إن القرون ليالينـــــا: في حلول عيد الفطر المبارك
كيف نحتفل ونحتفي بعيد، وقد بلغت قلوبنا الحناجر، وتفطرت أكبادنا، وجرت دماؤنا أنهارا، وتردينا في حضيض الهوان:
– حرب إبادة وتجويع وتدمير في غزة عمرها الآن ستة أشهر، وما تزال متواصلة تحصد البشر وتدمر الحجر والمدر على مرأى ومسمع من عالم فاجر وعاجز عن فعل شيء في مواجهة طغيان إسرائيل!
– المسجد الأقصى المبارك والضفة الغربية مستباحان تحت سنابك جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين الهمج!
– العرب والمسلمون في معظمهم عاجزون ومتخاذلون وجبناء وخونة للقضية الفلسطينية لحد الموالاة الصريحة للصهيونية وأمريكا والغرب، والتآمر معهم على فلسطين وعلى المقاومة، وعلى الإسلام؛ خلافا لما أمر به الله ورسوله!
– وفي موريتانيا يستشري الفساد والنهب والغلاء، وتنتشر المجاعة والقتل واستباحة الحوزة الترابية والسيبة والفوضى وفقدان الأمل والاحتقان وغياب الدولة وموالاة العدو.. لحد التقاط صور تذكارية مع رأسه في أدغال إفريقيا! وكأننا لسنا من هدموا وجرفوا أمس وكره في ربوعنا الطاهرة، وأخرجوه من بلادهم ومن إفريقيا مذموما مدحورا مخذولا!
ومع ذلك كله، وغيره، فنحن المنتصرون:
– نحن جند الله وحزبه؛ وقد وعدنا الله بالنصر.. والله لا يخلف الميعاد!
– نحن أصحاب قضية وثأر، ومن شيم أمتنا أنها لا تنسى! ولا تَعُدُّ في طلاب حقها بالليالي؛ بل بالقرون! كما قال شاعرنا الكبير أحمدو ولد عبد القادر! فكم مكث الصليبيون في القدس وفي بلاد الإسلام؟ وكم مكث المغول؟ وما هي آخرتهم جميعا؟
– المقاومة في غزة والقدس والضفة ولبنان واليمن وسوريا وإيران زلزلت وهزمت الصهاينة والغرب وأفشلت جميع مخططاتهم العدوانية.. وها هي ذي تسطر النصر تلو النصر.. بينما عجزت إسرائيل والغرب أجمع عن تحقيق أي هدف من أهداف حربهم القذرة!
– ويضيق الخناق على إسرائيل يوما بعد يوم: جيشها يندحر، واقتصادها ينهار، وجبهتها الداخلية تتمزق.. وتجتاحها الأزمات الاجتماعية والهجرة المضادة!
– الجبهة العالمية المعادية لإسرائيل تتسع يوما بعد يوم. وقد فضح أحرار العالم في كل مكان الطبيعة العنصرية الهمجية للصهيونية، ونفاق الغرب حتى في عقر داره في نيويورك وواشنطن ولندن وباريس وبون، وفي مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية ولجان ومنظمات حقوق الإنسان!
…ولن يخزي الله موريتانيا!