canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
آراءموضوعات رئيسية

في معركة تحرير الأوطان ينتصر الشرفاء والأحرار/ طارق ليساوي

عطفا على مقال “على خلفية رحيل المجاهد محمد بنسعيد آيت يدر: الهوية الوطنية بين الاستعمار و الإستقلال…”، مررنا مرور الكرام على رمز وطني تونسي و عربي خالد، ألا وهو الشهيد ” فرحات حشاد “رحمه الله، الذي اغتالته ايادي الغدر من عصابات المستعمر الفرنسي بتاريخ 5 دجنبر 1952، بمنزله بالعاصمة التونسية ” تونس” ..

و نعود في هذا المقال لكي ننصف هذا الرجل و نضع صورته على يمين فقيدنا الغالي المقاوم الشيخ الجليل محمد بن سعيد أيت يدر، و لكي ننصف من خلالهما جميع رجالات الحركة الوطنية المغاربية و العربية، الذين إن لم تطلهم عمليات الاغتيال و التصفية الجسدية، فإنهم عانوا بالمقابل من الاغتيال المعنوي و الرمزي، و حل محلهم خونة الأمس من أعوان الاحتلال الغاشم ..

و يذكر أباءنا و أجدادنا بفخر كبير إسم هذا الرجل “فرحات حشاد” كذكرهم للمهدي بن بركة و عمر المختار و عبد الكريم الخطابي رحمهم الله جميعا و أسكنهم فسيح جناته..رغم أنهم لم يتبوؤوا سدة الحكم في بلدانهم، و لم يجدوا و لو مكانا لذفن جثامينهم، فهناك من يقبع تحت تراب المهجر إلى يومنا، وهناك من لا قبر له أساسا، شأنهم شأن هوية هذا الوطن من المحيط إلى الخليج، مقبورين و مستبعدين و محرومين من حق التكريم و التعريف و التخليد، و لا يمكن بأي حال من الأحوال إسترجاع هوية البلد المختطفة، مالم يتم إحياء ذكرى هؤلاء الرجال و الشهداء الأبطال، وتدريس سيرهم كأحد كبار رواد حركة التحرير و السيادة و الاستقلال..

فلا يمكن بطبيعة الحال –مع إحترام الفارق-أن نستحضر سيرة تاريخ الإسلام دون ذكر سيرة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وسيرة صحابته الكرام، الذين قادوا معركة التحرير الكبرى، والتي أوجزها الصحابي الجليل ربعي بن عامر رضي الله عنه، في الكلمة التي وجهها لرستم قائد جيش الامبراطورية الفارسية عند التفاوض معه: “لقد ابتعثنا اللهُ لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة”..

ورسالة زعيمنا الشهيد فرحات حشاد، كانت استمرارا لهذه الدعوة المباركة، والتي رغم قصر عمره الذي لم يتعد 41 سنة ساعة إغتياله، لكن إستطاع ترجمتها وتنزيلها في القرن 20، ووحد حولها كل الشعوب المغاربية العربية، وخاصة بمغربنا الأقصى.. حيث أطلق حدث إستشهاده شرارة معركة التحرير الكبرى خارج وطنه تونس، فقد أظهرت الجماهير المغاربية تعاطفا وتضامنا كبيرا مع هذا الحدث الدامي، وتبعا لذلك رفعت من وثيرة مقاومتها للمحتل الفرنسي، ورفعت سقف مطالبها، باسترجاع السيادة وتمكين الشعوب من تقرير مصيرها..

والسؤال المهم والمطروح بحدة إلى يومنا هذا، وبعد مرور نحو 6 عقود ونيف، على مايسمى بالإستقلال: متى سيتم طرد القوى الاستعمارية من بلداننا المغاربية والعربية، طردا كاملا لا منقوص، ثقافيا وإقتصاديا وعسكريا وعلميا و لغويا وتكنولوجيا؟ متى سننجح في تحقيق التحرير الكامل وتحقيق نهضتنا بسواعدنا و عقولنا ورجالنا ونساءنا دون خجل أو مركب نقص ودون طلب سند أو عون من الأعاجم الأغيار؟

والواقع أننا لانريد أن نرى طرفا منا أو حاكما من بني جلدتنا يستعين بحاكم أجنبي، أو يعمل بتنسيق مع جهات أجنبية من أجل إخماذ انتفاضة إجتماعية أو سياسية ذات مطالب مشروعة، لا نريد تكرار ذات سيناريو “محمد المتوكل” الذي إستنجد في نزاعه على السلطة مع عمه السلطان أبو مروان عبد الملك، إستنجد بالبرتغال وبالنصارى بقيادة الملك ” سبستيان”، في معركة وادي المخازن والتي قامت بين بلاد المغرب و تحالف ضم البرتغال والقوات البابوية ومرتزقة أوروبا الصليبية، بتاريخ 30 جمادى الأخرة 986ه 4 أغسطس 1578 م..و لا بإستنجاد الملك السعودي أو الأمير الكويتي في 1991 لطرد القوات العراقية من الكويت ..كما لا نريد الاستعانة بأعداء الأمة المشهود بعداوتهم  لنا بنص القران الكريم و السنة النبوية الشريفة..بغرض تأمين و ضمان أمننا الغدائي أو الدوائي أو السيبراني أو الحدودي، و اللبيب بالإشارة يفهم!!

