canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
آراءموضوعات رئيسية

هل يخسر الغرب آخر معاقله في الساحل؟.. مسامير في التابوت الفرنسي/عزيز فيرم

في الذكرى الثالثة والستين لاستقلال النيجر عن فرنسا الاستعماريّة، تعجّ صفحات الجرائد والمجلات كما صفحات المنصات بأخبار الإنقلاب العسكري الذي حدث منذ أيام في مشهد ربما كان متوقعا من كثير خاصة بعد ما جرى في البلدان المجاورة وكذا  لكون البلد كان قد لحظ العديد من الانقلابات منذ استقلاله تكلل بعضها بالنجاح والبعض الآخر بالفشل والسقوط.

الانقلابيون العسكر الذين أطاحوا بنظام حكم الرئيس المخلوع محمد بازوما يرفضون لحد ساعتهم إطلاق سراحه رغم المناشدات الدوليّة خاصة الأوروبيّة والأمريكيّة منها وهي دعوات رمتها أيادي العسكر في سلة المهملات، ليست وحدها تلك الدول من دعت بل إن مجموعة إقتصاد دول غرب إفريقيا كذلك جددت تحذيراتها ماهلة العسكر إلى غاية الأحد الداخل من أجل إطلاق سراح الرئيس الشرعي بحسب وصفهم وتركه يزاول مهامه الدستوريّة التي منحه إياها الدستور الذي تمّ تعليقه هو الآخر، لكن يبدو أنّ المجموعة قد لوحت باستعمال القوّة العسكريّة في حال عدم إذعان العسكر لشروطها وإملاءاتها وهو عين الكلام الذي صرحت به وزيرة خارجيّة السنغال.

لكن ربما حصل شيئ من الانقسام داخل صف المجموعة التي تتكون من 15 دولة، حيث أنّ مالي وبوركينافاسو  تعارضان بشدة مسألة التدخل العسكري في النيجر وربما يعزى ذلك إلى كون النظام الحاكم هناك جاء على رأس دبابة وأن الأنظمة المتشابهة تحمي وتساند بعضها بعضا، لكن قبل ذلك تريد هذه المجموعة بارقة أمل عندما أرسلت مفاوضا عنها إلى النيجر للتباحث أو لنقل التفاوض مع زعماء السلطة الجدد ربما لإقامة الحجة البالغة قبل القيام بإجراءات أكثر حزما وشدّة، رغم إن بعضا منها قد ظهر فعلا عندما أوقفت نيجيريا التزويد بالكهرباء ومعها خيّم ظلام عسعسٌ على نيامي وغالبية مدن النيجر.

ردود الفعل الخارجيّة التي تشهد تناغما كبيرا من كثير من الدول والمجموعات تجد لها عدّة تفسيرات، ففرنسا وأمريكا والغرب عموما يخافون من ضياع المصالح الاقتصاديّة لهم ومن زيادة النفوذ والتغلغل الروسي العسكري  بقيادة فاغنر والصيني الاقتصادي، اللذان سيملأن الفراغ الغربي بكل الثقل اللازم في حال سقوط النيجر فعليا بحسبهم وبالتالي سقوط آخر الحصون الغربيّة في الساحل الإفريقي الذي يعد تاريخيا امتدادا لفرنسا  ومصالحها الحيويّة هناك، كذلك هناك هاجس الرعب من الهجرة غير النظاميّة وتكوين جماعات مسلحة ونمو مسألة تهريب السلاح وما يرافقها من انفلاتات أمنيّة مضنية، والحقيقة أن فرنسا تقاتل الان من أجل المحافظة على آخر حاضنة لها في الساحل الإفريقي لها ولجيشها واقتصادها وحاجاتها النوويّة.

الحكّام الجدد يبدو أن لديهم الكثير من الدعم الداخلي وحتى الخارجي لشرعنة ما قاموا به  وإيجاد أرضيّة قانونيّة  في حال موافقة الشعب النيجيري على كل خطواتهم السابقة واللاحقة والتحضير لمرحلة انتقاليّة تخرج البلد من مرحلة التبعية لفرنسا الاستعمارية وتأميم كافة مقدرات البلد المستنزفة، لكن قبل ذلك هل الحكام الجدد لديهم النيّة الحسنة الحقيقيّة في إرجاع البلد إلى شعبه أم أن هناك نوايا غير بريئة؟ ثمّ هل يستطيع أولئك الحفاظ على مكسبهم ومواجهة كل من يريد إسقاط أحلامهم وإنجازاتهم في الماء وإرجاع النيجر إلى نقطة اللاّعودة.

ربما يرى بعض المتابعين والمهتمين بالشأن النيجيري، أنّ ما حدث ليس انقلابا ولكنه تصحيح مسار أو تغيير وضع، فمن أطاحوا بنظام بازوم هم بالنهاية أبناء الشعب النيجيري  ويمثلونه أو على الأقل يمثلون جزءاً واسعا منه، وهم الذين ضاقوا ذرعا من الاستلاب الممنهج لفرنسا في المنطقة ويريدون تأميم ثرواتهم والتمتّع بها، وهو بالنهاية حقٌ مشروع لكلّ أمم المعمورة، ولكن في ظل كذا فرضيّة لحلحلة الأزمة لا نور في الأفق يبدد عتمة الوضع السياسي والأمني والمعيشي داخل الديّار النيجيريّة، في وقت بدأت تتصاعد معه أصواتٌ من كل مكان لتغليب لغة الحوار وتجنيب البلاد والمنطقة ككل الدخول في أُتون حرب ستنشأ عنها آثار سرياليّة لاريب.

كاتب سياسي وروائي جزائري

https://www.facebook.com/aziz.w.firem

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى