canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
آراءموضوعات رئيسية

لا مكان في الشعر للقصيدة الثيب/ المرتضى محمد اشفاق

في الذكرى الأولى لخطاب ألاك التاريخي-وكل خطابات الرؤساء في بقاع الوطن كله توصف بالتاريخية- ذكرى خطاب المعرفة للجميع للقضاء على الأمية، شكلت لجنة ثقافية لدراسة النصوص الشعرية، وانتقاء ما يصلح منها للإلقاء في حفل فني كببر، حضره ممثلون عن اتحاد الأدباء الموريتانيين-كابر هاشم وشخصيات كبيرة من الاتحاد- وحضره بعض الفنانين من ببنهم ديمي بنت آبه رحمها الله، وسدوم ولد أيده، وكوكبة من الفنانين، وحضرته أمة من هواء الفن، والسياسة، والسياحة… ليست هذه التوطئة موضوع حديثي.. تشكلت اللجنة من بعض المدرسين، والمفتشين، والأدباء..

كان الوالي وقتها السيد (يحيى بن سيد المصطف)، وهو أديب، ومثقف، ودمث الأخلاق، متواضع، وهو أول وال رأيته نظيفا من عقدة السلطة التي تخيل لبعضهم أنه إله ويرى الشعب من الشرفة رملا..أما رئيس اللجنة الشرفي فهو الوالي المساعد (علي كان) وهو كذلك يحمل أخلاقا حسنة.. فوجئنا ونحن نقرأ النصوص، ونتدارسها، بأشخاص يلتحقون باللجنة، لا شأن لهم بالأدب والثقافة، ثم أصبح الانضمام إلى اللجنة طوفانا حمل إليها الأميين، وأنصاف الأميين..فدخل ممثلون عن المنمين، والمزارعين، وممثلات عن التعاونيات النسوية، والنبيلات بائعات السمك والخضرة في رحاب السوق الكبير، وممثلون عن باعة الضمائر والمواقف السياسية، ثم ممثلون عن الشرائح، والأعراق.. مثلت كل الحساسيات السياسية، والاجتماعية، والقبلية في اللجنة التي وصفت حين تسميتها باللجنة المصغرة، لم يغب إلا ممثلون عن المقابر المحيطة بالمدينة… موجب هذا تحكم ظاهرة(سجلوني)، وهي ظاهرة ولدت مع التقسيم المجاني للاسعافات في عهد المختار ولد داداه رحمه الله، عندما ضرب الجفاف البلاد، وقضى على الحرث والنسل..فكانت الأسر تسجل أضعاف أعدادها لتحصل على كميات أكثر.. وما زالت الظاهرة تجر طرفها في كل المناسبات بدعوى(الحظره، وكلت النفشه، وكره الزمكه): لجان التنظيم، لجان التقويم، لجان التحضير، لجان الثقافة، لجان الفن، لجان التسجيل، لجان التحسيس، لجان الضيافة…إلى آخر لائحة يأجوج ومأحوج من تلك المسميات الخواء، التي تنهش كلها من أموال شعب بريء.. لم تسلم بعض الجمعيات الثقافية، والمنتديات الأدبية، والصحفية من ظاهرتي الاندساس، والمجاملات..ولم ينج بعضها من ولوج بعض بصلة رحم طينية، أو سياسية، أو عاطفية..فكثرت فيها المجرورات، والمضافات، وتحولت إلى شبه مقاهٍ مفتوحة لكل من هب، ودب، وكل من يستطيع بناء بيت وحتى مدينة من الطين الأعزل في بحر الطويل، أو يصوغ مقامة من الغريب السقيم المتكلف.. ليس كل من يميز بين الطويل والكامل شاعرا، وليس كل ماهر بأوزان البحور، وأنواع الزحافات والعلل شاعرا، وليس من يحفظ(كونتنير)، من غريب اللغة، ويستطيع أن ينظمها في قوالب البحور الشعرية شاعرا..وليس كل كلام موزون مقفى مفيد شعرا، رخص الشعر إذن، وساء طالعه.. وليس كل من يستطيع أن يكتب طلب توظيف كاتبا.. لا أعرف شروط استحقاق النصوص لصفتي الشعر، والكتابة، لأنه إذا عرف السبب بطل العجب.. لكن النص الذي نشعر فيه بالدهشة، والحيرة، والطرب لا إلى إيقاعه الحسي فقط، بل إلى معان، وصور، وتراكيب آسرة تكشف الحجب السميكة عن مشاعر، وتجارب لم نجد إلى التعبير عنها سبيلا، يذهلنا..

القصيدة هي الأنثى الوحيدة التي تبقى بكرا بعد الوطء..وإلا لما بقينا نقرأ، ونطرب لقصائد المتنبي، وابن الرومي، وسيدنا ولد الشيخ سيديا.. الإنسان بطبعه يبحث عن البكارة في كل شيء، يبحث عن جديد لم يألفه، وأرض لم يطأها.. لا مكان في الشعر للقصيدة الثيب، ولا ندخل دنيا الشعر الجميلة ببطاقة انتساب معوضة، ولا بفضفاضة معطرة، ولا بشهادة عليا محققة أو مزورة، ولا بتوصية من كبير، ولا بنسب كاللجين رق وطاب.. الشعر كالحب قاهر عات، لا يستأذن، يرفض الأجل المسمى..والشاعر مجنون، متوحش، شموس وثائر، عابر للصحراء، والفضاء، يرفض الطرق المعبدة، والممهدة، الخاصة ب(التيك توك، وتَى إكس) وقطعان الحمير، والبغال، والدواجن السائبة، وفضوليي الليالي الرخيصة.. وبعيدا عن قياس ضغط القصيدة، ووزنها وفحص لون عينيها، لتنقل إلى غرفة عمليات التجميل، والتطويع، والنجر، والترقيع..فتخرج جسما منهكا باردا، لا حرارة فيه ولا حياة.. الشعر لحظة تخرجنا من دنيا الأشباح، والالتصاق، إلى عالم مطلق جميل نحسه، ولا نستطيع أن نصفه.. نعم هنا فقط نجد لذة وجع العجز عن نقل اللحظة الشعرية العجيبة التي نعيشها، كيف؟ لست أدري، لكنها لحظة الدهشة الكبرى…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى