ما بعد سقوط سوريا/ شيخنا محمد سلطان
لا شك أن سقوط سوريا في يد عملاء إسرائيل شكل ضربة قاسية للمقاومة بصورة عامة ولعمودها الفقري حزب الله. يبدو أن إصرار المجرم نتنياهو منذ بدء معركة طوفاني الأقصى على المكابرة والتحدي لم يكن تهورا ولا هروبا إلى الأمام وإنما كان ينفذ أجندة أمريكية فيها مؤامرة كبرى على المقاومة اشترك فيها الأخ قبل العدو . كان نتنياهو وشريكيه المجرمين أوردوكان وتميم الذل يشترون الوقت وهم يعدون العدة لمؤامرة كبرى تمثلت في انزال خلف خطوط المقاومة بعد انهاكها في غزة واغتيال الصفين الأماميين تقريبا من قيادات حزب الله . إن سقوط سوريا وما تلاه من فتور في دعم الحليف الإيراني بعد إغتيال الرئيس إبراهيم رئيسي وتفرج الروس على سوريا وهي تسقط ، كلها عوامل أفقدت حزب الله خط الامداد ومصدر الدعم العسكري ومظلة التوازن العسكري في صراع القوى الدولية. الحزب اليوم مطالب بالعمل بواقعية وهو مايحتم عليه تغيير إستراتجيته المقاومة دون التخلي عن ثوابته العقدية والسياسية وأولها عدم الاعتراف بالكيان الصهيوني والاستعداد ولو على المدى المتوسط لتحرير فلسطين . على الحزب اليوم المحافظة على كيانه كحزب مقاوم. دمج مقاتليه داخل الجيش اللبناني مما سيقوى شوكة الجيش ويمده بعقيدة قتالية معادية للعدو ومستعدة للتضحية فداء للوطن كما سيمد الحزب بخبرات عسكرية على كل المستويات تدريبا وتخطيطا وتصنيعا. أن يركز الحزب في هذه المرحلة على العملين السياسي والمدني لكسب ثقة كل اللبنانيين وفتح أبوابه أمام كل أبناء الطوائف اللبنانية المؤمنين بخط المقاومة والحرية والعمل على تحرر لبنان من دستور الطائف الطائفي البغيض. انفتاح الحزب على كل قوى المقاومة وأحرار العالم. فك الارتباط العقدي بولاية الفقيه. الحزب بحاجة إلى ان يلتقط أنفاسه في انتظار ما سيستقر عليه الوضع في المنطقة عموما وفي سوريا خاصة. شيخنا محمد سلطان.