و بهذه المناسبة نذكر عموم المواطنين المغاربة أن التمور الإسرائيلية المغتصبة من أرض فلسطين المحتلة، وصلت إلى السوق المغربي مع إقتراب شهر رمضان الفضيل، و أسماء التمور معلومة و معروفة لمن يريد أن يعرف، و على كل مواطن شريف أن يتحرى قبل أن يشتري ما سيضع في جوفه من طعام أو شراب، و من باب أولى التأكد من سلامة منشأ التمور و غيرها من السلع..و ندعو جميع المواطنين إلى مقاطعة التمور الصهيونية المغتصبة من أرض فلسطين المحتلة و المسروقة من أهلها، و ندعو التجار الشرفاء إلى عدم عرضها أو إستيرادها من الأساس، خاصة و أن التمور الجزائرية و التونسية و الليبية بجودة عالية وهي من تربة  أوطاننا الحبيبة و بسواعد إخواننا في العقيدة و الوطن..

كما ندعو بالمثل إلى مقاطعة البرامج و المسلسلات التلفزيونية الحاملة لبذور التطبيع مع الكيان الصهيوني و المطبعة مع أجندات الشذوذ و غيرها من الأجندات المشبوهة و المسمومة..

كما ندعو كافة الشرفاء إلى دعم غزة الأبية بكل السبل الممكنة، و عدم الإكتفاء بالدعاء، فالدعاء وحده لا يكفي، و إنما ينبغي أن ندعمها بالأفعال و المواقف الملموسة، و أضعف الإيمان الإمتناع عن دعم الظالمين و المشاركين في الحصار و القصف، و دعمهم من جيوبنا بإقتناء بضائعهم و سلعهم وخدماتهم، فسلاح المقاطعة سلاح فعال و سريع التأثير..

فقوة المنطقة اليوم ليس فيما تملكه من أسلحة. فمهما يكن حجم هذه الأسلحة فهو لن يضاهي ما تتوفر عليه القوى العظمى. لكن قوتها – المنطقة العربية – تكمن في إرادة الشعوب و ثباتها العقائدي، فشعوب المنطقة رغم حالة التجهيل و التفقير الممارس عليها من قبل أنظمة غاشمة تحظى بغطاء أجنبي . إلا أن هذه  الشعوب لازالت تؤمن بأحقيتها في تقرير مصيرها، فنحن نشاهد ما حققته المقاومة الباسلة في غزة، و كيف نجحت في تركيع العدو الصهيوني و إفشال مخططاته، و كيف نجح الحوثيون في فرض شروطهم على قوى عظمى و تغيير أجنداتها، و هذا ليس بالأمر العجيب أو الفريد على أمة محمد عليه الصلاة و السلام التي نجحت في مناسبات عدة من كسر شوكة أعداء كثر بدءا من الصليبين القدامى و المغول إلى الصليبين الجدد ..

و هذه الإنتصارات قاسمها المشتركة أنها جاءت من فئة مؤمنة متمسكة بكتاب الله و سنة رسوله، و حملت لواء الجهاد في سبيل الله دفاعا عن الأوطان و العقيدة و الإنسان، و رفعا لكلمة العدل و الإنصاف ..لذلك ليس مستغربا اليوم أن يكون الإسلام هو نقطة الإستهداف و بؤرة القصف و التقويض، عبر إستحداث جماعات و جهات تحسب على الإسلام شكلا و لكنها تحاربه جوهرا عبر تحريف تعاليميه و تشويه مبادئه و قيمه السامقة ..و يكفي فقط إستحضار تجربة الجماعات التكفيرية و الدواعش و بعض من يحسبون عن السلفية و أخص بالذكر تيار “المدخلية”  و “الجامية” و من يدور في فلكهم ..

فعندما يخرج من يشكك اليوم في المقاومة الفلسطينية و بخاصة “حماس” و غيرها من الحركات التي تكبد العدو الصهيوني خسائر فادحة على أرض المعركة، و لم تغل يدها في سفك دماء المسلمين كما فعل غيرها، فإننا نرى أن هجومها لا يصب إلا في مصلحة الصهاينة و أعوانهم، و الغريب أن الصحافة الصهيونية دعت الحكومة الصهيونية إلى دعم مثل هذه التيارات ” الحليفة لإسرائيل”، و هذه التيارات الدخيلة غايتها  تأبيد الاحتلال و الإستبداد و الحكم الجبري الفاسد ..بدعوى عدم مخالفة الحكام، و هؤلاء نسوا أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق…

فأفضلية هذه الأمة نابعة من إتباعها لرسالة الإسلام، ومن مناهضتها للظلم و الجور بكل أشكاله، فهذه الأمة في عصورها المختلفة احتضنت كل المضطهدين، و حركت الجيوش لنصرة المستضعفين، والتاريخ لا يمكن مسحه بأباطيل حركات التبشير و الصهيونية المتجبرة، فاليهود ذاتهم عندما طردتهم أوروبا في العصور الوسطى، فروا إلى مسلمي الأندلس وعندما طرد المسلمين من الأندلس لحق بهم اليهود، فمعظم العواصم العربية لازالت تحتضن أحياءا يهودية بين أسوارها في تعبير حي وملموس على عظمة الإسلام وتسامح أهله ..رحم الله شهدائنا الأبرار .. و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون ..

 كاتب وأستاذ جامعي

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى