آراءموضوعات رئيسية
هل تفسد السياسة ما أنجزته المقاومة ؟/ د. رلى الفرا الحروب
لا شك أن هجوم المقاومة الفلسطينية يوم السابع من أكتوبر جاء في توقيت حرج للغاية.. فعلى الرغم من ملاءمة زمن العملية فيما يخص العدو الإسرائيلي الذي باغتته في أضعف حالاته وتمكنت من دك حصونه وقواعده العسكرية ومطاراته ومستوطناته في ست ساعات، إلا أن الظرف الإقليمي والدولي ، وبعد أكثر من شهرين على طوفان الأقصى، ما زال يخذل هذا الفعل العسكري الاستخباري النوعي ويحول دون تحقيق أهدافه السياسية، بل ويُخشى إن استمر هذا الخذلان من عكس مفاعيل هذا النصر غير المسبوق وتحويل الفرصة السانحة التي وفرتها المقاومة في غزة من أجل فرض حل سياسي شامل يرفع الحصار ويعيد طرح حقوق الشعب الفلسطيني على الطاولة إلى فرصة سانحة للاحتلال لتحقيق المرحلة الثالثة من عدوانه على فلسطين، واستكمال مخططه في الاستيلاء على ما تبقى من أرضها التاريخية بعد إبادة قسم من السكان وتهجير البقية، وهو ما وصفه نتنياهو بشرق أوسط جديد تشكله إسرائيل على مقاسها في أول رد فعل له على عملية طوفان الأقصى.
لقد ثبت من مصادر عدة منها ما ورد على لسان قادة حماس والقسام أنفسهم أن العملية بخطوطها العريضة وأهدافها كانت متاحة ويعرف بها الكثيرون داخل دوائر حماس والمقربين منهم وفي محور المقاومة، ولكن توقيت العملية هو الذي كان سريا ولم يعرف به إلا خمسة فقط من قادة القسام وكبار قادة المكتب السياسي لحماس.
بل، إن صحيفة نيويورك تايمز الامريكية قد كشفت مؤخرا عن أن الخطة قد وردت كاملة قبل عام إلى الاستخبارات الإسرائيلية في وثيقة من 40 صفحة، ولكنها أهملتها على اعتبار ان المقاومة لا تملك هذه القدرات، وأن حماس منشغلة بجمع المال وتشغيل العمال، وحتى تحذيرات الضابطة الاسرائيلية التي قالت انها تصنتت على محادثات بين قادة القسام تفيد بتحضيرهم لعملية كبرى ذهبت هي بدورها أدراج الرياح!
والمذهل أن القسام كانت قد تدربت بصحبة مجموعات اخرى من الفصائل الفلسطينية على تمرين عسكري يوم الثاني من اكتوبر يحاكي أحداث الطوفان يوم السابع من أكتوبر، أي قبل خمسة أيام فقط من العملية، رصدته فرقة غزة، ولكنها لم تحفل به، لأن أجهزة الأمن الإسرائيلية أساءت تقدير نوايا وقدرات المقاومة من جهة، ولأنها كانت تعتقد أن حماس لا تثق بباقي الفصائل، ولا يمكن أن تتدرب معهم تدريبا جديا، ولذلك فقد صنفت هذا التدريب الحاسم قبل العملية باعتباره مجرد اجراء استعراضي!
والمذهل أكثر أن أجهزة الرصد الاستخبارية الاسرائيلية، وبحسب صحيفة نيويورك تايمز الامريكية، ومنذ الساعة الثالثة من فجر السبت 7 اكتوبر وحتى السادسة ( لحظة الهجوم الواسع للفصائل) لم تدرك ما الذي يحدث، وكانت محتارة في تقرير ما اذا كان ما تراه تمرينا ليليا لحماس أو هجوما محدودا، بل إنها لم توقظ نتنياهو من النوم باعتبار ان الأمور تحت السيطرة.
