لم يكن أحد منا نحن الطلاب في الجامعات اللبنانية الأربع آنذاك (اللبنانية، العربية، الأمريكية، اليسوعية)، يعتقد أننا، ونحن نخوض في أوائل عام 1969، إضراباُ استمر ستة أسابيع احتجاجاً على العدوان الصهيوني على مطار بيروت في 28/12/1968، أنه سأتي يوم يكون فيه ردنا كأمّة بغارة على مطار بن غوريون في الكيان الغاصب، في الأيام ذاتها بعد 56 عاماً وعلى يد أبطالنا في القوات المسلحة اليمنية.
طبعاً لم يكن آنذاك في لبنان مقاومة فلسطينية، ولا مقاومة لبنانية، تبرر هذا الاعتداء الصهيوني الصارخ على عاصمة لبنان وسيادته واستقلاله، ولكننا بإضرابنا الشهير يومها الذي كان “أكثر من انتفاضة وأقل من ثورة”، حسب المفكر الكبير الراحل الأستاذ منح الصلح، كنا نؤسس لقيام لبنان جديد عصي على الانقسام الداخلي، ومقاوم للعدوان والاحتلال الصهيوني حتى التحرير عام 2000، والانتصار عام 2006، والمساندة لغزّة عام 2023.
واليوم وبعد كل هذه العقود يأتي الرد من صنعاء على مطار بن غوريون تأكيداً على أن اليمن الذي دافع أبناؤه عن بيروت ولبنان بوجه الغزو الصهيوني عام 1982، يدافعون اليوم عن فلسطين كلها ومعها لبنان في وجه عدوان قلّما عرفت البشرية مثيلاً له في وحشيته وإجرامه.
مطار بيروت في 28/12/1961،
ومطار بن غوريون في 27/12/2024
مكانان.. وزمانان.. يجمعهما وطن عربي واحد، وشعب عربي واحد، ومقاومة عربية واحدة، بل أمل عربي واحد يأتي بالرغم من كل ما يحيط ببعضنا من نكسات وإحباط.