canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
آراءموضوعات رئيسية

روسيا تُغلق صفحة بريغوجين إلى الأبد!/ د. حامد أبو العز

في الليلة الماضية لم ينم الصحافيون والمراسلون حول العالم. فبعد نفي وتأكيد أفادت وكالات الأنباء الروسية بأن اسم يفغيني بريغوجين (القائد السابق لمجموعة فاغنر) كان على قائمة المسافرين عبر الطائرة المنفجرة. وبينما سعى البعض لنفي تواجده على متن الطائرة، جاء بيان الوكالة الفيدرالية للنقل الجوي الروسية ليؤكد تواجد قائد فاغنر على متن الطائرة ومقتله دون أي شكوك في ذلك.

هناك العديد من النقاط المهمة للغاية في مقتل قائد فاغنر منها ما يتعلق بروسيا نفسها ومنها ما يتعلق بالحرب الأوكرانية ومنها ما يتعلق بالعلاقة مع الولايات المتحدة وكيف أصبحت الولايات المتحدة تستقي أخبارها من وسائل الإعلام بدلاً من أجهزة مخابراتها المنتشرة حول العالم.

على المستوى الروسي، اللافت في تحطم الطائرة التي كانت تقل بريغوجين هو أنه لم يكن وحيداً على متن الطائرة وبأن هناك قادة مهمين للغاية كانوا مرافقين له على متن الطائرة. ويأتي اسم أوتكين كانا على رأس هذه القائمة وهو النائب الأول لبريغوجين. إذا فرضنا جدلاً بأن القيادة الروسية هي من كانت تقف خلف عملية الاغتيال فيبدو بأنهم خططوا لهذه العملية كي يتم تصفية القادة الكبار لفاغنر. وقد استغلت روسيا تواجد هؤلاء على متن طائرة واحدة للتخلص منهم جميعاً.

الحدث الأهم من مقتل “بريغوجين” وقع قبل يوم واحد من سقوط الطائرة وكان هذا الحدث عبارة عن تعيين قائد مؤقت للقوات الجوية الروسية. حيث تم تعيين “فيكتور أفزالوف” قائداً مؤقتا للقوات الجوية الروسية خلفاً لقائدها السابق “سيرغي سوروفيكين”. سوروفيكين كان قد اختفى عن الأنظار لمدة شهرين كاملين بعد تمرّد فاغنر حيث يُعتقد بأن قائد القوات الجوية السابق والذي كان يطلق عليه لقب “جنرال يوم القيامة” كان متعاطفاً وربما مشاركاً في التمر الذي قادته مجموعة فاغنر ضد القيادة المركزية لروسيا.

إذاً مع عزل سوروفيكين من منصبه ووضعه في الإقامة الجبرية، ومع مقتل بريغوجين ونائبه على متن طائرة ومع أحاديث متداولة حول تنقية الجيش الروسي من العملاء والمتمردين يبدو بأن روسيا تتحضر لمستوى أخر من المواجهة مع أوكرانيا والغرب.

إذا وعلى المستوى الأوكراني فيبدو كما قلنا بأن هناك عملية غربلة في صفوف الجيش الروسي قبل الدخول في المرحلة القادمة من الحرب الأوكرانية، خصوصاً بأن معطيات هذه الحرب تأخذ اليوم منحاً تصاعدياً فيما يخص أولا الفشل الأوكراني الذريع على مستوى الهجوم المضاد والذي دفع الدول الغربية إلى تسليم أوكرانيا طائرات اف 16 الأمريكية لتعويض هذا النقص. ويبدو بأن المواجهة قد لا تنحصر في الحدود الأوكرانية وذلك لإن تسليم الطائرات يعتبر عملاً عدائياً ومشاركة في الحرب إلى الجانب الأوكراني. وعليه فقد جاءت التحذيرات والنداءات الأمريكية والأوربية لمواطنيهم بمغادرة بيلاروسيا في تحرك قد يوحي إلى أن المواجهة بين القطب الروسي والقطب الغربي قد تكون بدأت بالفعل.

وأما على المستوى الأمريكي، فيبدو بأن جهاز الاستخبارات الأمريكي قد تحول إلى جهاز ينشر التقارير الإعلامية التي تنشر وكالات الأنباء الإعلامية العالمية، فلا هم علموا بتمرّد فاغنر ولا هم علموا بمقتله. ويعيد هذا العجز في فهم الأعداء والأصدقاء إلى تلاشي القوة الاستخباراتية الأمريكية وضعف أجهزتها وعدم قدرتهم على فهم الواقع الذي يحيط بهم. وعلينا ألا ننسى بأن الملف الروسي ليس الوحيد في ذلك فالملف اليمني والإيراني والعراقي واللبناني كلها ملفات لا تفقه فيها الولايات المتحدة شيئاً. لنأخذ الملف اللبناني والسوري على سبيل المثال. حيث يبدو بأن المسؤولين في لبنان باتوا على قناعة تامة بأن الولايات المتحدة ليس لها إدراك كامل حول واقع ومشكلات لبنان وبأن جلّ اهتمامهم بات بنصب على حفظ المناصب في البنك المركزي والجيش اللبناني، كما أنها لا تملك خارطة طريق واضحة للتعامل مع الملف اللبناني، ويبدو بأنّ هذا السبب ما دفع كميل شمعون رئيس حزب الأحرار بالتأكيد على ضرورة تطبيق الدستور اللبناني أثناء زيارته إلى أمريكا. وأما في سوريا فهم لم يفهموا بعد بأنّ عشر سنوات من الحرب والمرتزقة لم تنجح في اسقاط الدولة السورية ولا زالوا إلى اليوم محتفظين بنفس الأسلوب والأدوات القديمة.

لقد أصبحت رؤية الولايات المتحدة لهذا العالم المعقد في علاقاته وتحولاته ناقصة لدرجة بأنّ رئيس الولايات المتحدة يظهر وكأنه محلل سياسي وليس كرئيس دولة ليخبر الصحافيين بأنّه لم يفاجئ بمقتل بريغوجين أبداً.

ختاماً، لا بد من الإشارة إلى أنّ القاعدة الأولى التي يتعلمها الجنود في الجيوش هي أنّ مصير الخيانة معروف ومحتوم. من جهة أخرى وفي الوقت الذي انشغل العالم في خبر مقتل بريغوجين، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منشغلاً بالاحتفال بالذكرى الثمانين للانتصار في معركة كورسك، هذه المعركة التي حددت مصير الحرب العالمية الثانية والتي جرت في يوليو 1943 حيث انتصر الجيش الأحمر السوفياتي على الجيش الألماني. ويبدو بان احتفال بوتين بالانتصار في معركة كورسك واغتيال بريغوجين في الوقت نفسه له دلالات بعيدة المدى على الطرف الغربي أن يقرأها بعناية.

باحث السياسة العامة والفلسفة السياسية

كاتب فلسطيني

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى