني خطوة شجاعة إلى الأمام لتجاوز الخلافات التي تعيق تطبيع العلاقات وفتح الحدود وإطلاق شرارة التعاون والتكامل وقطع الطريق على المشروع الصهيوني الذي سيضر بمستقبل البلدين والشعبين معا، ومن المؤكد أن من سيتخذ هذه الخطوة الشجاعة سيحظى بتقدير كلا الشعبين..

وأذكر أن المقال أعلاه، كتبته كتعقيب على مقال الدكتور محي الدين عميمور، ولم تتح لي الفرصة للإطلاع على تصريحات “إبن الحاجة رحمة” والتي إجتاحت وسائط التواصل الاجتماعي، وأعتقد أن البلدين في غنى عن هذه المهاترات و المزايدات التي ضرها أكثر من نفعها، وتزيد من تهييج الغوغاء.. قضية الحاجة رحمة قضية إنسانية و لا تحتمل كل هذا النفخ و التمطيط، وتصريحات إبنها في غير محلها ومجانبة للصواب تماما، خاصة و أنه في الجزائر صرح بكلام و في المغرب قال كلام أخر.. وهذا أمر كافي لجعل روايته مجروحة.. ما قدمته الجزائر لهذه السيدة من نجدة و عناية و إهتمام يقتضي الشكر والاعتراف بالجميل.. وكما نقول “مول الدار ما يفرط و الضيف ما يتشرط” …

ومن المعلوم، أن العلاقات المغربية الجزائرية تشهد  حالة توثر، و هذا أمر لا يخفى على أحد، لكن مع ذلك تظهر بعض بوادر إنفراج من وقت لأخر، و الغريب في الأمر كلما سجلنا إشارات إيجابية من الطرفين لتطبيع العلاقات أو على الأقل التهدئة، إلا و تتصاعد حدة الانقسام و التهييج على وسائل الإعلام و وسائط التواصل الاجتماعي، بل أن مهمة بعض الكتائب الإلكترونية و بعض الأشخاص، الهجوم على الأصوات العاقلة التي تدعو للتهدئة و إلى رأب الصدع و تغليب منطق الأخوة و التعاون و التكامل بين البلدين..

فالعداوة بين المغرب و الجزائر عداوة وهمية و زائفة، و تتم بفعل فاعل و لغاية في نفس يعقوب، فأولويات البلدين مغايرة لما يتم الترويج له، و منافية للسياسات المتبعة، القائمة على منطق العداء و التنافس المحموم، فنحن عندما ننتقد الوضع العام في بلداننا لا نخدم أجندة أجنبية بل على العكس، عندما ننادي بالديموقراطية و الحكم الرشيد و مكافحة الفساد و منع تهريب الثروة الوطنية إلى الخارج، و ننتقد السياسات العمومية و نحلل مواطن القصور و الضعف، فذلك حرصا منا على إنقاذ أوطاننا من المجهول و تحقيق التغيير الأمن..ندرك جيدا أن بلداننا عاجزة على كل الأصعدة، و حرص الكاتب على تحليل الوضع في الصين و بلدان أسيا الغاية منه تنوير الرأي العام العربي بأن بلداننا لم تحقق أي إنجاز، فهي لم تنجز لا ديموقراطية و لا تنمية و لم توسع خيارات الناس بل ضيقتها، و الأداء الاقتصادي و التنموي مؤشر على فعالية السياسات العمومية…لنقارن و ضع المغرب و الجزائر في 1999 مع وضع تركيا في نفس السنة، و لنقم بمقارنة في 2020، فرق شاسع بين ما تحقق في تركيا و ما تحقق في المغرب و الجزائر يكفي أن الناتج القومي الإجمالي لتركيا في العام 2020 تجاوز الناتج القومي للدول المغاربية مجتمعة…

ad

علينا الإقرار بموضوعية شديدة أن الصراع المصطنع بين الجزائر والمغرب لا يخدم مصلحة الشعبين، و إنما يخدم مصالح الماسكين بالسلطة و مصالح القوى الدولية التي لها مصالح في منطقة المغرب الكبير، فمصلحة المغرب و الجزائر ينبغي أن تنصب على التنمية و مكافحة الفساد والتأسيس لحكم ديمقراطي منتخب ومراقب من قبل الشعب، ودعم التكامل الإقليمي و تعزيز التجارة البينية و تقوية حركة رؤوس الأموال و الاستثمارات البينية، أما سباق التسلح والسعي نحو كسب المؤيدين و شراء الذمم من الجانبين، فذلك لن يجدي نفعا ويرهق ويعيق التنمية بكلا البلدين…

وعلينا التمييز بين موقف النظام و الموقف الشعبي في كلا البلدين، بل بداخل النظام السياسي الواحد هناك إختلاف في وجهات النظر فهناك ” الصقور” وهناك ” الحمائم” فليس هناك إجماع في كلا البلدين على معاداة المغرب أو معاداة الجزائر، لكن طبيعة التوازنات السياسية تغلب هذا الطرف أو ذاك، ونحن على يقين أن مستقبل المغرب و الجزائر سيكون أفضل إذا إستردت شعوب المنطقة حريتها وإرادتها..

 لكن ليسمح لي القارئ الكريم بإثارة موضوع في غاية الأهمية وليتسع صدر إخواننا في الجزائر لهذه الملاحظة، فلست في حاجة لتأكيد على أن الشعب المغربي يعتبر القضية الفلسطينية قضيته الأولى، و الغالبية الساحقة مع فلسطين، لكن علينا أن ندرك أيضا أن قضية الوحدة الترابية مسألة جوهرية لأغلبية المغاربة، ووجه الخلاف مع الجزائر هو دعمها لجبهة البوليساريو، فإذا كان هذا الدعم مبدئي للجزائر كما يصرح مسؤوليها، فإننا نستغرب كيف لا تدعم بنفس القوة والحسم تقرير المصير في الباسك و كردستان و إيرلندا الشمالية و تركستان الشرقية؟

وإذا كان النظام الجزائري حقا كما يقول داعما للقضية الفلسطينية وللعروبة، فمن باب أولى كان عليه الإشادة بموقف الشعب المغربي و الذي في كل خرجاته واحتجاجاته، يمرر رسالة سياسية لا تخفيها العين، مفادها أن التطبيع لا يعبر عن إرادة الشعب المغربي..

للأسف، هناك من سبقنا لقراءة سيناريوهات المستقبل، ويعمل اليوم على وأد حلم النهوض والوحدة والتكتل والتكامل الإقليمي، متنكرا في لبوس القضية الفلسطينية، فلقد تبين لي أن ” النظام الجزائري الحالي” يرفع كلمة حق يراد بها باطل… وعلى هذا النظام ان يبتعد عن منطق التصعيد والتأمر على المغرب ووحدته الترابية، والله إنني أحب الجزائر كحبي لبلدي المغرب، و قبلهما معا أعشق فلسطين، و ميزان الكره و الحب- بالنسبة لي –الموقف من فلسطين..

لذلك، أتوجه بنصيحة موضوعية و صادقة للنظام الجزائري، وموقفي من النظام المغربي معلوم فوكالة الأنباء الجزائرية، تعلم جيدا أني لست من المطبلين لإنجازات و فتوحات الحكومة المغربية، فقد قامت وكالة الأنباء الجزائرية أكثر من مرة بنقل مقالاتي المنشورة حصرا برأي اليوم اللندنية ونشرها على موقعها لتصفية الحسابات السياسوية مع النظام المغربي، وقد نشرت بيانا برأي اليوم اللندنية أندد فيه بهذا السلوك الغير مهني، فموقفي الناقد و المعارض لبعض السياسيات العمومية في المغرب مصدره حبي لوطني و خوفي من تفجر الأوضاع، ولا داعي لتوظيف كلامي لتصفية حسابات سياسية لا معنى لها، خاصة وان هناك مخططات سوداء تحاك لتفتيت المفتت و تفكيك المفكك..

وما دام أن موضوع الخلاف بين المغرب والجزائر “خلاف تاريخي كما صرح وزير خارجية الجزائر السابق السيد “رمضان العمامرة”، فمن باب أولى تشكيل لجنة خبراء تضم مؤرخين و خبراء من الجانبين أو مستقلين، غايتها تقديم رواية موضوعية على ضوءها يتم تحديد المسؤوليات وتصفية الخلافات التاريخية العالقة، مع العلم ليس هناك خلافات حادة بين البلدين إلى تلك الدرجة التي تفرض غلق الحدود و قطع العلاقات الدبلوماسية و قصف البيانات المستمر من الجانبين..

فعلى الضفة الأخرى للمتوسط وأعني الإتحاد الأوربي قامت حروب دموية بين فرنسا وألمانيا سقط ضحيتها الملايين من الشعبين، و خلفت مأسي وكوارث لا تعد ولا تحصى، ومع ذلك تم تجاوز هذه الحقبة الدموية السوداء وتغلب الجانبين معا على خلافات الماضي من أجل بناء الحاضر و المستقبل، و لا أعتقد أن العلاقة بين المغرب و الجزائر شهدت مثل هذه المأسي..

ومن المعلوم، أن وحدة أوروبا أمكن تجسيدها نهائيا على أرض الواقع، بفضل اللقاء التاريخي “المغلق” بين الرئيس “شارل ديغول” والمستشار الألماني “كونراد أديناور”، حيث أدرك كلاهما أن مناقشة المشاكل المصيرية والحاسمة على صفحات و أثير وسائل الإعلام يقود إلى إجهاض ووأد كل محاولة جادة لحل تلك المشاكل، لذلك فإن ما نفتقده حقا هو استراتيجية وشجاعة وموضوعية وعقلانية زعماء من أمثال شارل “ديغول” و”أديناور”… والله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون…

إعلامي وأكاديمي متخصص في الإقتصاد الصيني والشرق ٱسيوي. أستاذ العلوم السياسية و السياسات العامة…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى