روسيا غاضبة من الجزائر بسبب هزائم “فاغنر”
سمير الحيفوفي
جرت مياه كثيرة تحت الجسر بين النظام العسكري الجزائري وروسيا التي استبد الغضب برئاستها، نظير ما تحصَّل لديها من معلومات مؤكدة تفيد بلعب العسكر في الجارة الشرقية بذيولهم، وبسبب انكشفا مؤامرة كبير الـ”كاربانات” “سعيد الشنقريحة” لجماعة الطوارق بمالي، وتمكين المخابرات الأوكرانية، من التوغل في المنطقة بحيث جرت تصفية أكثر من 80 مقاتل من مرتزقة “فاغنر” الروسية وأسر آخرين أثناء مشاركتهم رفقة جيش الدولة الواقعة جنوب الجزائر.
ووفق “Maghreb Intelligence” فإن شهر العسل الروسي الجزائري انقضى، وحلت محله مرحلة من التوتر والشك بعدما تخلف العسكر الجزائري عن تمكين حليفته روسيا، من معلومات استخباراتية حول تواجد عملاء المخابرات الأوكرانية في شمال مالي مع الجماعات المسلحة من متمردي “أزواد” والطوارق المؤيدين للاستقلال الذين يخوضون حربا ضد المجلس العسكري الانتقالي في مالي، والذي تدعمه وترعاه موسكو.
وتتهم روسيا النظام العسكري الجزائري بالتقاعس في التعاون مع قوات “فاغنر”، ومساعدة المخابرات الروسية عند الحدود الجزائرية، في الوقت الذي أرسلت فيه الأجهزة الاستخباراتية الأوكرانية، عناصرا من أجل مساعدة قوات المتمردين، من الحركات المسلحة المتحالفة للدفاع عن أزواد، وهو ما جعل حبل الود ينفرط بين روسيا والجزائر، بعد ورود اتهامات للأخيرة بالخضوع للضغط الأمريكي، وفتح أجوائها أمام طائرات تنقل لواء من العملاء شبه العسكريين من الخدمات الأوكرانية إلى شمال مالي، لتكبيد روسيا ومقاتلي “فاغنر” أشد هزيمة منذ إنشاء هذه القوات في 2014.
واتخذ غضب موسكو منحى معاكسا لما تميزت به علاقاتها بالجزائر، خاصة بعد هزيمة وحدة كاملة من مقاتلي ميليشيا “فاغنر” الشهيرة نهاية يوليوز 2024، حينما قضى 80 مرتزقا روسيا حتفهم بعدما كانوا يتنقلون عبر 20 مركبة عسكرية، انطلاقا من مدينة “كيدال”، شمال مالي، في الـ20 من نفس الشهر، قبل أن يتعرض في الـ23 منه، لهجوم بعبوة ناسفة، وتندلع بعدها بيومين معركة على بعد 25 كيلومترًا من “تينزواتن” القريبة من الحدود الجزائرية، مع مقاتلين من الإطار الاستراتيجي للدفاع عن شعب أزواد.
وحسب النشرة المغاربية فإن صحيفتي “The Guardian” و”The Times”، أوردتا بأن “أندري يوسوف”، المتحدث باسم جهاز الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، أعلن بأن “الطوارق تلقوا المعلومات الضرورية، وليس فقط المعلومات التي جعلت من الممكن تنفيذ عملية عسكرية ضد مجرمي الحرب الروس”، وذلك في إعلان منه عن مشاركة الجهاز العسكري الأوكراني في الهجوم الذي أسفر عن مقتل عناصر من قوات الدفاع والأمن المالية في تينزاواتن، وآخرين من مقاتلي “فاغنر”، الروس، والذين أسر الكثير منهم عقب المواجهات التي أسفرت عن هزيمتهم، بسبب تخاذل الحليف الجزائري، كما ترى موسكو.