المأمورية الثانية : ضرورة الاستقرار و حتمية التغيير../ عبد القادر ولد محمد
يجب التنبيه اولا الى ان تبني شعار التغيير في ظل الاستقرار لمساندة ترشخ فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لمأمورية ثانية لا يعني إطلاقا تسفيه منافسيه في الانتخابات و لا التقليل من شأنهم فهم كما قال مرشحنا مواطنون موريتايون مارسوا حقهم الدستوري و لبوا نداء الواجب الوطني ايمانا منهم بامكانية خدمته من اعلى موقع في الجمهورية..
و لهذا يستحقون كل الاحترام والتقدير.. لكن الشعار له ما يبرره في السياق الموريتاني والواقع انه ليس مجرد شعار و انما هو تعبير عن رغبة قوية في الجمع بين ضرورة الاستقرار و حتمية التغيير لمصلحة موريتانيا فوق كل اعتبار . كما انه امتداد لمنطق سياسي تم تسجيله في ذاكرة الوطن لما اجمعت الطبقة السياسية بمختلف اطيافها غداة التغيير الا دستوري الذي حصل سنة 2005 على ضرورة تقييد النظام الرئياسي شبه المطلق الموروث من الجمهورية الفرنسية الخامسة بواسطة مأموريتين اثنتين في مدة لا تتجاوز عشر سنين .. و قد تم ذلك على اساس اجماع حول فكرة مفادها بان اقل من عشر سنين لا يكفي لانجاز برنامج رئاسي و اكثر منها قد يؤدي قي السياق الموريتاني الى شخصنة السلطة عبر انزلاق سلطوي او تعلق تراجيدي بها او الى ربطها بجهة معينة او بمجموعة قبلية او اخطر من ذلك كله الى مسلسل التغييرات الا دستورية الذي لا اظن ان وطنيا عاقلا يتمنى العودة اليه .
لقد كان الهدف من وراء تبني العشرية كحد اقصى لعهدة رئيس الجمهورية الذي يعتبر اهم مؤسسة في نظامنا السياسي هو اعطاءه فرصة للتغلب على معوقات الاصلاح التي رسختها نخبة تعود اغلبها على طأطاة الرؤوس و على التصفيق الاعمى.. من هنا جاءت تلك الفكرة التوافقية المدفوعة بالتطلع الى تسهيل التناوب براس السلطة في سبيل تعزيز دولة القانون و المؤسسات… من خلال حد مأموريات رئيس الجمهورية في عشر سنين لتنفيذ برنامجه الانتخابي في جو من الاستقرار السياسي المعين على المصداقية داخليا و خارجيا .. و بعد عشر سنين يفترض ان يغادر السلطة غير متعلق بها راضيا مرضيا – ان شاء الله – بعد ان خدم بلاده حسب استطاعته . و هنا تجدر الاشارة الى ان اهم انجازات العشرية المنصرمة تحققت قي المامورية الثانية ذلك لا ن اي راس نظام جديد سيواجه حتما اكراهات تثبيت سلطته و مشاكل ارساء دعم حكمه ..
و من هنا تتعين الاشارة مع كامل الاحترام لمنافسي المرشح السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بان تجربة السلطة تحسب له كعلاوة على ما لديه من مؤهلات اخرى و بالتالي عليهم. ان يتقبلوا التذكير بها بصدور رحبة .. ثم انهم اذا وصلوا الى السلطة و تجاوزا مرحلة ثثبيتها الصعب للغاية سيدركون انهم بحاجة على الاقل الى ماموريتين في عشر سنين و سيعرفون حينها معنى قولنا بان مامورية واحدة لا تكفي و ان الحل هو التغيير في ظل الاستقرار السياسي لمصلحة موريتانيا فوق كل اعتبار ..
بقي التاكيد على انه لا عاصم اليوم من حتمية التغيير عبر السعي الجاد في سبيل التوزيع العادل للثروات الوطنية و تحقيق المطالب المشروعة و الاصلاحات الموعودة. الامر الذي يمر حتما بالقطيعة المنهجية مع مسلكيات سوء التسير و الزبونية و احتقار القوانين و .النظم المعمول بها الى غير ذلك من مظاهر الفساد التي لم تعد مقبولة بفعل انتشار الوعي المدني بين المواطنين. ان الموريتانيين اليوم صارت لديهم رؤية واضحة وضوح الشمس من الفجوة القائمة بين دولة العقد الاجتماعي المبني على اساس المواطنة و بين الواقع المعاش و صار لسان حالهم يقول اما ان نكون دولة قانون و مؤسسات و اما ان نعود الى عهد الفركان على نغمات : انت نعسان اركد.لك عند. اهل اندحمان …. و كتبه عبد القادر ولد محمد الاربعاء 19مايو 2024
و