وضمن لعبة “توم وجيري” هذه، فإن يحيى السنوار كان قد دعم قبل عام انتاج عمل تلفزيوني بعنوان قبضة الاحرار يصور الخطة التي تم تطبيقها في طوفان الأقصى بحذافيرها، بل إن أحد منتجي المسلسل المعروف “فوضى” على نت فليكس والمدعوم من المخابرات الإسرائيلية، كان قد طرح سيناريو مشابها لتصويره في إحدى الحلقات، تم استبعاده باعتباره خياليا، فهل نجح السنوار في هزيمة أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ؟ وهل صحيح أن محلليها لا يفهمون حماس ولا السنوار، في حين أن حماس والسنوار يفهمونهم تماما وباتوا يعرفون عنهم كل شيء؟ وهل صحيح أن القسام قد نجحت في مصادرة كم هائل من البيانات من قاعدة رعيم شمال غزة ومن الوحدة 8200 السرية في صحراء النقب في الساعات الأولى من يوم العبور المذهل إلى غلاف غزة وأنها أرسلتها للخارج لفك الشفرة والتحليل؟ وما هي الاسرار التي ستكشفها هذه البيانات الخطيرة إن صحت، في ظل أن قاعدة رعيم كانت تملك كل المعلومات عن غزة والوحدة 8200 كانت تتجسس على الإقليم ودول الجوار؟!
وعودة إلى التوقيت، فإن المشكلة الحقيقية التي تهدد نجاح العملية في تحقيق أهدافها السياسية هي هذا الظرف الإقليمي والدولي الذي جاءت فيه، فهل نجحت حماس في حساباتها الداخلية وأخطأت حساباتها الخارجية؟
في الساعات الأولى من العملية وجه القائد محمد ضيف نداء إلى كل القوى في فلسطين ومحور المقاومة والمنطقة كاملة، وطالب الجميع بالانخراط في المعركة كل من موقعه وبإمكاناته، باعتبارها خطوة حاسمة على طريق الثورة الكبرى لتحرير فلسطين.
الضيف وجه في تسجيل صوتي تاريخي يوم السابع من اكتوبر مدته 6.43 دقيقة نداءا واضحا لشباب الضفة الغربية للالتحاق بالمعركة، طالبا أن ينظموا هجمات على المستوطنات ، وموجها إياهم إلى إسقاط التنسيق الامني واجهزته وإثبات أن انتماءهم للقدس وفلسطين اكبر من كل اوهام الاحتلال، مبشرا بأن الشعب الفلسطيني يعود اليوم الى مشروع التحرير والعودة، ومطالبا الجميع بأن يهبوا لنصرة الأقصى ويهدموا الجدران العازلة. كما وجه نداءه الى الفلسطينيين داخل الاراضي المحتلة عام 48 ، وطالبهم بالمشاركة في الطوفان قتلا وحرقا وتدميرا واغلاقا للطرقات..
النداء ذاته وجهه إلى المقاومة الاسلامية في عموم المنطقة قائلا: “هذا هو اليوم الذي تلتحم فيه مقاومتكم مع اهلنا في فلسطين…ليفهم المحتل انه قد انتهى الزمن الذي يعربد فيه…قد انتهى زمن نهب ثرواتكم..انتهى زمن قتل العلماء والقادة..انتهى زمن القصف شبه اليومي في سوريا والعراق..انتهى زمن من راهنوا على تفكيك الامة وبعثرة قوتها في صراعات داخلية…ان اوان كنس الاحتلال عن ارضنا ومقدساتنا…يا اهلنا في الاردن ولبنان ومصر والجزائر و الباكستان وماليزيا وكل انحاء الوطن العربي والاسلامي..ابدءوا بالزحف نحو فلسطين…انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وانفسكم في سبيل الله….اليوم اليوم كل من عنده بندقية فليخرجها، ومن ليس عنده بندقية فليخرج بكل ما لديه: ساطور بلطة زجاجة حارقة جرافة شاحنة..اليوم يستعيد شعبنا ثورته ويصحح مسيرته، فمن يسجل اسمه واسم عائلته وبلدته في صحائف النور والمجد” ، وطالب أيضا شعوب المنطقة بالتضامن والمساندة بالتظاهرات والاعتصامات المفتوحة..
