يودّون مَوْتَ فلسْطين لكن الذي يَلِدُ لا يَموتُ / محمد يحيي ولد العبقري
ابتداءً أحيي وأصافحُ وأرفع القبّعة لبسالة وإقدامِ مجاهدي غّزّة الأبية الذين ببطولاتهم وصولتهم المشروعة أعادوا مجد الأمّة على منهاج صلاح الدّين الأيوبي الذي وحَد مصر والشام والحجاز واليمن .
ويعلمنا التاريخُ انه كلما كثُر الطغيانُ و اشتدت الأزمات ظهرت الحاجة إلي المخلّصِ وتهيأت النفوس لقبول الانضواء تحت رايته وفي هذا المناخ يتنزل طوفان الأقصى استجابة للعبث المفْرطِ بالمقدسات والاستمرار في قضْمِ الجغرافيا الطبيعية الفلسطينية للقضاء علي حلّ الدولتين ( دولة مغتصِبة ودولة فلسطين).
وقد لعب الجدار العنصري دورا محوريا في عملية تهجير الفلسطينيين ومن ثمة التفوق الديمقرافي اليهودي في أرض فلسطين ودار الإسراء والمعراج .
ففي السنوات الأخيرة كادت الأمة أن تفقد الأملَ في استبشار إحياء حضارتها التاريخية ,فتسارعت وتيرةُ التطبيع وأصبح سلعة غالية ينشدها الجميع من دون أي مردود سياسي أو اقتصادي حتى إن الاحتلال أصبح ينتقي من بين العرب من يُطبع معه ومن يرفض له ذلك وأصبح أمانُ الأحكام والحكام مربوط بمستوى العلاقة مع الصهاينة و ولاة أمرهم الأمريكيين.
لقد كان التاريخ الحديث على موعد سيقف عنده طويلا بالتحليل و الدراسة بل أعتقد أن تلك الملحمة (الإلياذة) ستكون مادة للتدريس في الكليات الحربية بأسلوبية خاصة لأن ما حصل كان معجزة بامتياز
إذ كيف ينجحُ فصيل محاصَرٌ لأزيد من عشرين سنة في تمريغ أنفِ أعتا قوة في الشرق الأوسط من خلال تصنيعٍ محليٍ لطيران وصواريخ وقذائف أذهل العالم .
إنه العجب العجاب بشهادة العدو لقد كان السابع من أكتوبر وهو يلي زمنيا يوم ست أكتوبر مع ما يرمز له من مجد ,يوما ليس كسائر الأيام ,فيه بدأ اندمالُ الجروح واستعادة الأمل في أن الأمم لا تموت لأنها تلِدُ والذي يلد لا يموتُ.
أما ما يسمي بالعالمِ الحرِّ والصحيح أنه العالمُ المُرُ فلم يعد ينخدعُ به إلاّ الذين لا تفكيرَ لهم من الشعوب أو العاشقين للكرسي أيا كان الثمن والذين يوما ما ستدور الدائرة عليهم اقتداء ب:أكلْتث يوم أكِلَ الثور الأبيضُ..
ثم ما فائدة العروش إن كانت استعبادا وتبعية وذُلا وعارا وكتابة في السجل التاريخي بالدّم والخبث؟
لقد برهن حكامُ الغرب علي زيف مقولة أنهم أصحاب حضارة حيث تهافتوا مثنى وثلاثي وبالعشرات إلى فلسطين دعما للمحتَلِ متناسين أن أحداث السابع من أكتوبر لم تأت من فراغ بل هي نضالٌ من أجل الحرية ودفاعا هن المقدسات.
وكما قال الرئيس التركي رجب طيب أوردوغان :لايمكن لإسرائيل المواجهة ثلاثة أيام لولا الولايات المتحدة وهذا القول تصدقه الدهشة التي انتابت كل الغرب المنافق مع استثناء شعوبهم التي ضاقت ذرعا ببطلان الدعاوي الإسرائيلية حيث تظهر كل مرة في ثوب الضحية بينما الحقيقة أنها الظالم.
لقد كانت وقفات الشعوب العربية والإسلامية والشعوب الحرة معبرة وصادقة وستجبر لا محالة قوى الشرّ علي التفكير في حل الدولتين .
ومن واجب تلك الشعوب كافة كما قال المجاهد:إسماعيل هنية متابعة بل ومضاعفة التظاهرِ أمام مكاتب وممثليات الأمم المتحدة وسفارات الغرب لإحراجهم وفرض الأمر الواقع حيث الواقع في غزة الأبية لا يطاق.
وأما دُويْلَة إسرائيل فإذا لم تتعلم الدرس الآن بالنزول من البرج العاجي فستُلقَنُ وبالمداد الأحْمرِ دروسا أخري تكون زعافا وستندم حين لا ينفع الندمُ.
وأما العشرة آلاف من الشهداء فهم إن شاء الله في الجنة بكافة أصنافهم ومختلف أعمارهم , وما الأبنية المهدمة والأبراج إلا شهادة علي وحشية الغرب بقيادة آمريكا وهو أيضا دليل علي الضعف لا علي الرجولة إذ لا يُعقل أن أمما كبيرة حاصل ما لديها من السّلاح يفوق نصف ما في العالم ومع ذلك يقاتلون فصيلا مجاهدا يناضل من أجل الحصول علي تقرير المصير الذي رسموا في دساتيرهم .
لقد سجل الإخوة في فلسطين ملحمة كبرياء وأنَفة ووفاء ونُبْل مرّغتْ أنف المحتل وأعطت مثالا في علوم العسْكر يُبين للجميع وللأمة العربية بصفة خاصة بأن التفوق الإسرائيلي والقطع الحربية ومقولة :الجيش الذي لا يهزم ,الكل ظهر أنه لا يصمد أمام الإرادة وأعتقد أن العرب اليوم أيقنوا أن الاحتلال زائلٌ لا محالة.
فهنيئا لغزة الصابرة وللمقاومة الإسلامية علي هذا النزال الذي أرجع الكرامة بعد ما كادت تزول كما أن الإبادة الحالية ستكون وقودا لأجيال تأبى الضيم صونا للكرامة وتلهب بطوفان آخر الظالمين.
وليعلم الذين يريدون موْت فلسطين ويخططون له أن الذي يلد لا يموت .
غزة الأبية :اقفزي اقفزي ثم اقفزي حتى الحرية .