ثنائية الموت والمستقبل../ رائعة محمد
لا أستطيع أن أصرف تفكيري عن المستقبل حين أستمع إلى إحدى أغانيّ المفضلة بصوتها الأقصى، لا أدري كيف سأوصل لكِ الفكرة ولكن خيطا سميكا ومستقيما من الضوء يوجهني مباشرة إلى ذلك العالم المجهول والغامض، وفي ظرف دقائق أكون قد انجرفت في ذلك الاتجاه بطواعية ممزوجة من طينة الخوف والمتعة..
الخوف مما قد يحمله، والتمتع بتخيل ما أريد أن يتكشف لي عنه، وكنت دائما ما أسمع المثقفين يكررون قول “استشراف المستقبل” وأتظاهر بالفهم إلا أنني الآن فقط أعتقد أنني فهمتها على نحو ما..
ربما تتساءلين قائلة: هل أنت معتوهة؟ ما علاقة المستقبل بالموت؟! صدقيني هنالك علاقة وطيدة بينهما..
يقول جدي رحمه الله بتصوفه العجيب كلما سمع كلمة المستقبل “المستقبل الموت”، الموت؛ ذلك الكائن الرهيب الذي يطرق البيوت ويتأبط أحد أفرادها بغض النظر عن معايير ربما تكون مرسومة في أذهان كثيرين، إلا أنه بقدرة إلهية خارجة عن تحسبات البشر يمضي في مهماته الدقيقة غير آبه بذلك، تاركا لهم حرية الحزن كلٌّ حسب طريقته.
“المستقبل الموت”
تبدو هذه الكلمات موغلة في الصدق، إلا أنها من زاوية المقبلين على الحياة، الراغبين في امتصاص مباهجها موغلة في السوداوية والتشاؤم..
وما الذي يمكن أن نفعله حيال هذه الحقيقة ونحن نمضي على الإيقاع المحموم لعقارب الساعة نحو مصيرنا المحتوم؟!
مالذي يمكن أن نواسي به بعضنا حين يلم الموت بمنزله ونحن مشاريع الموت الآتية عاجلا كان ذلك أم آجلا؟
——————
هذه اللوحة تمثل الموت وهو يسترق النظر للإنسان، وأبرز أسباب شهرتها أن الرسام رسمها قبل وفاته بعدة ساعات .