آراءموضوعات رئيسية
سلامة مربع.. / المرتضى محمد أشفاق

قال تابعي: كلما رأيت الحشود المتزاحمة، والمتنافسة في استقبال القادة والزعماء، تحت شعارات جهوية، وقبلية، وأسرية، وأحيانا شخصية، تتصارع على الأماكن القريبة من القادة ليروهم، وتلتقطهم الكامرات، وهي تلوح بإشارة الانتصار اللاتينية، وبعض المتحمسين ينشدون:
في الجبن عار وفي الإقدام مكرمة
والمرء بالجبن لا ينجو من القدر
كلما رأيت ذلك قرأت المشهد بلغة أخرى، وتخيلت أن بعض (نفيخات) الترويج انشقت فجأة بصوت عال، أو أن عجلة سيارة مسرعة انفجرت قرب الجموع الغافلة، المستميتة في إظهار الولاء، والتأييد، وادعاء فدى القائد بالنفس، والنفيس، فأحدثت صوتا مفزعا كصوت القذيفة، هنا سيظهر زيف الولاء، وكذب الفداء، لأن جماهير الولاء سيتفرقون أيدي سبأ، ويهربون كما أغريت قسورة بسرب ظباء، سيسقط رجال تحت أرجل رجال، ويدوس رجال أعجاز نساء، فارين مخلفين وراءهم مروءاتهم، وجبالا من الأحذية الراقية..
سترتفع ولولة النساء، وصراخ سيدات مبادرات الدعم، وهن يجرين ملء فروجهن في كل اتجاه، غير ملتفتات إلى شيء، تاركات على آثارهن حقائبهن اليدوية بما حوت من مال، وأدوات زينة، وهواتفهن الذكية منتشرة على الأرض كأشلاء ضحايا الحروب.. سيسقط جرحى، وصرعى هلع، وتدافع، ومنكوبون موتورون، وكذابون يقسمون أن الرصاصات الطائشة مرت قريبا من آذانهم، وفي لحظات ترى المنصة، وفضاءها بلقعا كأن لم يعرف بها ساكن رسما..
ثم أتذكر قول المتحمس:
في الجبن عار وفي الإقدام مكرمة
والمرء بالجبن لا ينجو من القدر..
قلت لتابعي أو يمكن أن يحصل مثل ما وصفت؟ قال نعم، أنسيت اعتصام المعارضة الشهير بساحة ابن عباس، يوم تنادت كلها، بخيلها، ورجلها إلى اعتصام مفتوح، وأحسنوا له العدة، والعديد، فبنوا خيامهم، وأحضروا مخازن المؤن، المختلفة، وأجمعوا رأيهم على الصبر والاعتصام حتى يرحل النظام تأسيا بما دعي وقتها بالربيع العربي..فخاف الناس مناصرين، وغير مناصرين، على الحكومة من أصفاد المعارضة المحتشدة، ما تخلف منها راشد ولا سفيه، ف( تشعرنت) جلود الناس، وحلموا بعهد سياسي جديد..لكننا نحن الموريتانيين، وأهل المدن خاصة لنا عقل نافع يعصمنا من إلقاء النفوس إلى التهلكة..قال تابعي، رويت عن أكثر من واحد: بينما كان المعتصمون في سمر نضال سياسي جميل، يحلمون، ويتقاسمون في أحلامهم ريع الإطاحة بالنظام، ويدعون القيادات إلى الاستقالة لتقبل توبتهم قبل زلزال الثورة، ويوزعون بالقسطاس المستقيم الحقائب الوزارية بينهم، ويحددون من سيتولى أسر الرئيس، وأعوانه، واقتلاع أضراسهم بالمواسي الدافرة، إذ نبح كلب من كلاب الشرطة، وسال من أحد الخراطيم وهو يعد للقذف، رذاذ رقيق، فهرع الناس إلى المنافذ لا يعرف بعضهم بعضا، لا تميز قائدا من مقود، ولا سيدا من مسود، لسان حالهم يقول:(عندك دونك، ويلك يالوراني)، و(ردحوا) في آنيات الطعام، و(دفروا) أسلاك المكبرات،
وتمزقت دراريع أزبي حين علقت في أعمدة تثبيت الخيام،
وتركوا النعال على النعال، والموائد الجاهزة للقطط، والأطفال، في عملية سمتها بعض المواقع( طيحة الفجر)، وأصبح حادي عيس القوم ينشد:
إنك لو شهدت يوم الخندمه
إذ فر صفوان وفر عكرمه…
قال تابعي اعلم فداك أبي أننا أبطال في معارك الكلام، فإذا تجاوزت الملاحم مستوى التراشق اللفظي صحنا:( آهَ، الْسان بلسان، وليد مكروفه)..
في الجبن عار وفي الإقدام مكرمة
والمرء بالجبن لا ينجو من القدر
كلما رأيت ذلك قرأت المشهد بلغة أخرى، وتخيلت أن بعض (نفيخات) الترويج انشقت فجأة بصوت عال، أو أن عجلة سيارة مسرعة انفجرت قرب الجموع الغافلة، المستميتة في إظهار الولاء، والتأييد، وادعاء فدى القائد بالنفس، والنفيس، فأحدثت صوتا مفزعا كصوت القذيفة، هنا سيظهر زيف الولاء، وكذب الفداء، لأن جماهير الولاء سيتفرقون أيدي سبأ، ويهربون كما أغريت قسورة بسرب ظباء، سيسقط رجال تحت أرجل رجال، ويدوس رجال أعجاز نساء، فارين مخلفين وراءهم مروءاتهم، وجبالا من الأحذية الراقية..
سترتفع ولولة النساء، وصراخ سيدات مبادرات الدعم، وهن يجرين ملء فروجهن في كل اتجاه، غير ملتفتات إلى شيء، تاركات على آثارهن حقائبهن اليدوية بما حوت من مال، وأدوات زينة، وهواتفهن الذكية منتشرة على الأرض كأشلاء ضحايا الحروب.. سيسقط جرحى، وصرعى هلع، وتدافع، ومنكوبون موتورون، وكذابون يقسمون أن الرصاصات الطائشة مرت قريبا من آذانهم، وفي لحظات ترى المنصة، وفضاءها بلقعا كأن لم يعرف بها ساكن رسما..
ثم أتذكر قول المتحمس:
في الجبن عار وفي الإقدام مكرمة
والمرء بالجبن لا ينجو من القدر..
قلت لتابعي أو يمكن أن يحصل مثل ما وصفت؟ قال نعم، أنسيت اعتصام المعارضة الشهير بساحة ابن عباس، يوم تنادت كلها، بخيلها، ورجلها إلى اعتصام مفتوح، وأحسنوا له العدة، والعديد، فبنوا خيامهم، وأحضروا مخازن المؤن، المختلفة، وأجمعوا رأيهم على الصبر والاعتصام حتى يرحل النظام تأسيا بما دعي وقتها بالربيع العربي..فخاف الناس مناصرين، وغير مناصرين، على الحكومة من أصفاد المعارضة المحتشدة، ما تخلف منها راشد ولا سفيه، ف( تشعرنت) جلود الناس، وحلموا بعهد سياسي جديد..لكننا نحن الموريتانيين، وأهل المدن خاصة لنا عقل نافع يعصمنا من إلقاء النفوس إلى التهلكة..قال تابعي، رويت عن أكثر من واحد: بينما كان المعتصمون في سمر نضال سياسي جميل، يحلمون، ويتقاسمون في أحلامهم ريع الإطاحة بالنظام، ويدعون القيادات إلى الاستقالة لتقبل توبتهم قبل زلزال الثورة، ويوزعون بالقسطاس المستقيم الحقائب الوزارية بينهم، ويحددون من سيتولى أسر الرئيس، وأعوانه، واقتلاع أضراسهم بالمواسي الدافرة، إذ نبح كلب من كلاب الشرطة، وسال من أحد الخراطيم وهو يعد للقذف، رذاذ رقيق، فهرع الناس إلى المنافذ لا يعرف بعضهم بعضا، لا تميز قائدا من مقود، ولا سيدا من مسود، لسان حالهم يقول:(عندك دونك، ويلك يالوراني)، و(ردحوا) في آنيات الطعام، و(دفروا) أسلاك المكبرات،
وتمزقت دراريع أزبي حين علقت في أعمدة تثبيت الخيام،
وتركوا النعال على النعال، والموائد الجاهزة للقطط، والأطفال، في عملية سمتها بعض المواقع( طيحة الفجر)، وأصبح حادي عيس القوم ينشد:
إنك لو شهدت يوم الخندمه
إذ فر صفوان وفر عكرمه…
قال تابعي اعلم فداك أبي أننا أبطال في معارك الكلام، فإذا تجاوزت الملاحم مستوى التراشق اللفظي صحنا:( آهَ، الْسان بلسان، وليد مكروفه)..