canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
آراءموضوعات رئيسية

هل من انبعاث لروح 23 يوليو؟/ محمد ولد شيخنا

في كل عام، تعود ذكرى الثالث والعشرين من يوليو لتُذكّرنا بلحظة فارقة في تاريخ العرب والأفارقة، بل وفي تاريخ المستضعفين حول العالم، إنها ليست مجرد إنجازات ماضية، بل وعد لم يكتمل بعد.
كانت يوليو لحظة تمرد وطني – عسكري و جماهيري شعبي – ضد الاستعمار والهيمنة و الرجعية، ولحظة تأسيس لدور فاعل في زمن الصراع من أجل التحرر والكرامة والعدالة الاجتماعية و وحدة الأمة العربية
غير أن روح يوليو الحقيقية — أي طاقتها التغييرية ومثلها الثورية — لا تنتمي إلى لحظة بعينها، بل هي إمكان دائم للتجدد و الانبعاث، شرط أن يُعاد التفكير فيها بعيدًا عن رماد السلطة والتسلط، وخارج الأطر الجامدة التي حوّلت الثورة إلى ذكرى، والزعيم إلى أيقونة تكاد تُعبد.
وفي موريتانيا، فإن أي حديث عن استحضار أو محاولة إحياء روح يوليو لا يجوز أن يكون اجترارًا لنوستالجيا رمزية أو سلطوية، ولا محاولة لإحياء هياكل ميتة أو تكرار تجارب استنفدت شروطها. بل يجب أن يكون تأسيسًا جديدًا، وطنيًا في المقام الأول، منفتحًا بصدق وتفهّم على كامل هموم وتطلعات الطيف السياسي الشريك في الوطن، قريبه وبعيده، وفي الأولوية منه الإسلاميون لما معهم من نقاط إلتقاء و مشتركات الأرضية والمصلحة ، كما يجب أن يرتكز التأسيس على قيم الممارسة الديمقراطية بكل مقتضاياتها
ومترتباتها وبعيدًا عن التسلطية و الأحادية والاستحواذ وعبادة الزعيم.
كذلك لا ينبغي أن يتم مثل ذلك دون استحضار بالقدر المطلوب للبعد الإفريقي العميق في فكر وممارسة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، لا بوصفه فقط قائدًا قوميًا عربيًا، بل كذلك مناضلًا أفريقانيًا رأى في إفريقيا بؤرة للنضال وعمقًا استراتيجيًا للتحرر من الهيمنة والنهب، لاسيما أن إفريقيا اليوم هي قارة المستقبل وضمير العالم و جوهرة الجيوبولتيكا. لقد آمن عبد الناصر بأن الكرامة العربية لا تنفصل عن الكرامة الإفريقية، وأن المصير مشترك في مواجهة التبعية والاستغلال.
من جهة أخرى فإن الانبعاث الحق لا يكون فقط بالتعويل على علاقات شخصية متقادمة، على أهمية ذلك ، بين جيل صار بعضه من المتقاعدين ولا بخطابات قديمة أو شعارات خشبية ؛ بل هو، رهان على الأجيال الجديدة: أي على الشباب في الجامعات والمدارس، والعمال في المصانع، والموظفين في الإدارات، والنساء وحتى بالدرجة المتاحة مع القوى التقليدية الاجتماعية والدينية، فإذن أي مشروع لا يستقطب القوى الحيّة الجديدة ولا ينظمها، ولا ينصت إليها، ولا يشركها في البناء، هو مشروع بلا جذور و بلا أفق.
ولبناء مستقبل يحمله الجميع فهذا يتطلب إعادة إنتاج لروح يوليو في خطاب محدث جذّاب، وأدوات تعبير مقنعة، ومساحات نقاش حرة، وتنظيم يتجاوز الجمود والاستنساخ، مع وعي عميق بالتحولات الاجتماعية و في البيئة الدولية هذا مع استعداد للاجتهاد خارج قوالب الماضي وحزازات التخندق المتجاوزة، ولعل الأهم من كل ذلك هو التواضع اللازم للإنصات الحقيقي والاعتراف بالآخر.
في الختام إن ما تحتاجه شعوبنا جميعا عربا و افارقة ليس زعيمًا يُبجَّل، بل مشروعًا يُبنى، وحلمًا يُتقاسم، ومسؤولية تُحمل جماعيًا.


محمد ولد شيخنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى