موقف النخب العربية من التدخل الأجنبي في المنطقة العربية بين نخب الرفض ونخب القبول د/ محمدو محمد المختار
يتعذر في وقت ضيق كالذي نحن بصدد عرض هذه الأفكار فيه ان نقدم قراءة جازمة لهذا الموضوع الإشكالي ، الذي ظل يتجدد منذ أن بدأت الظاهرة الاستعمارية تجتاح العالم العربي قبل قرون تحت ذريعة نشر الحرية والديمقراطية ، وقد ظل شعار المستعمرين دائما مغريا الى حد كبير ، وذلك منذ ان قال جان جاك روسو في رسالته عبارة ” ولد الانسان حرا وهو مقيد في كل مكان” ( العقد الاجتماعي 1743 ) ٠ بيد أن هذا الشعار لم يخرج يوما في واقع الممارسة الغربية الاستعمارية عن سوى كونه تبرير مخادع لعنصرية مقيتة عبر عنها بوضوح بعض منظري الظاهرة الاستعمارية نفسها من الغربيين ، فهذا جولز هارماند يقولها صراحة ” من الضروري إذن ان نقبل كمبدأ أو اساس للانطلاق في البحث أن هناك تسلسلا هرميا من الأجناس والحضارات وأننا ننتمي الى العنصر الاسمى والحضارة الأرقى ٠٠٠ وأن المبرر القانوني الأساسي لإخضاع الشعوب ( المواطنون الأصليون للبلاد المفتوحة ) هو الإيمان بأفضليتنا عليهم ٠٠٠” ( ادوارد سعيد الثقافة الاستعمارية 1993 ) ٠ من هنا يتأكد ما ذهب اليه البعض من ان الاستعمار يجري في شرايين الحضار الغربية وإذا كانت الرأسمالية كما يقول احدهم هي روح هذه الحضارة فإن الاستعمار هو قلبها النابض ٠ ( دكتور عمران وحيد تاريخ الاستعمار الغربي في الشرق الأوسط ، مقال منشور على الشبكة النت ) ٠ ومع ذلك ورغم وضوح أهداف الاستعمار الغربي عموما على تعدد مصادره وتنوع مظاهره وأساليبه ( مباشر وغير مباشر ، داخلي وخارجي ٠٠٠٠٠) ، فإن موقف النخب العربية من ظاهرة الاستعمار عموما ومن التدخل الأجنبي بشكل خاص ظل يطبعه الانقسام والتناقض بين من يراه مدخلا أساسيا للتقدم والتحديث وإخراج الشعوب من الفوضى – السيبة – وداعما لا غنى عنه للتخلص من الاستبداد وتحقيق الحرية المنشودة ، وبين من يراه قوة قهر واستعمار لا تريد ببلداننا اي خير٠ وهكذا سنسعى للمزيد من اثارة هذا الموضوع عبر نقاش منهجي من خلال ثلاث نقاط أساسية ، تتعلق الاولى بموقف النخب العربية من التدخل الأجنبي بين التبرير والرفض والثانية بأهداف وغايات هذا التدخل كما عبرت عنها بوضوح بعض ادبيات ومواقف الساسة الغربيين أنفسهم ، اما الثالثة فستتعلق بالحديث عن طبيعة المخاطر التي تتهدد بلداننا العربية بسبب استمرار هذا التدخل الأجنبي وعن انعكاساته المستقبلية على المنطقة العربية في ضوء ما عبر عنه المفكر العربي دكتور برهان غليون بخصوص الوضع في سوريا بمتلازمة الانقسام الداخلي والتدخلات الخارجية ٠ اولا : النخب العربية بين تبرير التدخل الأجنبي ورفضه لن أقف طويلا امام مسألة ضبط مفهموم النخبة فمنذ أفلاطون وحتى الفيلسوف إكرامشي ، ظل هذا المفهوم يشير الى معاني عدة من ابرزها القدرة على امتلاك القوة والتأثير والمشاركة الفاعلة في صياغة تاريخ جماعة معينة عبر وسائل وسبل عديدة مثل اتخاذ القرارات واقتراح الأفكار وإبداء المشاعر ٠٠٠ ( انظر محمد نبيل الشيمي ، النخبة وتاثيرها في تكوين واستقرار المجتمعات وتشكيل نشق الحكم والفكر ، مقال منشور في يناير 2016 على الشبكة العنكبوتيات) ٠ ومن هذا المنطلق تصنف الدراسات المهتمة بدور النخب العربية هذه النخب في اتصالها وانفصالها عن الأجنبي الى ثلاث مستويات من النخب التي تمايزت عبر مراحل وحقب ثلاث ، وهي : ١- مرحلة حقبة نخبة الوعي الإصلاحي ومن روادها رفاعة الطهطاوي وجمال الدين الافغاني ومحمد عبده والكواكبي وخير الدين التونسي وغيرهم وكان مشغلها الأساس هو البحث في مساعي التوفيق بين الاسلام وما حققه الغرب من نهوض وتقدم او بعبارة اخرى السعي الى المواءمة بين ما حققته الحداثة الغربية ومنطلقات حضارتنا العربية الإسلامية ٠ ٢- مرحلة نخبة الحقبة الثورة ويمكن القول بأنها بدأت مع ثورة 1919 في مصر بقيادة سعد زغلول على سياسات الاحتلال الانجليزي وثورة رشيد على الكيلاني في العراق وغيرها من الهبات الثورية ضد الاستعمار الفرنسي في الشام والمغرب العربي ، وبلغت هذه النخبة الثورية ذروة مجدها مع ثورة الضباط الأحرار في مصر عام 1952 بزعامة الراحل جمال عبد الناصر ، وستبذل جذوتها بموته وتولي أنور السادات حكم مصر ودخوله في اتفاقيا كامب ديفيد ٠ وقد تركز مشغل هذه النخبة في قضية تصفية الاستعمار والتحرر الوطني وبناء الدولة الوطنية ٠ ورغم اخطائها العديدة الا انها تميزت بالصدق مع شعوبها ووطنيتها الطافحة وبعدها عن الفساد ٠ ٣- حقبة نخبة الفساد وغياب المشروع النهضوي : ي وقد تميزت حسب دراسة أعدها أ/ سامح المحاريق عن النخب العربية ونشرها في الحوار المتمدن عام 2014 العدد 924 بتبعيتها الكاملة للخارج وبقدرتها على التلون بالوان السلطة وبارتباطها الوثيق بها للمحافظة باستمرار على قدرتها على تحقيق اهدافها الخاصة وهي بذلك تتقن فن تبديل القناعات للتعايش مع السلطة الجديدة في حالة دائمة من الدوران والتواطؤ والتكيف مع كل جديد . وبصرف النظر عن موقفنا من هذا التصنيف المعياري للنخب العربية ، فإن موقفها مما تمر به المنطقة العربية في الوقت الراهن من تحولات وتعرفه من مشكلات وفي مقدمتها مشكل التدخل الأجنبي يتسم بكثير من الالتباس والغموض حتى لا أقول التناقض والتباين ، ويرى صبحي غندور في هذا الصدد أن ” هناك فرزٌ حاصل الآن بين منظورين سياسيين لما يحدث في المنطقة العربية. المنظور الأول يحصر الأمر ب”مؤامرة دولية” تستهدف الهيمنة الكاملة على العرب ووضعهم جميعاً تحت “الوصاية الدولية”، بينما يرى الآخر أن لا مؤمرات خارجية، بل هو فقط حراكٌ شعبي عربي مشروع ولا يجوز ربطه بأيّة جهةٍ خارجية. وبين هؤلاء والئك يوجد رأي ثالث” لا يجد له متّسعاً كبيراً في التدوال السياسي والإعلامي، وهو رأي يؤكّد على نزاهة الثورات والانتفاضات الشعبية العربية، وعلى حقّ الشعوب في التحرّك من أجل الحدّ من الاستبداد والفساد، لكن دون إغفالٍ لما يحدث أيضاً من محاولاتٍ إقليمية ودولية لتوظيف هذا الحراك الشعبي وتحريفه وجعله يخدم مخطّطات ومشاريع سبقت بسنوات هذا الحراك العربي. لذلك يقول ابراهيم علوش ” صرنا نلاحظ الآن ظواهر ماثلة في الشارع العربي لم تكن تحظى بالمشروعية من قبل، ولم تكن منتشرة لهذه الدرجة، ومنها: 1) انجرار أجزاء من الشارع العربي إلى تأييد التدخل الأجنبي علناً ولاستساغة التعامل مع أعداء الأمة تحت عناوين شتى، 2) تقمص خطاب “الدولة المدنية” وخطاب “الإصلاح الدستوري والانتخابي” البعيد عن التناقض مع أعداء الأمة من قبل القوى الإسلامية الأساسية مثل الإخوان والسلفيين وغيرهم، حتى ان بعض مفكري هذا التيار مثل محمد سليم العوا، وهو أحد أبرز الشخصيات الإخوانية في مصر، أدان اقتحام السفارة الصهيونية في القاهرة في أيلول المنصرم، 3) قيام تحالف موضوعي بين الليبراليين والإسلاميين المنخرطين فيما يسمى “الربيع العربي”، على قاعدة تجويف الانتماء الوطني والقومي ومهاجمة كل قلعة ذات موقف مستقل أو عروبي، 4) نشوء اصطفاف جديد للقوى في الشارع العربي يتمحور حول تأييد الموقف القومي أو معارضته. ويعتقد علوش في موقفه من هذا الاصطفاف أن كل من اعتبر التناقض الرئيسي هو التناقض بين الدولة والمواطن الفرد، فقد انجر