امض في سبيلك أيها السيل/ محفوظة زروق
امض في سبيلك أيها السيل لا تحاول أن تهز كياني لتجرني للوراء لأني في الأصل لا أميز بين مسقط رأسي و بقية مناطق بلادي.. و حتى و إن تزاحمت كلماتي على موقع الوصف، لم أعد أملك وقتا للوقوف على الأطلال!
كان بودي أن أتعامل بالتساوي مع جميع مناطق أرضي بل حاولتُ أن أقلل من شأن تكانت رغم طبيعتها الجبلية و لما رأيتُ الماء يتدفق بين الجبال المطلة على القدية العظيمة لم تتركني مشاعري و شأني فسلام يا أرض الشلالات و السيول و الينابيع و رمال كالجوهر المكنون.. سلام يا رئة الأرض، إن لي مآرب بآثار أقدام تركها الغائبون على تلك البطحاء أصيك بها خيراً لا أريد أن تمحوها السيول؛ و ذكريات تركتها في زاوية بيت عتيق لا أحب أن تكون غثاء لسيول سبتمبر التي أستقبلها بالزغاريد من بعيد و أنا على يقين أن الرَّكْنَه ستلبس ثوب النعيم مادامت تنشماط بيدها زمام الأمور..
آه، لو أنني أستطيع التحكم في مشاعري فأخبئ بين الصخور حبي لهذه الديار و أهلها لكن الأمر خارج عن إرادتي ” و للناس فيما يعشقون مذاهب” ..
و عذرا يا صاحب هذه الصورة فقد صادفتني بين الرفوف..