لن نرفع اليد عن زناد النقد و كشف الاختلالات و المطالبة بالاصلاحات/ النسيم فاطمة كليب
سال حبر كثير أو لنقل ( دوحس اصباع البعض) من نقد موقف حزب التحالف الشعبي و اعتبروه بدعة تصل حد الردة السياسية متناسيين ان الأحزاب السياسية لها اكراهاتها، و لها نظرتها للأمور تختلف عن آراء الأفراد، و تبتعد عن العاطفة و قد تكون مؤلمة .
إن حزبا بحجم التحالف وبحجم تاريخه ، و رئيسه مسعود ولد بلخير، له من الدراية بمتطلبات المرحلة و ما يحيط بالبلد من تحديات اقليمية و داخلية ما يجعله يغلب ما يراه مصلحة وطنية على المصالح الفردية..
قد يرى البعض ان دعم من هم خارج السلطة اكثر منطقية و التزاما بخط المعارضة الذي هو خط الحزب منذ نشأته، لكن تبقى وجهة النظر تلك ربما قاصرة عن قراءة الوضع قراءة متجردة من العاطفة.
و الانحياز لأي ترشح يأتي ولو شكليا من خارج السلطة، هو حسب النظرة المتبصرة و العارفة بكل خيوط لعبة السياسة المحلية و آلياتها هو في غالبه لا يعدو كونه عملية شكلية يحاول البعض اقناع نفسه انه سيكون البديل المنتظر، رغم ان الجميع يدرك كنه الأمر و يعلم جيدا أن البلد ما زال بعيدا عن التغيير المنشود، و أن ما يخدمه في وضع كهذا، هو الحفاظ على كينونته، و تماسك جبهته الداخلية و الصبر على النواقص و الاختلالات التي نعترف جميعا بها و نرى فيها السبب الاكبر في ما فيه البلد من تخلف و تأخر عن الركب..
نطمئن الجمبع ان هذا الاتفاق المرحلي الانتخابي لن يؤثر على رؤية الحزب و لن نرفع اليد عن زناد النقد و كشف الاختلالات و المطالبة بالاصلاحات، و هي أمور تضمنها مشروع الاتفاق الذي تم على أساس محاولة التغيير التدريجي من خلال فرض مطالب ذات طابع عام تتعلق بخياة الفئات المهمشة و ضرورة تطوير الخدمات المقدمة للمواطن و ذلك من خلال ما جاء في المشروع الوطني لحزب التحالف الشعبي التقدمي..
و نحن اذ نسعى للتغيير الشامل فإننا أيضا نؤمن بنوع من الواقعية التي تتطلب القبول بالتدرج في التغيير ريثما نصل بالمجتمع ككل لمرحلة من النضج الذي يسمح بالتغيير المنشود