لتأييد التدخل الأجنبي أو التساهل معه على الأقل، وكل من اعتبر أن التناقض الرئيسي هو التناقض مع قوى الهيمنة الخارجية، فقد وقف ضد التدخل الأجنبي. ثانيا: أهداف وغايات التدخل الأجنبي في المنطقة العربية كانت ابريطانيا وهي تحتل تدريجيا معاقل الرجل المريض في الشرق الأوسط في حالة سباق مع نظيراتها الغربيات وخاصة فرنسا آنذاك ، مما مكنها من السيطرة على ارض ما بين النهرين وإيران والخليج ومصر ، وقد اشترطت الحفاظ على هذا الوضع في اتفاق سايكس بيكو 1916 ٠ وعندما احتلت العراق في العام 1917 أرسلت برقية إلى قواتها تقول فيها ” ستكون العراق دولة عربية بحاكم محلي او حكومة تحت الوصاية البريطانية في كل شيء ما عدا الاسم وبناء عليه لن يكون لها علاقات مع الدول الأجنبية وستدار شؤون بغداد من وراء ستار عربي زائف قدر الإمكان ( انظر دبليو إيلاند ، العراق دراسة في التطور السياسي 1973 ) ٠ وفي العام 1947 غيرت ابريطانيا من اُسلوب ادارتها الاستعماري ، وقد علق مكتب الخارجية بالقول ” يمكن الحفاظ على مصالحنا الاستراتيجية والأمنية في أنحاء العالم بشكل أفضل من خلال خلق محطات بوليس تكون معدة بشكل كامل للتعامل مع الطوارئ ٠ وبعد تراجع الدور الابريطاني لصالح أمريكا اعتمدت هذه الاخيرة هذا النهج الاستعماري اعتمدته بشكل كآمل٠ حسب ما تؤكده بعض الاقوال لساسة امريكيين ، فهذا لورانس كورب مساعد وزير الخارجية الامريكي ” لو كانت الكويت تنتج الجزر لما اكترثنا بالأمر ” بول دراماتورجية ” تدخل الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ، الدم من اجل البترول ٠ وقد وصف أنطوني كوردسمان المسؤول الاستراتيجي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في نشوة لا تخفي التمتع بالأصولية الاستعمارية الامريكية ، وضع أمريكا بعد احتلال العراق قائلا ” منذ عقد من الزمان وتحت رئاسة بوش اخر خرجنا من أزمة سياسية خارجية كبيرة في الشرق الأوسط بافضل مركز لنا منذ الحرب العالمية الثانية ” ( انظر أنطوني ارتش كوردسمان ، العراق وازمة السياسة الخارجية الامريكية في الشرق الأرسطي ، 2001 ) ٠ وبوضوح اكثر يقول البريجادير جنرال وليام لوني ” يعلمون اننا نملك بلادهم ٠٠٠ نحن الذين نقرر الطريقة التي يعيشون بها ويتكلمون بها ، وهذا هو الامر العظيم الذي تملكه أمريكا الان إنه امر جيد خاصة وانه يوجد هناك زيت كثير نريده ” ( انظر د٠ اريك هيرنج العراق حقائق العقوبات الاقتصادية ومشاريع الحرب ، 2002 ) ٠ كان أتشرشل وهو يصف مجازز الحقبة الاستعمارية في العراق يقول ” لاشك اننا شعب قاس جدا ” ، ولما سئلت مادلين أولبريت ، هل موت نصف مليون طفل في العراق كنتيجة للعقوبات الاقتصادية يستحق ذلك، أجابت بدون مشاعر ” أظن انه اختيار صعب ولكن أظن انه يستحق ذلك ” ( مقابلة اجرتها معها ليزل استقال على تلفزيون سي ب اس 1996 ) ٠ لقد فعلت هذه القسوة المفرطة دينس هالدي منسق الشؤون الانسانية للأمم المتحدة الى الاستقالة قائلا ” استقيل لان سياسة العقوبات الاقتصادية مفلسة تماما إننا في طريقنا لتدمير مجتمع بكامله ، لقد امرت ان اطبق سياسة تقع تحت تعريف الإبادة البشرية الجماعية ، انها سياسة متعمدة قتلت فعلا اكثر من مليون طفل ورجل ” انظر اريك هيرنج ، المرجع السابق ) ٠ هذه باختصار هي حالة التناقض الصارخ بين شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان المرفوعة بقوة من منظري الغرب ومن على شاكلتهم ، وبين واقع سياساتهم ممارساتهم المذلة والمستعبدة، بل والمبيدة للشعوب ٠ حتى انها محل فخر لهم يقول ” ابلير ” دون خجل ” كانت ابريطانيا قوة