آراءموضوعات رئيسية
هذا هو النهد الذي اعترفت له… والمختار الذي كتب كما لو أنه أول العاشقين /كبرياء رجل

في زمنٍ تتوارى فيه الكلمات خلف أقنعة البلاغة الباردة، يخرج إلينا المختار السالم، لا كاتبًا فقط، بل صوتًا قديمًا وعميقًا، يمشي في اللغة كما يمشي الدراويش في حلقات الذكر، يفتح للقصيدة فمها، ويتركها تعترف دون أن تخجل.
“هذا هو النهد الذي اعترفت له” ليس مجرد عنوان، بل إعلان ولادة ثانية للكلمة حين تُقال من قلب الحقيقة، وللحرف حين يصبح جسدًا، والقصيدة حين تترك مقعدها في الشعر لتجلس في حضن الحياة.
هنا، في هذه النصوص التي كُتبت بين حبٍّ وسياسةٍ ومنفى، لا يبدو النهد رمزًا للحب وحده، بل صار استعارة للبوح العميق، للحنين المكسور، وللحقيقة التي تُغنَّى وتُدندن في صوت لبابة والمعلومة وكمبان. لقد كتب المختار هذا الديوان لا من فوق، بل من تحت الجلد، من حيث يسكن الحنين الخام، والحبّ الذي لم تُدجّنه المجاملة، والغواية التي لا تحتاج إلى استئذان.
في كل مقطع، ينهض التاريخ من سباته، لا ذلك التاريخ الرسمي المصفوف في ملفات الوزارات، بل التاريخ العاطفي، الشخصي، الهامشي، المضمَّخ برائحة النساء، وببقايا ضحك في حارات نواكشوط القديمة.
فالنهد في هذا الديوان ليس فقط معشوقًا، بل وطنًا صغيرًا، نافذةً على روح المدينة، وممرًا سرِّيًا إلى اللغة حين تتعرّى من رقابتها.
في هذا العمل، يعترف الشاعر كما لم يعترف شاعر من قبل. لا يكتب عن الأنثى كما يكتب عنها الشعراء في دواوينهم المزيَّفة، بل يكتبها كما تُعاش: امرأةً، صوتًا، رائحةً، سلطانةً، وخبزًا يوميًّا على مائدة الروح.
وهو لا يخجل من الحنين، بل يُحوِّله إلى نص. يكتب عن “عيشة المصابة بالسل” كما يكتب عن قصيدة “لئن جنيتُ على نفسي”، ويضع على الطاولة كل وجع مرَّ به، وكل نغمة سكر بها، وكل نهدٍ اعترف له بأن القصيدة قد تكون أحيانًا أكثر صدقًا من الحقيقة.
“هذا هو النهد الذي اعترفت له” هو ديوان لم يُخلق ليكون مجرد كتاب، بل ليكون حدثًا شعريًّا، تجربةً لا تُمحى وتنتهي، بل تسكن القارئ، وتُشعل داخله أسئلته المؤجَّلة.
وفي خلفية هذا العمل، يقف المختار السالم بشموخه الهادئ، ابن البادية والمحراب، الصحفي والمغني، الشاعر والسياسي، لا يكتب لأن عليه أن يكتب، بل يكتب لأنه لا يستطيع أن يتنفس دون كتابة.
يكتب كما يضحك الغيم حين يسكب روحه فوق القرى العطشى، وكما تنظر النساء إلى أزواج لم يعودوا شعراء.
هذا الديوان ليس غزلًا ولا هجاءً، بل حالة شعرية خالصة، تضع الحبَّ في كف، والدهشة في الكف الأخرى، وتترك القارئ بينهما، عاريًا من الدفاعات، غارقًا في اللغة، وممتلئًا بالحياة.
وفي النهاية، حين تُغلق الكتاب، تشعر أن شيئًا فيك قد تغيّر…
كأنك أنت أيضًا، اعترفت لشيءٍ لم تفهمه تمامًا، لكنه ظلّ يهتزّ داخلك كهمسةٍ من نهدٍ لم يكفَّ عن التنفّس.
المصدر: الفيسبوك – صفحة كبرياء رجل
“هذا هو النهد الذي اعترفت له” ليس مجرد عنوان، بل إعلان ولادة ثانية للكلمة حين تُقال من قلب الحقيقة، وللحرف حين يصبح جسدًا، والقصيدة حين تترك مقعدها في الشعر لتجلس في حضن الحياة.
هنا، في هذه النصوص التي كُتبت بين حبٍّ وسياسةٍ ومنفى، لا يبدو النهد رمزًا للحب وحده، بل صار استعارة للبوح العميق، للحنين المكسور، وللحقيقة التي تُغنَّى وتُدندن في صوت لبابة والمعلومة وكمبان. لقد كتب المختار هذا الديوان لا من فوق، بل من تحت الجلد، من حيث يسكن الحنين الخام، والحبّ الذي لم تُدجّنه المجاملة، والغواية التي لا تحتاج إلى استئذان.
في كل مقطع، ينهض التاريخ من سباته، لا ذلك التاريخ الرسمي المصفوف في ملفات الوزارات، بل التاريخ العاطفي، الشخصي، الهامشي، المضمَّخ برائحة النساء، وببقايا ضحك في حارات نواكشوط القديمة.
فالنهد في هذا الديوان ليس فقط معشوقًا، بل وطنًا صغيرًا، نافذةً على روح المدينة، وممرًا سرِّيًا إلى اللغة حين تتعرّى من رقابتها.
في هذا العمل، يعترف الشاعر كما لم يعترف شاعر من قبل. لا يكتب عن الأنثى كما يكتب عنها الشعراء في دواوينهم المزيَّفة، بل يكتبها كما تُعاش: امرأةً، صوتًا، رائحةً، سلطانةً، وخبزًا يوميًّا على مائدة الروح.
وهو لا يخجل من الحنين، بل يُحوِّله إلى نص. يكتب عن “عيشة المصابة بالسل” كما يكتب عن قصيدة “لئن جنيتُ على نفسي”، ويضع على الطاولة كل وجع مرَّ به، وكل نغمة سكر بها، وكل نهدٍ اعترف له بأن القصيدة قد تكون أحيانًا أكثر صدقًا من الحقيقة.
“هذا هو النهد الذي اعترفت له” هو ديوان لم يُخلق ليكون مجرد كتاب، بل ليكون حدثًا شعريًّا، تجربةً لا تُمحى وتنتهي، بل تسكن القارئ، وتُشعل داخله أسئلته المؤجَّلة.
وفي خلفية هذا العمل، يقف المختار السالم بشموخه الهادئ، ابن البادية والمحراب، الصحفي والمغني، الشاعر والسياسي، لا يكتب لأن عليه أن يكتب، بل يكتب لأنه لا يستطيع أن يتنفس دون كتابة.
يكتب كما يضحك الغيم حين يسكب روحه فوق القرى العطشى، وكما تنظر النساء إلى أزواج لم يعودوا شعراء.
هذا الديوان ليس غزلًا ولا هجاءً، بل حالة شعرية خالصة، تضع الحبَّ في كف، والدهشة في الكف الأخرى، وتترك القارئ بينهما، عاريًا من الدفاعات، غارقًا في اللغة، وممتلئًا بالحياة.
وفي النهاية، حين تُغلق الكتاب، تشعر أن شيئًا فيك قد تغيّر…
كأنك أنت أيضًا، اعترفت لشيءٍ لم تفهمه تمامًا، لكنه ظلّ يهتزّ داخلك كهمسةٍ من نهدٍ لم يكفَّ عن التنفّس.
المصدر: الفيسبوك – صفحة كبرياء رجل