canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
آراء

حاشية على تظاهراتنا: ما العمل؟ / ناجي محمد الامام

حضرتُ مبكرا ، يومي هذا، ساعةَ قبل بقية المدعويين، إلى قاعة انعقاد تأسيسية منتدى شبابي ، لسببين اثنين بلا ثالث :
1)شوق دفين إلى رؤية شباب منطلق متحمس للبناء و التنمية ذي ثوابت ، وليس مهما إن اتفقنا أم اختلفنا معهم عليها، فالمهم أن يحملوا، بأنفسهم، مشروعا بديلا للنهوض بالناس كل الناس والوطن كل الوطن
..2) مسلك تعلمته من المدرسة الفكرية الأولى ــ التي دبغتني على أن الموعد والوعد و العهد أقانيم الالتزام الثلاثة ــ وضابط إيقاعهااحترام الوقت.

بدا لي المكان نظيفًا، وإن اكتسى صبغة تجارية تنضح بانعدام الذوق تعميرا و تأثيثاً، كما لاحظتُ أن تركيب المستلزمات، بما فيها لوحة العنوان، جرى أمام الواصلين من الضيوف ، فهل ذاك من الشباب أم من الفندق؟

كان الحضور الشبابي مثلجا للصدر ، وخطابهم ذخرا للوطن ، رغم بعض الهنات المقبولة في سياقها، عكس النكايات المبطنة أحيانا، الفجة غالبا، التي لونت بعض الاسئلة الموجهة إليهم تحت ستار صحفي، بينما حقيقتها كيدية من رفاق سابقين لم يهضموا انفصال من كانوا ، ربما ، من عناصرهم الأساسية ، وفي ذاك ما يمكن فهمه، لا تفهمه، لأنه يشي بأن علاقتنا بحرية الرأي والانتماء تظل قائمة مالم تمسس مصالحنا.

جلس بجانبي الوزير عبد القادر ولد أحمدو والأستاذ الشاعر المناضل محمدٌ إشدو، وكاناـ مثلي ـ يتمنيان لهذه المبادرة النجاح ، ولو في الخروج على سلطان الرتابة واللغة الخشبية السائدة .
وبينا هم يتابعون فعاليات الجلسة، سافرت بي الذاكرة والذكريات إلى عالم الأحلام بأثر رجعي و رمت بي في أتون “الثورة الثقافية” و “القفزة الكبرى إلى الأمام” و”الثورة الزراعية والإصلاح الزراعي” و “ارفع رأسك يا أخي” و “خلى السلاح صاحي” و”ربط التعريب بلقمة الخبز” ” و”مدوا اليدين للكادحين”و ربما طوحتُ إلى “اليزيد وأحاديثه الموضوعة ” و”الحجاج” ما أعدله! و”ابن أبيه” وموته دون أن ينسب إلى أبيه ، رغم دماء سيد شباب أهل الجنة… مما أعادني، بعدما اغرورقت عيناي بالدمع، إلى القاعة واسمها البليد، فإذا بأحد الصحفيين إياهم يحاول أن يوقع بأحد قادة المنتدى الذي أجاد الرد والصبر و الجد.( و إذا الدنيا كما نعرفها.. )

صحيح أن مشاريع النهوض أو الثورة ــ حسب خلفية المعبِّر عنها ــ ذابت كفص في ماء الواقع الزنخ الآسن، بتآمر أعداء الداخل و الخارج وتراكم أخطاء أبنائها ،لكنها بمركباتها الكيماوية لم تذهب سُدًى لأن عناصرها بقيت، وظل مفعولها يتراكم، وسيظل يتفاعل تحت واجهة الهدوء الكاذب، إلى أن يُنتج “ملغمُها” الإنفجارَ الكبيرَ” بتلاقي الفالقيْن :تماما كما في الهزات الأرضية الكبرى و فِقْهِ الطبقات الطقطونية سواء بسواء.

صحيح، أيضا ، أننا، جميعا، غنينا للثورة في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات و عملنا من أجلها و ذقنا المُرَّ من أعدائها، ولم نذق الحلو بثمنها ،عندما أكل “الأحرار” لحم صدرها العفيف و باعوا دَرَّ أثدائها الطهور ، ولكننا فشلنا، نعم فشلنا، في تحقيق النصر و بقيت النتائج المتحصل عليها ترقيعات يُجمِّل بها الحكام قبح فعالهم، ويبرر بها السماسرة تنازلاتهم، لأن الكثير منا ــ بالنقيض من نبل الأهداف وجلال المهمة وعظمة الرسالة وتاريخية الموقف ــ كان يحمل بين جنبيه نقيضين لا يلتقيان :

*ميراث السيبة و تعجل البدوي و ذاكرته المشوشة الضحلة المرجعية ،وسلوكه المطبوع بالتقلب وعدم الصبر على أبعد من شأو البعير ..

* وفكرا عظيما مُكتسَبا يتطلب من طول النفس ما يسمح بتوالي الأجيال على شد البطون وحمل الراية…
فكنا ــ و نحن نحاول اجترار تجارب الكبار في مصر والصين و غيرهما، دون أن نستأصل الداء المتوارث المُعيق ــ كما قال الشاعر:

وابن اللبون إذا ما لُزَّ في قرن ** لم يستطع صولة البزل القناعيس

عَنيتُ النخب ولم أعن الجماهير… و في كلٍّ ” اختصاصيون بالوراثة في المعارك غير المكتملة”،

فهل نبني على التراكم ونتجاوزْ عيوب التاريخ و عقبات الجغرافيا؟؟؟
ويبقى السؤال… ما العمل؟ ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى