طيب..وماذا بعد!/ مغلاها منت الليلي

بعضنا يدفع كل ما يملك بل وقد يستدين ليشتري سيارة أحلامه، ومع ذلك تجده عاجزا عن توفير مصاريف البنزين ناهيك عن إصلاح أي عطب محتمل، لانعدام الموارد المالية!

والبعض الآخر يستأجر سكنا في أحد أغلى -حتى لا أقول “أرقى”- أحياء العاصمة، ليدخل دوامة من الأزمات المالية المتلاحقة جراء تراكم ديون الإيجار المتأخر سدادُها، وفواتير. المياه والكهرباء وغير ذلك..

فتجده يستلف من هذا ويأخذ من ذاك ويتوسل للبنك أن يدفع له راتب الشهر القادم مسبقا ليخفف من وطأة المشاكل المتراكمة، كل ذلك بسبب قرار ارتجالي الهدف منه أن يُقال إن فلانا يقيم في المكان كذا.. أو إنه يملك السيارة الفلانية!

طيب..

وماذا بعد!

عزيزي المهووس بحب التمظهر.. ليس عيبا أن تطمح لحياة أكثر رفاهية ومتعة ورخاء؛ لكن لتحقيق ما تصبو إليه بثقة، يلزمك فقط ترك الاستعجال، وتأجيل التباهي الزائف، والتخطيطُ -بدلا من ذلك- لبناء واقعك الجديد على أسس مدروسة…

لا تكترث بمراقبة أحوال الآخرين فهي تخصهم ولا تعنيك في شيء..

بل ادخل دائرة الاهتمام بنفسك وبإصلاح أمورك الخاصة…

إستعن بالله أولا ثم اسعَ للحصول على أعمال توفر لك موارد مالية منتظمة، ثم قم بتدبير تلك الموارد وفق رؤية واضحة تأخذ في الاعتبار ترتيب الأولويات والتقدمَ الواعي نحو تحقيق الأهداف..

لا يهم أن تكون خطواتك بطيئة.. بقدرما ينبغي أن تكون ثابتة، وعلى أساس متين…

وتأكد أن لا مستحيل مع السعي الجاد.. وأن بهجة الوصول الآمن، بعد رحلتك الطويلة لتحقيق أهدافك، تنسف أي تعب عابر قد يكون غشِيّك أثناء المسير…

هذه الشُّجَيْراتُ -مثلا- لم تولد بهذا الحجم وهذه النضرة… بل بدأت ببذرات صغيرة.. أودعت في أرض كانت تبدو قاحلة جدباء.. وبُذِلت جهود كبيرة لرعايتها وتعهدها بالري والتسميد لفترة طويلة.. ومع المواظبة والصبر أصبحت بهذا المنظر الجميل المبهج لله الحمد..

وكذلك الحال بالنسبة لأي هدف.. مهما ظننته مستحيلا فهو ممكن بالتأكيد، مع الإصرار وقوة العزيمة والتخطيط الواعي والسعي المستنير…

ولا تنسَ الحكمة التي تقول إنه يضحك كثيرا من يضحك أخيرَا…