فكيف جاءت الاستجابة؟ وهل تلقف الظرف الإقليمي والدولي الفرصة أم ضيعها؟ ومن سيفوز في معركة عض الأصابع التي يقصف فيها الاحتلال المدنيين وينتصر على الاطفال والنساء في مجازر يندى لها جبين الإنسانية في محاولة لا أخلاقية لابتزاز المقاومة للرضوخ والاستسلام، في حين ينتصر عليه رجال المقاومة عسكريا وعلى الأرض وبشرف وبسالة منقطعة النظير ويحطم آلياته ويذل جنوده؟
كيف جاءت الاستجابة؟
ـ أولا: في الاراضي الفلسطينية المحتلة
على الرغم من أن الضفة الغربية لم تلب نداء الضيف إلا بصورة محدودة لم ترتق إلى مستوى الحدث، إلا أن الجيش الاسرائيلي كان لها بالمرصاد، وشن هجمات استباقية على بؤر المقاومة العشرة في الضفة لإجهاض أي محاولة لتوسيع المعركة ميدانيا أو الإطاحة بسلطة التنسيق الأمني، وهو الامر الذي لو حدث لتغيرت كل المعادلة السياسية والأمنية.
وفي القدس تواصل مسلسل التنكيل بأهل القدس وتجريدهم من ممتلكاتهم والتحرش بالمرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى لمنعهم من الالتحام مع نداء الضيف، وفي عموم الاراضي المحتلة عام 48 فرضت اسرائيل قيودا مشددة على الحق في التعبير، ومنعت فلسطيني الداخل من التعبير ولو بكلمة في بوست او تغريدة عن نصرتهم لغزة، لأن ثمنها الاعتقال والتنكيل والتهديد والترهيب، بل إن هذا الارهاب الاسرائيلي طال حتى الصحافيين ونواب الكنيست العرب وسائر النشطاء.
وزير الأمن الداخلي ايتمار بن غفير بدوره لعب دورا خطيرا برفقة الحاخامات مثل يسرائيل بن هاس وغيره، وبرخصة من نتنياهو وحكومة أقصى اليمين المتطرف، وانصب دوره على تحريض المجتمع الاسرائيلي وتوزيع اكثر من 200 الف قطعة سلاح على المستوطنين، حاثا اياهم على قتل جميع الفلسطينيين دون تمييز بما في ذلك الاطفال لانهم سيكبرون ويقاتلونهم، موظفين مفاهيم الحرب الدينية ومطوعين نصوص التوراة لتصوير الفلسطينيين باعتبارهم خلف العماليق ومطلوب محوهم من تحت السماء. هذا التحريض المشين يشمل الفلسطينيين في الـ 48 و67.
ولكن، وعلى الرغم من كل حملات الاعتقالات والمداهمة والتنكيل، فقد حاول بعض الشباب المقاومين، لا سيما المنتمين الى الفصائل تنفيذ عمليات فردية أو ثنائية، بعضها نجح، وبعضها تم إجهاضه بسرعة، وما زال جيش الاحتلال ينكل بالفلسطينين ويعتقلهم إداريا دون توجيه تهم او محاكمات ويعاملهم في الاسر معاملة ثأرية متوحشة لا تقل في إجرامها عن ممارسات النازيين في معسكرات الاعتقال، وما زال دور سلطة التنسيق الأمني محبطا ولا يقل في تأثيره السلبي عن مجمل سياسات الاحتلال في غياب أي قيادات قادرة على تحدي النهج القائم وتصحيح مسار السلطة.
ـ ثانيا: محور المقاومة
- حزب الله: جاء طوفان الاقصى ونداء الضيف في توقيت بالغ الحرج بالنسبة لحزب الله، فلبنان ومنذ أربع سنوات منهار اقتصاديا (بفعل مؤامرة مشتركة بين الامريكيين والقيادات اللبنانية الفاسدة)، وممزق سياسيا بين أمراء الطوائف وارتهاناتهم للقوى الخارجية، وبلا رئيس دولة، وبلا تحديد لهوية قائد الجيش المقبل، وتدير شؤونه حكومة تصريف أعمال، والشعب منقسم في ولاءاته العمياء والمصلحية بين الفرقاء السياسيين، ولا إجماع على المقاومة، والإدارة الامريكية وحلفها الاستعماري حركت حاملات طائراتها وغواصاتها النووية وبوارجها الى المنطقة في رسالة واضحة تحذر حزب الله وإيران من توسعة المعركة.
