لا تحسدونا..نحن أولياء…/ المرتضى محمد أشفاق
يروى أن العلامة المجدد الشيخ باب ولد الشيخ سيديا رحمه الله أجرى مشاورات سرية مع بعض خواصه حول قدوم الفرنسيين، ذكر فيها عدم ارتياحه لقدومهم، واحتلالهم للبلاد..بعد فترة وجيزة طلب أحد القادة الفرنسيين لقاءه وقال له: أيها الشيخ أحببت أن أقول لكم أمرا، فانتبهوا له: إذا كنتم أنتم أولياء فإن فرنسا أيضا ولية، وقد كشف الله لفرنسا اللقاء الذي أجريتم في بلدة كذا، وقت كذا، قرب الشجرة كذا، وكنتم تتسترون عن الناس حرصا على السرية، ليس هذا فقط، فالله أيضا كشف لفرنسا مضمون حديثكم، ألم تقولوا كذا، وكذا، وكذا..وكان حديث الفرنسي كله صحيحا..طبعا لن يقتنع الشيخ باب بولاية فرنسا، لكنه أدرك خطورتها، وقدرتها على التجسس، وزرع العملاء حتى من المقربين..
موجبه أننا نحن الموريتانيين أيضا أولياء، ولكن السينغال ليست ولية، لذلك ظلت يوم الاقتراع تجهل من سيكون رئيسها غدا..
أما نحن فولايتنا كالشمس في رابعة النهار، ألا نعرف منذ ظهور المواسم الانتخابية رؤساءنا قبل أن يُنتخَبوا بشهور، وسنوات، ونعرف كم مأمورية سيلبثون، ونعرف رؤساء بعض مؤسساتنا التشريعية وهم موظفون قبل تقاعدهم بسنوات وقبل أن يترشحوا..
لا تحسدونا، فنحن أولياء نعرف الغيب، وما تحدثنا عن أمر إلا جاء كفلق الصبح..