شيطنة المعارضة / المصطفى ولد اگليب
لقد دأبت الأنظمة المتعاقبة على ” شيطنة ” المعارضة واتهامها بالعمالة للأجنبي وخيانة الوطن .
مع أن كل نظام قد حقق بعض الإنجازات في مرحلته ، ولا ينبغي نفي ماحققوه أو إنكاره _ كما يفعل البعض _ فذلك لا يليق بمن يحترم نفسه ويحترم المخاطبين .
ولكن موقفهم من المعارضة ظل موقفا متشابها بدون تغيير
مع تولي الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مقاليد السلطة ، بعد انتخابات 2019
حدث تحول جوهري في التعامل مع المعارضة ، حيث تم استقبال قادتها في القصر الرئاسي وفي الاحتفالات العامة ، وتم الاستماع إليهم والتشاور معهم في إدارة شؤون البلاد ، وهو ما جعل بعض قادة المعارضة التاريخيين الذين عرفوا بالحكمة والنضال يدعمونه عندما ترشح لمأمورية ثانية .
سيقول لك بعض المنتقدين بأنهم باعوا قضايا الشعب الذي ناضلوا من أجله طويلا وباعوا تاريخ نضالهم ونكصوا على عقبيهم
ومع أن كل قائد سياسي ينتقل من صفوف المعارضة إلى صفوف المولاة يمكن أن يوجه إليه هذا الاتهام الجاهز الذي لا يكلف من يوجهه تفكيرا ولا تدبرا ، فإنه ينبغي علينا أن نطرح السؤال التالي : لماذا مادامت غاية هؤلاء القادة هي المتاجرة بالمواقف لم يبيعوا مواقفهم ومبادئهم في فترة تألقهم النضالي والجماهيري؟
ألم يكن هؤلاء قادرين على أن ينالوا مرتبة الوزير الأول أو رئيس البرلمان أو مدير ديوان أو وزير ؟ أو ينالوا أموالا إن كانوا يريدون المال ؟ لماذا أخروا عملية المتاجرة هذه ؟
علينا أن نفكر في الأمر وأن نبحث عن تفسيرات أخرى
وإلا فعلينا أن نقول على الأقل بأن هؤلاء القادة لم يكونوا بارعين في التجارة بالمواقف .
ومما يدل على احترام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني للمعارضة أنه في خطابه الأخير في مدينة أنواذيب أثناء الحملة ، أكد على أن أي مرشح يختاره الشعب الموريتاني سيكون أول المهنئين له .
أليس في هذا نمط جديد في التعامل مع المعارضة ؟ مع قادتها وناخبيها وخطابها ؟
دعونا نناقش بهدوء : موالاة ومعارضة
فالإساءات والتصفاگ لا يضران إلا أصحابهما .