عجينة في يد السلطان/ المرتضى محمد اشفاق
المسؤول السامي في البلدان المتخلفة عجينة في يد السلطان يدورها، أو يسطحها حسب هوايته ومزاجه، ليس له حول ولا قوة، لا إرادة له ولا رأي، دمية ابلاستيكية بائسة تحركها آلة تحكم من بعيد..مأمور لا آمر.. مفعول به لا فاعل، مجرور لا جار..كل الشعلات منطفئة فيه..الإرادة، والإنجاز، والوطنية..لذلك لا يستطيع أن يتبنى خطة عمل، ولا منهج إصلاح، لأنه مجرد ناظر مؤقت مغلولة يده إلا عن متعة خبيئة قبل تطليقه..وهو مقتنع أنه لن يكمل إنجاز ما رسم، يمسي في مرفق، ويصبح في آخر كما يتقلب المصاب ب(شين اركاد)..ولا يأمن أن تُعجز السجعةُ السلطانَ فيعزله على طريقة: (..أهلا بقاضي قُمْ، قد عزلناك فقُمْ)..
المسؤول في العالم المتخلف ليس مقصودا لذاته، ولا مختارا لكفاءته، هو حصة لولاء، ومداراة للون، وشريحة، وجنس، وتطرف..يسد به الفراغ كما يسد البناؤون الفراغات في الجدران بقطع غير مصنفة متناثرة على الطريق..إذا حلم المسؤول السامي في البلد المتخلف أنه مسؤول كامل الإرادة، وأن له السلطة المطلقة في قطاعه، يتصرف فيه كيف يشاء ومتى يشاء، فاعلم أن الآنسة(اهْرَيْلَّهْ) قد صفقت له..
انتظره في باحة الساعاتي يحدث المارة: كان يا ما كان، في قديم الزمان رجل له شاربان..