وعلى الرغم من ذلك، ومع أن قرار نصر الله كان أقرب إلى الاختبار العسير، إلا أنه قرر الانخراط في المعركة في اليوم الثاني مباشرة، ولكن ضمن حد أدنى ، وضمن قواعد اشتباك عسكرية محددة تحقق وظيفة الإشغال لجيش العدو، ولكن ليس وظيفة التأثير أو الحسم، في محاولة لإمساك العصا من المنتصف.
في الوقت ذاته، فإن حسن نصر الله حرص على إبقاء خياراته مفتوحة ومرتبطة بسير المعركة على الأرض بالنسبة للمقاومة، لأنه يدرك تماما أن سقوط المقاومة الفلسطينية معناه الالتفات فورا إلى حزب الله إما بحرب ضروس وإما بصفقة سياسية إجبارية تجرده من سلاحه، لأن إسرائيل لا يمكن أن تسمح باستمرار حزب الله كتهديد استراتيجي لها في الشمال.
خيارات نصر الله تبقى أكثر ما يقلق أميركا وإسرائيل، علما بأن حزب الله يملك طيفا واسعا من البدائل في حال قرر التصعيد لنصرة المقاومة في غزة، لا سيما بوجود عناصر من الفصائل الفلسطينية والعراقية في الجنوب تنتظر كلها الفرصة للانخراط في عمليات نوعية توجع الاحتلال.
- إيران: هي بدورها في وضع لا تحسد عليه، فهي منهكة بحصار اقتصادي خانق فرضته عليها اميركا منذ عقود، وتعاني من انقسامات داخلية وصراعات أهلية متلاحقة منذ سنوات جراء الحكم الثيوقراطي الذي يحرم الشعب من كثير من حقوقه، لا سيما النساء والأقليات، وملفها النووي يراوح في المحافل الدولية بعدما نقض الرئيس الأميركي السابق ترمب الاتفاقية التي عقدها سلفه، وعلاقاتها مع محيطها العربي متوترة، وإن كانت الصين قد نجحت في تحقيق انفراجة محدودة مع السعودية، بل إن جوارها العربي كان قد قرر الانخراط في حلف امني شرق أوسطي مع كل من اسرائيل واميركا في مواجهتها، وهو ما سمي في حينه بالناتو الشرق الاوسطي، وهو الحلف الذي سرعان ما تبين بعد طوفان الأقصى أنه حلف للقضاء على محور المقاومة كله على دفعات، وصولا إلى الجائزة الكبرى: إيران.
ولا أدل على ذلك من إرسال الحلف الاستعماري الذي تشكل على الفور إثر طوفان الأقصى بأطنان من المساعدات العسكرية الى اسرائيل، فاميركا ارسلت بارجتين : فورد وايزنهاور بالاضافة الى غواصة نووية وقوات الدلتا ومرتزقة من شركات أمنية، بالاضافة الى سرب من طائرات A-10التي وصلت الى قاعدة الظفرة في الإمارات لدعم إسرائيل وردع أي هجمات، وبريطانيا ارسلت سفينتين حربيتين وطائرات هليكوبتر ومراقبة، في حين أرسلت المانيا وفرنسا وايطاليا وهولندا مالا ورجالا وسلاحا ومستشارين ومقاتلين ومسيرات ومرتزقة أمنيين، وتستعد لإرسال ذخيرة للسفن الحربية، علما بأن حاملة الطائرات جيرالد فورد هي احدث حاملات الطائرات النووية الامريكية، ومعها 4 الى 6 مدمرات وطرادات عادة، وعليها نظام الدفاع الصاروخي اجيس، ووجودها المعلن يأتي من أجل تأمين المجال الجوي الاسرائيلي من اي ضربات مفاجئة يمكن ان تأتي من ايران، في حين أن هذه التحشدات في الواقع تستهدف إرهاب إيران وحلفائها وتحذيرهم من توسعة المعركة.
2 ـ إيران، وبسبب حساسية موقفها إزاء كل ما تقدم، واستهدافها من قبل أميركا وإسرائيل ومجموعة السبعة الكبار، أعلنت مرارا أنها لم تعرف بالطوفان ولن تشارك فيه، ولكنها أبقت الاحتمالات مفتوحة امام حلفائها في حركات المقاومة لاتخاذ قرارات لا مركزية بالانخراط كل من موقعه وحسب ظروفه، ولكنها تدرك تماما أن الدور قادم عليها في حال سقوط المقاومة في فلسطين ولبنان، وتدرك أن ما يحدث في غزة الآن مصيري بالنسبة لمحور المقاومة كله.
- 3 ـ سوريا: نظام الأسد في أسوأ حالاته، فالبلاد تمزقها صراعات أهلية لم تهدأ، وباتت مرتعا لقوى الاحتلال في شمالها وشرقها وجنوبها، وثرواتها النفطية تحت سيطرة تنظيم قسد والأمريكيين، ومنظومة الدفاع الجوي تم تدميرها، والجيش عرضة للاستهدافات من كل الأطراف وعلى رأسها إسرائيل، والاقتصاد في الدرك الأسفل ومعه العملة النقدية والمعنويات، والساحة مستباحة من كل استخبارات العالم بعدما باتت مسرحا لحرب بالوكالة منذ عام 2011.
الساحة السورية غير مرشحة لانخراط جدي في المعركة، ما لم يأت ذلك الانخراط من خلال المقاتلين العراقيين والفلسطينيين الذين قد يسمح لهم النظام السوري باستخدام الحدود مع الجولان المحتل قاعدة لشن هجمات ضد إسرائيل.
هذا التدخل لن يحدث إلا في حال استشعر المحور أن المقاومة في غزة ستهزم، وان التحالف الغربي سيفرض أجندته السياسية على القطاع وعموم فلسطين المحتلة والمنطقة ما بعد تفكيك المقاومة.
- 4 ـ العراق: ليس أحسن حالا من سوريا ولبنان، فالانقسامات الطائفية تأكل نسيجه السياسي والاجتماعي، وفساد المليشيات وبطشها دمر اقتصاد البلاد وزعزع أمنها الداخلي وفتت وحدتها، وأضعف الروح المعنوية للشعب بعدما مزقه الى شيع وأحزاب يحارب بعضها بعضا. كما أن العراق لا يملك صواريخ بالستية يمكنها أن تطال أهدافا في إسرائيل.
ومع ذلك، فإن بعض الجماعات المسلحة كالمقاومة الاسلامية في العراق أعلنت نصرتها لغزة، وشنت بدورها سلسلة من الهجمات بالمسيرات والصواريخ والقذائف على قواعد عسكرية امريكية في العراق وسوريا ضمن رسائل تحذيرية متصاعدة الوتيرة، كما أعلنت فصائل أخرى استعدادها للانخراط في حرب التحرير الكبرى ومنها عصائب اهل الحق وكتائب حزب الله وقوات بدر، ولكن الفعل على الساحة العراقية لم يتجاوز حيز التضامن إلى حيز التأثير حتى اللحظة.
وتحرك مئات المقاتلين العراقيين الى سوريا ولبنان في حين احتشد الاف منهم على الحدود مع الاردن، وإن كانت حركة المقاتلين باتجاه الجولان ومزارع شبعا المحتلين مفهومة في اطار الاستعداد لتنفيذ عمليات فدائية عبر الحدود توجه ضربات مباغتة الى مدن الشمال وشمال الشرق الاسرائيلية، فإن التحشدات على الحدود الأردنية ما زالت رسالة غامضة غير واضحة الدلالات.
- اليمن: جاءت استجابة حركة أنصار الله وجيش صنعاء واضحة منذ الدقائق الأولى، حيث هدد أنصار الحوثي بانخراطهم في المعركة في حال تدخلت الإدارة الامريكية في الصراع، ثم سرعان ما تطور ردهم الى ارسال صواريخ ومسيرات لم ينجح معظمها في إصابة أهدافه بعد ان تم اسقاطها من دفاعات جوية عربية وإسرائيلية وأمريكية، ثم تطور المشهد الى الاستيلاء على سفينة مالكها اسرائيلي، ثم إصابة سفينتين اخريين اسرائيليتين بعد تحذيرهما بعدم المرور، واطلاق صواريخ باتجاه المدمرة الأمريكية كارني. وهذه الرسائل مجتمعة تهدف الى تحذير التحالف الاسرائيلي الغربي بان الحوثي لو شاء بوسعه ان يشل حركة التجارة في باب المندب والبحر الأحمر وبحر العرب.