المرتضى محمد أتفاق / انقسم الناس عند ظهور كورونا..
انقسم الناس عند ظهور كورونا إلى ممتثلين لإجراءات الوقاية، بعدم الخروج إلا لأمر ملح، ولبس الكمامة، والتباعد في صفوف الصلاة..ورأى البعض أن هذه أباطيل يخشى على مرتكبها من الردة، والشرك بعدم التوكل على الله، واليقين ألا ضار ولا نافع إلا هو، وأن ما كتب لا بد أن يكون…
وكان هؤلاء يصرون على المصافحة-يلقاك الرجل منهم فيمد لك يده قائلا(سلم، هاذ ألا الفيافي)، لأن عدم المصافحة لا يرد قضاء الله..
كل حجج هؤلاء صحيحة، لكنهم يؤمنون ببعض الكتاب، ويكفرون ببعض..
هم مؤمنون أن رزق العبد واصله ولو كان في جوف المحيط، لكنهم لا يجلسون في منازلهم منتظرين هذا الرزق المضمون حتى يأتيهم دون كد، ولا عمل، بل يظلون يجرون في القر والقيظ بحثا عن رزقهم المضمون أصلا…لماذل لا يترك المتوكلون دكاكينهم مفتوحة تعبث بها الدواجن، ويسرق منها الناس إذا كانوا مؤمنين أن رزقهم لن يأخذه غيرهم…
يحرصون على رص الصفوف في المسجاد، ويرفضون امتثال القعود عنها احترازا من العدوى. وانتشار الأوبئة الفتاكة مرردين (هاذ ألا الفيافي)
وكلها أباطيل والصلاة تقي من الشر، لكنهم، إذا دخل المسجدَ رجل واحد عنده مسدس وأطلق رصاصة واحدة على سقف المسجد، وإمام الجمعة يخطب متفاصحا مسفها عمل الخائفين من المخلوق بدل الخالق، لفر الإمام، والمصلون الذين كانوا يبكون من خشية الله، ويطيلون سجودهم وركوعهم، وتدافعوا على الأبواب أيهم يخرج الأول، لماذا لا يتوكلون على الله، ويعلمون أن ما يصيبهم لم يكن ليخطئهم، أين الإيمان، والتوكل؟ هل رضوا أن يصبحوا مشركين؟
فليعلم هؤلاء أن بعض الفيروسات الفتاكة أخطر من صاحب المسدس، ومسدسه، لأن رصاصه ينفد، ويستطيع رجل واحد أن يهجم عليه ويصرعه، ويحتمل أن لا ينفذ وعيده…أما الأوبئة فتفتك بالأمم، وتبيد خلقا كثيرا من ولد آدم، وهم لا يجدون إلى مقاومتها سبيلا..
ولو أن أسدا دخل على حين غفلة من المصلين وهم ساجدون، وزأر مرة واحدة، هل سيبقى في المسجد مؤمن بأنه لن يصيبه إلا ما كتب الله عليه؟؟
لن يبقى في المسجد متوكل على الله بلسانه، سيتعجلون جميعا عن نعالهم، وسراويلهم، وعن إيمانهم وتوكلهم..ويظهر أن توكلهم المزعوم( ألا الفيافي)..
الخلاصة أن المطلوب: قيدها وتوكل على الله، لا بد من العمل بالأسباب، وفي النهاية لا يكون إلا ما أراد خالقنا سيحانه..اللهم اجعله لنا خيرا..
الكاتب: المرتضى محمد أتفاق