لصوص ظهورهم محمية حقوقيا …
تعرض بيتي قبل فترة وجيزة لاقتحام لصوص في العاشرة صباحا، غافلوا الحارس الذي ترك – على غير عادته – الباب مفتوحا لدقائق،.. تسللوا للطابق العلوي فتشوا غرف الأطفال ثم غرفتي وقد كنت بالحمام،…. أخذوا بعض الإلكترونيات ومقتنيات لأطفالي ومبلغا زهيدا،
لم يكن في البيت سواي وعاملة المنزل، احسست بحركة مريبة فسألت مِنَ الحمّام مَنْ يكون؟ لأسمع بعدها صوت عديد الأقدام تتدافع… خرجت مسرعة لأرى ثلاثة شبان ينزلون كالوميض من السلم،… صادف خروجهم مرور دورية من شرطة مكافحة المخدرات أمام البيت، طاردت أحدهم وألقت القبض عليه.. وقد كان يحمل حاسوبا.. واختفى الآخرون مع بقية المسروقات.
استغربت أن المقبوض عليه لم يكن منزعجا ولا قلقا بل كان ” يشَّوْعَرْ ” ويقول إن ” لفظيظه بعد أل في الكلبه اكَليله “…. ” خايفني انْسوقي اعْليه ش اكثر من ذاك”.. لص ظريف يحب الصدق.
استدعينا للمفوضية، وبعد جرد المسروقات وتحديد هوية المقبوض عليه و أصحابه تبين أنهم من القصر ( 17 سنة)،.. وبعدها… بدأ مسلسل من حلقاتٍ فتح عيني على شذرات من عالم اللصوصية في نواكشوط،… أحيل الشاب لمفوضية القُصَّر، التي استدعت أولياء بقية العصابة، والذين صرحوا بأريحية للفعل بأن أطفالهم يسرحون في المدينة تارة يعودون وتارة يطيلون الغياب ، وتُوفْ!… كانت أروقة المفوضية تعج بالمنظمات الحقوقية والمجتمع ” الدَّني” كٌلُُّ يغني على ليلاه… هذا يدافع عن لص قاصر بدافع اللون وذلك بدافع الشريحة!.. ويسوّغون دوافع السرقات يمينا ويسارا،.. ففهمت حينها سر ارتياح زعيم عصابتي، وأُسَرِ خلاّنه… “أم السارقْ عندهم امْزَغِرْتَ دايْمًا”، … علِمت في نفس الممرات أن اللصوص المحترفين يجنّدون عصابات من القُصَّر تفاديا لتعرضهم للأحكام الطويلة بالسجن،.. ثم بعد شحنهم بالمخدرات و أشياء أخرى حماسية! يطلقونهم في غزوات نبيلة على أحياء عينها لاستعادة حقوقهم من “اللصوص الإقطاعيين”.. وان أُلقيَّ عليهم القبض تتكفَّل بهم المنظمات الحقوقية المكلَّفة بالدفاع عن حقوق “اللصوص المغبونين”…. إعادة توزيع قسري للثروات.
تركَت الحادثة لوقت أثرََا سيئا على نفسيتي… ، .فهي تتجاوز السرقة العرضيّة الى الإستهداف عن وعي .
حمدت الله كثيرا أن الاعتداء لم يتجاوز ذلك الحد وأن أطفالي لم يكونوا بالبيت.
من صفحة المدونة “الدهمه ريم” على الفيسبوك