أوجاع تتكرر../ المرتضى محمد أشفاق
أمس ظهرت لافتات التعريف بالدول العربية مكتوبة بالحرف اللاتيني في قمة عربية..
الرسالة الأولى لآمريكا وربائبها أن لا تخافوا ولا تحزنوا، ففي إقصائنا لحرفنا العربي، واستبداله بالحرف اللاتيني أبلغ إشعار أن الأمة انتقلت من حالتي الركوع والانبطاح، إلى وضعية السجود والعبادة..
غياب الحرف العربي هو أحقر ثلاثة أوجه لكتابة لافتات التعريف بالدول العربية، في دولة عربية، في قمة عربية..
حالة التنازل الأولى: أن يظهر الحرفان والعربي فوق اللاتيني وفي ذلك دليل على أن الحرف العربي ضعيف يحتاج إلى إسناد، لأنه لا يستطيع أن يقف وحده..
الحالة الثانية: أن يظهر الحرفان ويكون الحرف العربي أسفل الحرف اللاتيني، وعندئذ يكون تابعا، وظيفته الترجمة، وهذا هو قعر الإذلال(قلت قعر، لأن الإذلال هابط لا قِمَّة له)..
الوجه الثالث -ولم أر له في نعوت الفظائع مرادفا- أن يغيب الحرف العربي تماما، ويبقى الحرف اللاتيني هاديا، ودليلا للعرب إلى مقاعدهم في عاصمة عربية، في قمة عربية للحديث عن حرب إس رائ يل على غ زة
الرسالة الواضحة التي لا تحتاج إلى ترجمة، ولا تأويل من ظهور الحرف اللاتيني وحده على تلك اللوحات التعريفية في قمة عربية، وتغييب الحرف العربي:
اللوحة هي الأرض، والحرف اللاتيني هو المحتل، أما الحرف العربي فهو العرب وقد غيب.. أليس في هذا تشريعا للاحتلال، ومباركة لتهجير العرب عن أرضهم المغتصبة؟..
أحزنني مرتين كلام ممثلة الإمارات العربية المتحدة في الأمم المتحدة باللغة الإنكليزية في اجتماع مناديب الدول لنقاش قرارات تتعلق بالحرب على غ ز ة..
وأحزنني اليوم حديث ممثل الجزائر في الأمم المتحدة بلغة أجنبية، تذكرت، وترحمت على هواري بومدين الذي خاض معركة كبيرة من أجل التعريب في الجزائر الخارجة توا من الاستعمار الفرنسي، والتي كانت تعدها فرنسا إقليما فرنسيا..
كان نظام بومدين يشترط في التوظيف والترقية النجاح في اختبار في اللغة العربية، مهما كان اختصاص المترشح..