عظمى في شؤون العالم لعدة قرون ( …) ولا يوجد مواطن مخلص يرغب في التنازل عن هذه المنزلة ” ( مارك كيرتس ،القوة الانجلو أمريكية ، الخدعة الكبرى والنظام العالمي ، 1998 ) ثالثا: مخاطر التدخل الأجنبي في المنطقة العربية لقد تجلت مخاطر التدخل الأجنبي في المنطقة العربية منذ الحقبة الاستعمارية والى اليوم في العديد من السياسات التدميرية التي ظلت تحول ولا تزال دون تمكين اي من البلدان العربية من امتلاك القدرة الذاتية على التقدم وتحقيق النمو والتحديث ، فهذا القنصل الفرنسي في العام 1817 يحذر من مخاطر بناء مصانع للحرير في مصر فيقول ” إن مصانع الحرير التي أنشئت في مصر ستوجه ضربة مهينة لتلك المصانع الموجودة في إيطاليا وحتى لمصانعنا ” ( انظر ناعوم اتشومسكي ، النظام العالمي القديم والجديد ، 1998 ) . وفي نفس السياق يؤكد اتشوميسكي أيضا ان احتلال ابريطانيا لمصر كان بدافع الاجهاز عليها ولوضع حد لسعي مصر من اجل الاستقلال والتقدم الاقتصادي ٠ وهذا امر لا يزال الغرب الاستعماري يفعله حتى يومنا هذا ، ففي عراق ما قبل الغزو الأمريكي تقول جريد الإيكونوميست ” ان دولة الرفاه العراقية كانت لعهد قريب ضمن اكثر الدول شمولا وكرما في العالم العربي ” ايريك هيرنغ ، مرجع سابق ) ٠ وبسبب الغرب الاستعماري تم فرض ديون عليه تقدر ب 200 بليون دولار تتضاعف باستمرار بفعل الفوائد المركبة ، الامر الذي حوله من دولة رفاه فخورة بنفسها ليصبح دولة مدينة لأجيال قادمة ، فما يسمى بالمجتمعات الحرة حسب تقرير اصدرته الامم المتحدة في العام 1991 ” احالت العراق من بلد كان قريبا من تحقيق نتائج ذات رؤى بعيدة قائمة على بنية تحتية اقتصادية حتى كانون عام 1991 متمثلا في مجتمع حضاري والي عالي ٠٠٠٠ وسيُصبِح العراق ولمدة طويلة على مستوى ما قبل العصر الصناعي ” ٠ ( انظر دكتور عمران وحيد ، تاريخ الاستعمار الغربي ، مقال منشور على الانترنت ) ٠ وإذا كان هذا هو حال مخاطر التدخل الأجنبي الغربي في مصر والعراق وغيرهما بلدان المنطقة العربية منذ العهد الاستعماري والى اليوم ، فإن مخاطر هذا التدخل على عموم بلدان المنطقة باتت اكثر خطرا من ذي قبل، حيث إنها قد أخذت ابعادا إقليمية ودولية اكثر خطورة ، حيث بات التدخل الإقليمي في المنطقة العربية بأهدافه الامبراطورية والعقائدية اكثر خطرا من التدخل الامبريالي الغربي نفسه ، وذلك لكونه يستهدف ليس فقط النسيج الاجتماعي للمجتمعات العربية وإنما تفكيك الروابط العقدية والمذهبية ، على أساس من احياء النعرات الطائفية ، كما في حالة العراق واليمن ولبنان والبحرين وغيرها ٠ ويلخص ابراهيم علوش مخاطر التدخل الأجنبي على المنطقة العربية اليوم في اربع مخاطر أساسية هي انتهاك السيادة القومية ومصادرة القرار الوطني وتدمير البلاد وأخيرا تفكيك المجتمعات ٠ ولعل الاخطر من كل ذلك هو حالة الاصطفاف والاستقطاب التي توجد عليها النخب في المنطقة العربية ، حيث تشهد هذه النخب انقسامات داخلية حادة وصلت حدود الصراع القاتل والمدمر لأي مجتمع ، وهو ما يمكن العديد من القوى الدولية والإقليمية من استغلاله لتحقيق أهدافها واجنداتها الخاصة في هذه المنطقة ٠ ولهذا يحذر ابراهيم علوش جميع هذه النخب من اسلاميين ويساريين وديمقراطيين وغيرهم ” المنخرطين في لعبة “التغيير” من مخاطر الانزلاق إلى المعسكر الأخر تحت إغراء جائزة السلطة. فالديموقراطية والحركات الدستورية التي تكرس التبعية وتعيد إنتاجها هي جزء من معسكر أعداء الأمة، تماماً مثل التدخل الأجنبي وأعوانه، ولا تهم نكهة الخطاب العقائدي لمن يحكم ما دامت التبعية للإمبريالية قائمة.