للتاريخ/ سيدي محمد XY
في سنة 1986 بدأت حملة اعتقالات واسعة في صفوف الزنوج بعد إصدار منشور “صرخة الزنجي المضطهد”، وأقال ولد الطايع في الحادي والثلاثين من أغسطس 1986 وزير الداخلية العقيد آن آمادو بابا لي، وكلف المقدم جبريل ولد عبد الله بالداخلية ولم يتأخر المقدم ولد عبد الله في مباشرة مهمته الجديدة، حيث بدأ في الرابع من سبتمبر أي بعد أربعة أيام من تعيينه حملة اعتقالات طالت العشرات من قيادات “ثورة المثقفين الزنوج” بتهم عقد اجتماعات غير مرخصة وتوزيع منشورات تمس الوحدة الوطنية والتمالؤ مع الخارج. استهدفت الاعتقالات حوالي ثلاثين من قيادات افلام، بينما قامت القيادات التي نجت من الاعتقال بمحاولة تنظيم ردة فعل لإعطاء النظام فكرة عن مدى قوتها.
ومن بين أبرز المعتقلين المؤرخ واللغوي با عمر، والوزيران السابقان ديغو تبسيرو ولي مامادو، والنائب السابق با عبد العزيز، والكاتب تن يوسف كي، والصحفي آمادو مختار صار، والأستاذان صال إبراهيما وصار آبدولاي، والباحث صيدو كان. وستعرف مدن مثل نواكشوط وانواذيبو وكيهيدي خلال شهر سبتمبر وبداية أكتوبر، احتجاجات مكثفة تميزت أحيانا بالعنف الموجه ليس ضد المصالح العمومية فحسب، بل ضد المواطنين المدنيين وممتلكاتهم. وستؤدي تلك الاحتجاجات الأولى من نوعها في البلاد–والتي وصفتها السلطة بالإرهابية- إلى إحراق عدد من سيارات الموظفين ومحطة للتزود بالمحروقات وسوق ومصنع، قبل أن يعلن مدير الأمن النقيب اعل ولد محمد فال يوم 13 أكتوبر عن “السيطرة على المنظمة السرية” وعن رفض السلطات “السماح للإرهاب بالوجود في موريتانيا سواء كان مصدره داخليا أو خارجيا”. واعتبر الرئيس ولد الطايع في مقابلة له مع مجلة “جون آفريك” بتاريخ 14 سبتمبر 1986 أن الأمر يتعلق “بعناصر هدامة تسعى لجر البلاد إلى حرب أهلية.. عناصر حاولوا إغراق البلاد في الدماء معرضين وحدة الشعب للخطر”.
كامل الروغ